أجابت وفاء بلا حول ولا قوة: "لم تسأل من قبل، لذلك لم أخبرك.أنا بالفعل أعلم ببعض المهارات الطبية." لقد فكرت في الأمر إذا قالت إنها على دراية كاملة بالمهارات الطبية، فسيكون ذلك موضعًا للشك.لقد كانت المهارات الطبية لمعلمها ممتازة، وقد علمها الكثير بالفعل، لذلك يمكنها علاج الأمراض العادية دون أى مشكلة.لم يسمع عماد عنها قبل ذلك، و عبس جبينه وشك في أنها شخص يمكن الوثوق به." تعلمي بعض المهارات فقط، آنسة وفاء هذا ليس مزاح لا يمكنني تعريض حياة سيدي للخطر." قبل أن ينتهي من حديثه، قاطعته وفاء قائلة: "لقد فات الأوان بالنسبة لانتقاله إلى المستشفى الآن. أنفاس سيدك تضعف وحياته في خطر في أي وقت.المكان هنا ليس قريب من المستشفي، فأقرب مستشفي من هنا تبعد حوالي نص ساعة بالسيارة. ومن المحتمل أن تضعه مثل هذه المتاعب في وضع خطير للغاية."شحب وجه سلوى ، لأن ما قالته كان منطقيًا، فماذا يجب أن نفعل الآن؟ "آنسة وفاء، هل لديك أي طريقة لعلاج مرض السيد هيثم؟ إنه في وضع خطر الآن." لم يقل عماد أي شيء، فقط كان يحدق بها، وكان الرد واضح من عينيه. تنهدت وفاء وأجابت بشكل مباشر للغاية: "الطب له حدود، ولا يوجد طبي
لم تقل ذلك بصوت عالٍ. حتى لو فعلت ذلك، فسيكون ذلك بلا جدوى. من الأفضل أن توفر على نفسها مجهود المجادلة.سحبت يدها من معصم ذاك الشخص، واستدارت لتسأل سلوى:"سلوى، هل لديك أي إبر؟ النوع المستخدم في الوخز بالإبر."أضاءت عيون سلوى بالفرح:"نعم! آنسة وفاء، هل تقصدي أنك تستطيعين علاجه؟"همهمت وفاء.كان عماد قلقًا بعض الشيء بشأن مهاراتها الطبية وسألها بلا تردد: "آنسة وفاء، هل أنت جيدة حقًا في هذا؟"ألقت عليه نظرة بلا كلام. لقد شكك هذا الرجل فيها عدة مرات،لقد كثر هذا الهراء.ردت وفاء بغضب: "إذا قلت إنني أستطيع، فأنا أستطيع! هل تعالجه أنت أم أنا؟"أغلق عماد فمه مطيعًا ولم يقل المزيد.ركضت سلوى إلى الطابق العلوي وعادت إلى الأسفل بحقيبة بها مجموعة إبر، مليئة بالإبر بأحجام مختلفة."لن أستطيع إتمام الأمر بمفردي، أحتاج إلى مساعدتكم."أومأت سلوى برأسها: "فقط أخبريني ماذا أفعل."، و لم يتردد عماد أيضًا."حسنًا يا سلوى، من فضلك ساعدي في تعقيم جميع الإبر،" ألتفت وفاء إلى المساعد عماد وقالت:" أستاذ عماد من فضلك ساعده في خلع ملابسه ماعدا ملابسه الداخلية.""آه" قالتها سلوى التي كانت على وشك الذهاب لتعقيم الإبر
هل الأمر بهذه السهولة حقًا؟ مرض السيد هيثم خطير للغاية، هل يمكن لبضعة إبر أن تجعله أفضل في عشر دقائق؟على الرغم أن لهجة وفاء كانت واثقة و حازمة،إلا أن عماد و سلوى كانوا متشككين، لكن لم يستطيعا قول أي شيء ولم يكن لديهما خيار سوى الانتظار بقلق. فكر عماد في الاتصال بالطبيب المتواجد بالمستشفى عدة مرات، قلقاً للغاية من احتمالية حدوث مكرره للسيد هيثم.وغير متأكد مما إذا كان يمكن الوثوق بوفاء أم لا.على عكس توترهم، كانت وفاء مسترخية تماما.الآن فقط بدأت تلاحظ الشخص الموجود على السرير.كان وسيمًا بشكل لا يصدق، ولم يقلل مرضه من مظهره. على الرغم من أن وجهه كان شاحبًا، لكن ملامحه كانت جذابة بشكل رائع إلى درجة ساحرة جداً.بحاجبين يشبهان السيف وعينين مرصعتين بالنجوم، وأنف ممتلئة، وشفتين رقيقتين مثل أزهار الخوخ، كان جماله مذهلاً.على الرغم من أنها لم تستطع رؤية جسده بالكامل من الأمام، إلا أن عضلاته تبدو قوية مشدودة وموزعة بشكل جميل عبر جسده النحيف القوي، مع خطوط مثالية تجعل الناس غير قادرة على إبعاد أعينهم عن شكله المثير الذي يشع جاذبية شديدة.كيف يمكن لشخص أن يكون وسيمًا إلى هذا الحد؟نظرة واحدة ف
