الفصل 7
كانت وفاء تهتم بلا كلل بنباتاتها العشبية الثمينة، وتسقيها بعناية وتقص أي أوراق أو فروع عديمة الفائدة. استهلكت هذه المهمة الدقيقة أكثر من ساعة.

وبحلول الوقت الذي انتهت فيه، كان الليل قد غطى السماء بالكامل، تنفست الصعداء أخيراً.

وهي تعلم أن الأعشاب التي رعتها للتو كانت نادرة وقيمة بشكل لا يصدق - تساوي مائة مرة- أكثر من تلك التي باعتها للسيد جمال خلال النهار.

خلال اليوم جلبت تلك النباتات القليلة أكثر من ثلاثة ألاف دولار، وهذه البراعم الصغيرة، إذا تمت زراعتها بعناية، يمكن أن تنتج ثروات أعظم!

كنز لا يمكن تعويضه في سوق يبحث عنها بشدة!

أحست وفاء وهي تمسح العرق عن جبينها بإحساس بالراحة يغمرها خاصة عندما فكرت في الطفلين الصغيرين اللذين ينتظرانها في المنزل، شعرت بتحسن كبير وكان لديها ابتسامة على وجهها.

بمجرد أن جمعت أدواتها وأغلقت بوابة حديقة الأعشاب الخاصة بها، توجهت إلى المنزل.

عندما فتحت الباب، استقبلها مشهد يبعث الدفء و البهجة في القلب، كان طفلاها ملفوفين بمنشفة الحمام، منغمسين في لعبة الشطرنج مع جدتهما .

كانت القطتان "مشمش" و"خوخة" تدوران بحماس بجانبهما، وكان المشهد دافئاً ومبهجاً.

"الجدة، لقد خسرتِ مرة أخرى."

عقد مالك ذراعيه و بتعبير جاد رُسم على وجهه الصغير اللطيف، مما جعل من الصعب عدم الابتسام و الرغبة في المسح على رأسه.

"حبيبي مالك يتحسن أكثر فأكثر!"

ضحكت الجدة ليلي، وعيناها تتلألأ بالفخر. لقد تعجبت من مدى حدة و ذكاء أحفادها الصغار، حتى في مثل هذا العمر الصغير، تفكيره ينافس تفكير البالغين.

عندما لاحظت كارمن دخولها، صرخت بسعادة وبصوت رقيق. وطار جسدها الصغير نحوها قائلة: "لقد عادت أمي!".

أنضم مالك للترحيب بها أيضا، ولأنه يعي الأصول، سكبت لها كوباً من الماء:"أمي، هل أنت متعبة؟ هل أنت عطشانة؟"

شعرت وفاء بأن قلبها يذوب وهي تعانق طفليها بإحكام، ودفء حبهما يملأ روحها.

بالنسبة لهما، كانت تعلم أن أي قدر من الجهد والتضحية يستحق العناء.

في صباح اليوم التالي، أرسلت وفاء طفليها الصغيرين إلى روضة الأطفال.

بعدها أوقفت سيارة أجرة وتوجهت مباشرة إلى متجر الأدوية المملوك لعائلة السيد جمال.

عندما دخلت، وجدت موظفة الاستقبال سلوى مشغولة بإدخال المعلومات على جهاز الكمبيوتر الخاص بها. لكنها عندما لاحظت دخول وفاء، توقفت يداها، وظهرت نظرة مفاجأة على وجهها:"آنسة وفاء، هل لديك أعشاب جديدة لتسليمها اليوم؟"

أومأت وفاء برأسها:"نوعا ما. لدي دفعة خاصة من المواد الطبية في المنزل أعتزم بيعها. أود ترتيب لقاء مع السيد جمال لمناقشته الأمر. أتساءل إذا كان السيد جمال لديه الوقت الآن أم لا؟"

ردت سلوى ببعض الأسف:"أنا آسفة، آنسة وفاء. السيد جمال سيحضر اجتماعًا هذا الصباح ولن يعود حتى بعد الظهر. قد تحتاجين إلى العودة حينها."

"حقا؟"

شعرت وفاء بخيبة الأمل لكنها أخفتها بابتسامة مهذبة:"حسنا. سأعود بعد الظهر."

عندما استدارت للمغادرة، انفتح باب الصالة القريبة فجأة، مما أثار دهشتها.

تردد صوت فتح الباب في جميع أنحاء المتجر، مما تسبب في توقف وفاء عن مسارها و استدارت لتلقى نظرة.

اندفع رجل طويل القامة يرتدي نظارة ذات إطار ذهبي، وكان تعبيره محفوفًا بالإلحاح: "سلوى، هل وصل السيد جمال؟ حالة السيد الشاب مقلقة؛ نحتاجه لإلقاء نظرة!"

صُدمت سلوى عندما سمعت هذا:"ما الخطأ في السيد هيثم؟ السيد جمال مشغول اليوم؛ لن يعود حتى الظهر!"

تغيرت ملامحه فجأة وغمره الذعر.

"السيد جمال ليس هنا؟ ماذا نفعل الآن؟"

"أبلغي السيد جمال بسرعة! هذا أمر عاجل؛ نحتاجه للعودة على الفور!"

"حسنًا!"

أخرجت سلوى هاتفها بسرعة بدون تردد أجرت مكالمة، وشعرت بأن إلحاح الموقف يثقل كاهلها. كانت تعلم أن السيد هيثم الشناوي كان زائراً منتظماً، وأن لديه مكانة مختلفة عن الأشخاص العاديين. و كان السيد جمال وكبير عائلة الشناوي مرتبطان بعلاقة قوية لا يفرقهم سوى الموت، لذلك لم يكن هناك مجال للخطأ.يجب أن يكون السيد هيثم بأمان.

ومع ذلك، عندما اتصلت، كل ما حصلت عليه هو نغمة الاتصال على الطرف الآخر، ولم يكن هناك رد.

"هاتف السيد جمال لا يرد! ماذا يجب أن نفعل؟" التفتت إلى المساعد عماد ، ووجهها محفوفاً بالقلق.

كان تعبير وجه عماد قاتمًا. الخيار الوحيد الآن هو نقله بسرعة إلى المستشفى!

فتح فمه وكان على وشك الرد، تردد صدى صوت تحطم عالٍ من غرفة الاستراحة.

رنين سقط كوب على الأرض

تبادل عماد و سلوى نظرات سريعة منزعجة، وكان الأدرينالين يتدفق عبرهما بينما سارعا نحو غرفة الاستراحة للتحقق.
Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP