أنا و توأمي و المجهول
أنا و توأمي و المجهول
Por: قمر غانم
الفصل 1
عندما حدقت وفاء في الظلام، شعرت وكأن ضبابًا كثيفًا قد أغشى على عينيها ليحجب عنها الرؤية. مدت يدها لترى أصابعها، لكنها لم تكن واضحة لها، ومع ذلك، ظلت حواسها حادة!

كان الأمر كما لو أن شعلة من النار ألتفت حول جسدها بالكامل، فأرسلت موجات من اللهيب تتدفق عبرها.

سمعت أنفاس الرجل الغليظة ، صوته المنخفض الأجش يتردد في أذنها، يصدر إحساس بالهيمنة. جاهدت لفتح عينيها ، محاولة تمييز الشكل أمامها، لكنها شعرت بثقل شديد على جفونها.

لم تكن تعرف كم من الوقت استغرق الأمر، ولكن في النهاية، هدأت العاصفة، وأخيرًا لمحت صورة كانت غامضة و مثيرة، تقع بالقرب من الجانب الأيسر بالغرفة. على هذا الصورة يظهر نسر أسود ينشر جناحيه، نظراته الثاقبة مثل نظرة وحش شرس، يشع شعورًا بالشر...كأنه يحمل نظرات للموت و الرعب، شيئا تقشعر معه الأبدان!

"آه ــــــــ "

أطلقت وفاء صرخة مذعورة، فاستيقظت من حلمها متصببة بالعرق. وجلست على سريرها، فحركتها مع بطنها الحامل في الشهر التاسع كانت صعبة و عشوائية. حتى شعرت بها الجدة ليلي التي كانت نائمة بجانبها لتستيقظ بسرعة و تسألها: "ما الأمر يا عزيزتي؟ هل حلمت بكابوس آخر؟"

كانت معنويات وفاء منخفضة، وأومأت برأسها دون أن تنكر ذلك. كانت الجدة ليلى تحدق في وجه حفيدتها الشاحب النحيف. سارعت إلى مواساتها قائلة، " ما حدث في ذلك الوقت... لم يكن خطئك ".

"لكنهم جميعًا يلومونني"، أشاحت وفاء بنظرها إلى الأفق في سرحان.

قبل تسعة أشهر، كانت لا تزال الأبنة المدللة لعائلة غالب، وكانت على وشك الزواج من حبيب طفولتها ماجد الشاذلى. لكن القدر كان له خطط أخرى. من كان يتوقع أنه في الليلة السابقة للزواج، أدى لقاء صدفة في حفل الحناء إلى فقدان عذريتها بشكل غير متوقع.

وفي اليوم التالي، انتشرت الفضيحة كالنار في الهشيم عبر الإنترنت.

#أخبار عاجلة! تم فضح وفاء غالب الأبنه المدللة لعائلة غالب ، بعد قضائها في الفندق ليلة ساخنة برفقة شاب ما قبل يوم من زواجها! #

لقد تدمرت سمعتها تماما

وقد دمر هذا الحادث أمها فريدة سالم، لدرجة أنها انتحرت بحرق نفسها.

و شعر والدها عادل غالب بالحرج وطردها من العائلة، وهددها بعدم الاعتراف بها على أنها ابنته مرة أخرى.

أما خطيبها ماجد الشاذلى، فقد أعلن إلغاء خطوبتهما، و بعد أسبوع واحد فقط من الحادثة أعلن خطبته على أختها-الغير شقيقة- شذى غالب.

أصبحت وفاء موضع ازدراء الجميع، ابنة وقحة وغير محترمة. حتى الآن، بعد تسعة أشهر، لا يزال الإنترنت يتردد صداه بأصوات أولئك الذين يدينونها.

و كانت تعاني من الكوابيس كل ليلة.

في أحلامها، ترى وفاة والدتها، ووجه والدها الغاضب، والرجل بلا وجه الذي يطاردها!

لقد أصبحت منهكة عقلياً و جسدياً

و كانت دائما تتسأل عن تلك الليلة التي حدثت منذ تسعة أشهر، لماذا انتهى بها الأمر في غرفة ذاك الشاب الغريب؟

في حفلة الحناء، كان ماجد بجانبها، فلماذا لم يلاحظها؟

و لماذا خطب شخصًا آخر بعد أسبوع واحد فقط من الحادثة؟

وأمها... كانت دائما قوية ومستقلة حتى عندما مرت ذاك العام بأزمة الطلاق من والدها كانت متزنة، فكيف يمكن أن تنتحر فجأة بسبب هذه الحادثة؟

كل هذه الأسئلة المتكررة في ذهنها كانت سبباً في وجع رأسها و تشنج بطنها أيضا.

لاحظت الجدة ليلي الحالة السيئة لحفيدتها وذهبت بسرعة لإحضار بعض الماء لها، وقالت بهدوء، "لا تقلقي بشأن ما يقوله الآخرون. لا تعتقد الجدة أنك من هذا النوع من الأشخاص.تعالي و اشربي بعض الماء."

تأخذ وفاء نفسًا عميقًا وتمد يدها إلى الكوب، لكنها تشعر فجأة بطفرة من الحرارة تنبعث من بين ساقيها.

تنظر إلى أسفل وترى الدم الأحمر يتدفق من جسدها، ويبلل تنورتها ببطء.

وبعد ساعتين، أدي عدم استقرار الحمل لدى وفاء إلى ولادتها المبكرة، وأنجبت توأمين في مستشفى قديم متهالك بأطراف المدينة...
Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP
capítulo anteriorcapítulo siguiente

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP