الفصل 3

"أمي، أنا وأختي بخير"، قالها مالك بهدوء و ثبات.

امتلأ قلب وفاء بالارتياح، ممتنة لأن الصغار لم يصابوا بجروح خطيرة، ويبدو أن الطرف الآخر قد فرمل في الوقت المناسب، مما جعلها تتنفس الصعداء.

"يا صغاري، ستلقي أمكم نظرة على ما حدث. ابقيا بهدوء في السيارة"، تنهدت و فكت حزام الأمان، ثم فتحت الباب وخرجت من السيارة.

خرج سائق السيارة الأخرى خلفها أيضًا وفحص حالة السيارة، ووجهه ممتلأ بالغضب، ثم ألتفت إلى وفاء وسألها، "كيف كنت تقودين؟ كنت تقودين بسلاسة، ثم توقفتِ فجأة على الطريق!"

قالت وفاء:"أنا آسفة حقًا، يبدو أن سيارتي تعطلت" ، وهي تعلم أن ذلك كان خطأها، واعتذرت بصدق، ونظرت إلى سيارتها ثم إلى السيارة الأخرى.

تشحب وجها وتحول للون الأبيض على الفور عندما تعرفت على نوع السيارة أمامها - كانت سيارة مرسيدس مايباخ- و إصدار محدود على مستوى العالم، بل وسعرها لا يقل عن 500 ألف دولار.

كانت وفاء على دراية أن المسؤولية هذه المرة تقع على عاتقها، وسيتعين عليها تحمل تعويض الحادث.

أصيبت بفزع شديد بينما كانت تفكر في حجم التعويضات المالية التي ستضطر لدفعها.

كانت الأسرة تكافح ماليًا خلال العامين الماضيين بسبب مرض جدتها، ولم يكن لديهم أي مدخرات. و لن يقل تعويض السيارة عن عشرات الآلاف، ولم يكن لديها حتى تأمين. أين ستجد هذا الكم الكبير من المال

بينما كانت تفكر، أصبح جبين وفاء ممتلأ بالعرق، واعتذرت مرة أخرى، "أنا آسفة جدًا، أنا آسفة جدًا!"

فلم يكن لديها سوا الاعتذار لتكفر عن خطئها للسائق

عقد السائق ذراعيه، وهو يلهث بشدة، ووجه لها نظرة غاضبة قائلاً: "ما الفائدة من الاعتذار فقط؟ أنت المسؤول الرئيسي عن هذا. دعنا ننتظر وصول الشرطة وشركة التأمين، وبعد ذلك يمكننا مناقشة كيفية تعويض الضرر".

عندما سمعت وفاء بذلك مما زاد من قلقها

فركت يديها معًا، بدت محرجة، وهمست، "أنا... ليس لدي الكثير من المال."

رفع السائق حاجبه بعبوس ونظر إليها مباشرة قائلاً: "أتحاولين التهرب من مسئولية دفع التعويض؟"

هزت وفاء رأسها، "لا، أنا لن أفعل ذلك."

في هذه اللحظة، خرج الصغيران أيضًا من السيارة، وسمعا أنهما يجب أن يدفعا الكثير من المال، وعرفا الصعوبات التي تواجهها الأسرة، وبدوا قلقين، وصاحوا بصوت واحد "أمي..."

سار الصغيران إلى جانب وفاء، ممسكين بملابسها، وكانت أعينهما مليئة بالقلق. مسحت وفاء على رؤوسهما الصغيرة بهدوء ونظرت إلى السائق، وسألت بهدوء السائق:" أنا لا أحاول التهرب من دفع التعويض، أعترف بذلك. لكن هل يمكننا إجراء بعض الترتيبات؟ أنا... حقًا لا أستطيع تحمل دفع هذا القدر من المال دفعة واحدة."

ضغطت على شفتيها قليلاً، أولاً معبرة عن الندم، ثم شرحت الصعوبات التي تواجها، ثم تحدثت معه عن حل، "لماذا لا نترك رقم اتصال ونقوم بسداد الأقساط؟"

عبس السائق عندما سمع هذا.

رأى الصغيران هذا وساعدا والدتهما بسرعة، "عمو، عائلتنا ليس لديها الكثير من المال، يرجى أن تكون شهماً و أن توافق على عمل استثناء، نوعدك لن نتهرب من دفع المال."

حتى أن وفاء نظرت إليه بانكسار وقالت "من فضلك، من فضلك وافق"

رأى السائق مدى برائتهم و ملامحهم الطيبة، لكنه لم يستطع اتخاذ قرار ولم يستطع سوى أن يقول:"انتظروا هنا"

ثم استدار وذهب إلى المقعد الخلفي، وانحنى على طرف نافذة السيارة.

انزلق زجاج النافذة ببطء.

وبأسلوب مهذب سأل السائق:"سيدي...كيف تعتقد أننا يجب أن نتعامل مع هذا؟"
Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP