"بيان عن عائلة آل فهد." عبس يوسف قليلاً.عائلة آل فهد، المعروفة بأنها العائلة الأولى في الجنوب، هي الأقوى في المنطقة.كان يوسف وريث العائلة الأساسي.قبل ثلاث سنوات، قاد يوسف عائلة آل فهد بجهوده الخاصة نحو القمة، وحتى أنه أسس مجموعة مالية تبلغ عشرات مليارات الدولارات.لكن قبل أن يتمكن من قيادة العائلة إلى قائمة أفضل عشر عائلات في البلاد، قام أحد أفراد العائلة بالخيانة وتحرك ضد يوسف.تم استبعاده من سجل العائلة، وتم إرسال والديه إلى مهمة في جبال الأساطير لتنفيذ خطة استحواذ، لكنهم لم يعودوا أبدًا.خرج يوسف من عائلة آل فهد قبل ثلاث سنوات بدون أي شيء، وتعرض لمرض خطير بسبب الصدمة. في تلك اللحظة، ساعدته جدة عائلة زين وتبنت زواجه من مروة زين، مما أنقذه من الضياع.على الرغم من أنه متزوج من مروة زين منذ ثلاث سنوات، إلا أن العلاقة بينهما كانت اسمية فقط، ولم يكن هناك أي تفاعل حقيقي بينهما.لولا أن عائلة زين كانت تهتم بسمعتها، لما سمحوا ليوسف حتى بالنوم في مكتبة المنزل.مرت ثلاث سنوات، لكن كل شيء بدا وكأنه حدث بالأمس.شعر يوسف أنه قد اعتاد على هذا النمط من الحياة، فهو في النهاية الزوج المتطفل لمروة
بعد نصف ساعة، وصل يوسف بن علي إلى باب شركة مروة زين.كان على وشك الدخول، لكن حارس الأمن عند الباب أوقفه بعصا الكهرباء وقال ببرود: "اغرب عن وجهي، نحن لا نرحب بالشحاذين هنا."يوسف كان قد استيقظ للتو، ولم يغتسل بعد، وكان يرتدي قميصاً وسروالاً قصيرين بهما عدة ثقوب، مما جعله يبدو حقًا كأحد المتشردين على الطريق.يوسف اعتاد على ذلك، فابتسم قائلاً: "أخي الحارس، أنا هنا لأحضر بعض الملفات لزوجتي.""زوجة؟! بهذا الشكل؟" نظر إليه الحارس بشك وقال: "هل هي السيدة زينب من التنظيف أو السيدة ليلى من المطبخ؟""زوجتي هي مروة زين." قال يوسف.ارتجف الحارس للحظة، ثم انفجر بالضحك قائلاً: "آه، إذاً أنت زوج ابنتهم المتزوج في المنزل... هاهاهاها..."هز يوسف رأسه، ولم يتوقع أن يكون مشهورًا إلى هذا الحد."حسنًا، أعطني الملفات. لقد أبلغتنا السيدة زين أن نسلمها لي إذا أتيت." قال الحارس."لا،" هز يوسف رأسه بعزم قائلاً: "أختي قالت إن هذه الملفات مهمة جدًا، وعليّ أن أسلمها شخصيًا لزوجتي. أرجوك دعني أمر.""أنت!" أشار الحارس إلى يوسف بوجه مندهش، قائلاً في سره: "هل هذا الشاب مجنون؟ ألا يعلم مدى كره عائلة زين له؟ وكيف يمكنه
"تفسير؟ لماذا يجب أن أقدم لك تفسيراً؟" قال يوسف بن علي ببرود، "مروة زوجتي، من الأفضل أن تبقى بعيداً عنها. إذا كنت تشعر بالغيرة، فاذهب إلى مكان آخر!""إذا كانت زوجتي تحب الورود، سأشتريها بنفسي! لا أحتاج إلى شخص غريب مثلك لتقديمها!""هي بهذا الجمال، كيف يمكن لهذه الورود التافهة أن تناسبها؟ سأرسل لها وروداً من مدينة النهرين الليلة!"أنت غبي ولا أحمق؟ وردة واحدة من مدينة النهرين بعشرة آلاف دولار، تقدر تشتريها؟ سمعت إنك أمس كنت تطلب من السيد زين دراجة كهربائية؟ مثلك هذا الفاشل، حتى لو بعت كليتك ما تقدر تشتري وردة واحدة! من وين لك الجرأة تتفاخر كذا؟" نظر شهراني الحجازي إلى يوسف بازدراء، وعيناه تتلألآن بالبرود. كونه صاحب منصب رفيع في شركة الاستثمارات آل فهد، متى كان لشخص مثل يوسف، وهو زوج يعيش في بيت أهل زوجته، الجرأة للتحدث معه بهذه الطريقة؟ وما أثار غضبه أكثر هو أن يوسف تجرأ على تدمير الورود التي كلفته الكثير، ثم أمسك بيد محبوبته وسحبها إلى المصعد. ماذا ينوي هذا الفاشل فعله؟فجأة، ارتسمت على وجه شهراني ابتسامة ساخرة، ثم قال بثقة تامة: "مروة، هل تريدين استثمارًا بقيمة700,000 دولار؟ أستطيع م
"سيدي الكبير، سأبلغ زعيم العائلة فوراً، ولكن أنت"..."لا تفاوضني! وإلا سأدمر عائلة آل فهد بالكامل"!قبل أن يتمكن الطرف الآخر من إكمال جملته، أغلق يوسف بن علي الهاتف بقوة....في منطقة فلل الساحل الذهبي، كل فيلا هنا من تصميم مصممين دوليين مشهورين، حيث اختيرت كل قطعة بلاط وكل عشب بعناية. هذا المكان لا يمكن شراؤه بالمال فقط.في هذه اللحظة، كان يوسف بن علي يجلس مرتاحاً على أريكة في الشرفة، يواجه رجلاً مسناً يرتدي ثوب ويبدو مرهقاً قليلاً.الرجل هو أحمد آل فهد، زعيم عائلة آل فهد في الجنوب.لولا أن يراه المرء بعينه، لما صدق أحد أن هذا الرجل العادي المظهر هو واحد من أقوى الأشخاص في عائلة آل فهد.خلف أحمد آل فهد، وقف حارسان بنظرات حادة وأجواء متوترة.قال أحمد آل فهد مبتسماً بسخرية: "لا عجب أنك كنت المسيطر على عائلة آل فهد سابقاً، لم يتغير بريقك رغم مرور ثلاث سنوات"!أجاب يوسف بلا تردد: "هذا هو أسلوبك في التوسل إلى عودتي للسيطرة على الأمور؟"الحارسان خلف أحمد عبسا بشدة عند سماع ذلك.لقد تبع الحارسان أحمد آل فهد لسنوات، وكانا يعتبران من ذوي الخبرة الواسعة.لكنها كانت المرة الأولى التي يشهدان فيها
"شهراني الحجازي؟"توقف يوسف بن علي للحظة، ثم ابتسم قليلاً. كان هذا الرجل مجرد كلب لدى شركة الاستثمارات آل فهد، وإذا أراد طرده، فسيكون الأمر مسألة وقت فقط."أمي، لن أطلق زوجتي. حتى لو كان الطلاق أمراً محتماً، فهو أمر بيني وبين زوجتي. أتمنى ألا تتدخلي." ابتسم يوسف قليلاً، وألقى هذه الكلمات بينما ركب دراجته الكهربائية المفضلة وغادر بكل هدوء."يوسف، من تظن نفسك؟" ارتجفت ليلى السعدي من الغضب، وكادت أن تصدمه بسيارتها، ولكنها لاحظت أن الناس بدأوا يتجمعون لمشاهدة ما يحدث، فقررت كبت غضبها وانسحبت بسرعة....في نهاية يوم العمل، توجهت مروة زين إلى مكتب الاستقبال في شركتها، ورأت اثنتين من موظفات الاستقبال يضحكان ويتحدثان، وحولهما العديد من الموظفين يشاهدون ما يحدث."زوج السيدة زين ذلك العاجز، قال إنه سيرسل لها وروداً من مدينة النهرين. هل رأى نفسه في المرآة؟ يركب دراجة كهربائية، حتى حذاؤه به ثقوب! مثله يجب أن يذهب لطلب المال في الشارع...""نعم، كيف للسيدة زين أن تختار مثل هذا العاجز؟""إذا لم يكن عاجزاً، لما أصبح زوجاً يعيش في بيت أهل زوجته!""لو كنت مكانها، لكنت قد طلقت هذا الزوج العاجز منذ فترة ط
"هل أنت... يوسف بن علي؟" سامي الفارس كان ينظر إلى يوسف بنظرة متسائلة، وبعد لحظة أطلق ضحكة ساخرة، ثم ركن سيارته ودخل الفندق مباشرة.شعر يوسف بالحرج، لم يتوقع أن يبادر بالكلام ولكن الطرف الآخر تجاهله تماماً.دخل الاثنان الغرفة، حيث كان جميع الزملاء قد وصلوا بالفعل. وعندما سمعوا صوت الباب، التفت الجميع دون وعي للنظر."هل هذا رئيس الفصل العظيم؟ يبدو أن الإشاعات صحيحة، إنه فعلاً من نخبة المجتمع! وسيم جداً!" بدأ البعض يثير الضجة، بينما كان سامي الفارس يرتدي بدلة أنيقة ومفاتيح سيارة أودي معلقة عند خصره، وكان يبدو وسيمًا للغاية.سرعان ما لاحظ البعض يوسف بن علي الذي دخل خلفه. رغم أن بدلة يوسف لم تكن تناسبه تماماً، إلا أنه كان واضحاً أنها ذات جودة عالية وماركة فاخرة.عندما رأى أحد الزملاء هذا المشهد، قال ضاحكاً: "يبدو أنك تعيش حياة جيدة يا يوسف، تعال، هذه المقاعد الرئيسية مخصصة لك ولرئيس الفصل!"نظر سامي الفارس إلى يوسف بنظرة سريعة وأطلق ضحكة ساخرة، ثم هز رأسه دون أن يقول شيئاً. يبدو أنه قرر ألا يفضح موضوع الدراجة الكهربائية التي ركبها يوسف.أجاب يوسف ببساطة "أوه"، ولم يهتم كثيراً بأمر المقعد.
كان يوسف بن علي على وشك أن يقول شيئاً، لكنه رأى تصرفات سامي الفارس، فهز رأسه دون أن يقول المزيد. ثم اقترب من هناء الجابري قائلاً: "هل ترغبين في المغادرة معي؟ قد يحدث بعض المتاعب قريباً.""هذا..." ترددت هناء قليلاً. على الرغم من أن علاقتها بيوسف كانت جيدة أيام الدراسة، إلا أن الليلة كانت بوضوح ساحة سامي الفارس. مغادرتها الآن قد تسبب في إغضابه.من جهة أخرى، عندما رأى سامي الفارس أن يوسف لم يغادر على الفور، بل اقترب من إحدى الفتيات الجميلات، أصبحت ملامحه أكثر قتامة. ثم قال بغضب: "يوسف بن علي، إذا كنت لا تريد المغادرة، فلا بأس. لكن أن تحاول الآن أخذ زميلتنا الجميلة؟ هل تعتقد أنك أصبحت رجل أعمال ناجح؟ لا تنسَ أنك مجرد زوج يعيش في بيت أهل زوجته! أن نكون زملاء لشخص مثلك هو إهانة لنا!""نعم، نعم! نحن جميعاً نعيش حياة جيدة، كيف يمكن أن يكون لدينا زميل مثلك، مصدر للخزي والإحراج؟""لماذا لا تغادر بسرعة؟ هناء، هذا الرجل مجرد زوج يعيش في بيت أهل زوجته. لا تدعيه يخدعك!"الليلة كانت ساحة سامي الفارس. هؤلاء الزملاء، رغم أنهم لم يحققوا الكثير في حياتهم المهنية، كانوا ماهرين في التملق. وها هم الآن يوجهو
"آه.... سامي الفارس كان مذهولاً، هذا..."."لن توافق؟""لا أجرؤ.... لا أجرؤ....أخي وائل، استمتع بوقتك، استمتع...." وبعد هذه الكلمات، لم يجرؤ سامي الفارس على النظر إلى سونيا السعيد، فقبض على مفاتيحه وهرب بسرعة."سامي الفارس! أيها اللعين"! سونيا السعيد كانت ترتجف من الغضب. لم تتوقع أن يكون سامي الفارس، الذي يبدو محترماً، بهذه الدرجة من الجبن. بينما كان بقية الزملاء يتجنبون التدخل، كل واحد منهم يبدو خائفاً من التورط.في الغرفة، كان يوسف بن علي الوحيد الذي بقي بوجه بلا تعبيرات. السبب لم يكن لأنه خائف، بل لأن وائل جابر هو الشخص الذي قام يوسف بتدريبه سراً عندما كان لا يزال في عائلة آل فهد.في ذلك الوقت، كان وائل جابر شاباً بدأ في حياة الشوارع بدون مال أو نفوذ، وكاد أن يُقتل عدة مرات. في إحدى تلك المرات، التقى به يوسف بن علي ورأى فيه إمكانيات، فقرر مساعدته.لم يكن يتوقع أن وائل جابر قد تطور إلى هذا الحد في بضع سنوات فقط.لكن يوسف لم يكن ينوي التعرف عليه، فبعد كل هذه السنوات، لم يعد وريث عائلة آل فهد، ووائل قد لا يعترف به.في تلك اللحظة، بينما كان وائل جابر ينظر بشكل عشوائي إلى الأشخاص في الغرف