غلت سلوى الدواء بصبر لمدة ساعة وأحضرته إلى هيثم ليشربه. كان لا يزال يبدو ضعيفًا للغاية، وعندما استيقظ كان وعيه مشوشاً، لكنه شعر بتحسن طفيف عن ذي قبل.بعد بضع ساعات، مع اقتراب الظهر، اندهش عماد عندما وجد أنه بعد وعاء واحد فقط من الدواء، أصبح وجه رئيسه أكثر وردية، و زادت طاقته، وهدأت الحمى. لم يعد يظهر عليه أي علامات للضعف على الإطلاق.بالقليل من الإبر ووعاء الدواء، تعافى كثيراً بالفعل!"سيدي، هذا رائع، لقد استيقظت أخيرًا!"كانت سلوى مندهشة بنفس القدر. كانت تشك في مهارات الوخز بالإبر لدى الآنسة وفاء. سألت بفضول:"السيد هيثم، هل فعلا لا تشعر بأي تعب بجسمك؟"أخذ هيثم رشفة من الماء وهز رأسه:"لا، أشعر براحة كبيرة."بسبب مرضه القديم، كان يشعر دائمًا بضيق في صدره،مما جعله يشعر بعدم الارتياح لكن الآن تبدد هذا التعب بطريقة ما، مما جعله يشعر براحة غير مسبوقة. أخذ نفسًا عميقًا طويلًا.في الماضي، عندما تفاقم مرضه القديم، غالبًا ما كان يطلب المساعدة من السيد جمال. في حين أن دوائه كان فعالًا، ولكن تأثيره لم يكن جيدا على الإطلاق. لم يستطع إلا أن يلجأ إلى عماد ويسأله: "ما هو الدواء الذي تناولته هذه ا
"يا سيد جمال، بعد وقت قصير من مغادرتك،ساءت حالة السيد هيثم. ودخل في غيبوبة، وكان قلبه ينبض بسرعة، وارتفعت حرارته بشدة. حاولت الاتصال بك، لكنك لم تجب. كنا قلقين للغاية. ولم نكن نعرف ماذا نفعل. لحسن الحظ، جاءت الآنسة وفاء للقيام بأعمال تجارية معك وعرضت مساعدتها. بفضلها، تمكن السيد هيثم من الخروج من الخطر بسرعة كبيرة. لم أتوقع أبدًا أن تكون مهاراتها الطبية جيدة جدًا. بعدما وضعت الإبر وأعطته بعض الأدوية، استيقظ السيد هيثم و تحرك بشكل طبيعي!"شعرت سلوى بالطمأنينة عندما رأت السيد جمال، و انزاحت الحجرة التي أثقلت قلبها أخيرا عندما شرحت بنبرة مرح ما حدث للتو معهم."هذا صحيح، يا سيد جمال"، أومأ عماد برأسه قليلاً مبتسماً."وفاء؟"، بدا السيد جمال مندهشًا وهو يمسح على لحيته."نعم" أومأت سلوى برأسها.ازداد دهشة السيد جمال:"هل لديها مهارات طبية؟""نعم، إنها ماهرة للغاية. لقد اكتشفت ذلك بنفسي. بما أنك تعرف الآنسة وفاء جيدًا، فقد اعتقدت أنك ستعرف ذلك عنها بالفعل."بعد الاستماع إلى كلمات سلوى،سقط السيد جمال في تفكير عميق. كان لديه العديد من التعاملات التجارية مع وفاء، وكان يعلم فقط أنها كانت تزرع المو
لقد اندهشت وفاء فهذه هي المرة الأولى التي ترى فيها السيد جمال متحمسًا للغاية. لم تعرف كيف ترد للحظة، وقبل أن تتمكن من جمع أفكارها، قادها السيد جمال بحرارة نحو منطقة الراحة."الشمس قاسية جدًا يا آنسة وفاء، تعالي إلى الداخل لنبرد أجسامنا."كانت وفاء مرتبكة من حماس السيد جمال الزائد بعض الشيء اليوم.ماذا يحدث؟ عند رؤية الشاي المعد في منطقة الراحة، شعرت بالإرهاق قليلاً. كان السيد جمال ماهرًا للغاية في الطب، ذو أخلاق عالية وكان يحظى باحترام كبير، وليس شخصًا يُظهر مثل هذا الحماس عادةً.أومأت برأسها بأدب، وشعرت بالحرج قليلاً عندما أمسك السيد جمال بيدها بإحكام: "أنا هنا،يا سيد جمال،......ما هذا؟"أدرك السيد جمال أنه كان متحمسًا بعض الشيء، فابتسم وترك يدها قائلاً :"أوه، انظري إلى مدى حماستي!"ابتسمت وفاء بحرج وسحبت يدها. ثم استدارت و أدركت وجود سلوى و السيد هيثم و مساعده يقفون جميعًا على جانب واحد.ركزت نظراتها تجاه هيثم، الذي كان يقف في المنتصف، و يبدو أنه في حالة المعنوية جيدة. بدا أن علاجها نجح بشكل فعال، وعرفت لماذا تعافى بسرعة كبيرة هكذا.عندما رأت تعبير وجه السيد جمال العميق، كان لديها
عندما سمع هيثم المحادثة تتحول لتطرح حول أمره، عقد ذراعيه ببساطة، ورفع حاجبه، ولم يقل شيئًا. كان عماد هو من تحدث أولاً: "نعم، من السهل مناقشة الأمور المتعلقة بالأجر، إكمالا لحديثنا، فنحن و الدكتورة وفاء يعتبر بيننا سابق معرفة."نظر السيد جمال إلى وفاء بدهشة، ثم عاد إليهم. "ماذا، هل تعرفان بعضكما البعض؟"ابتسم عماد: "بالفعل، أليس كذلك." فرك أنفه وشرح طريقة تعارفهم: "في السابق، كنت أنا و السيد هيثم في السيارة، وكان لدينا حادث مروري بسيط مع الآنسة وفاء على الطريق. اصطدمت السيارات ببعضها البعض، وهكذا التقينا. في ذلك الوقت، لم نكن نعرف أن الآنسة وفاء كانت شخصًا ماهرًا للغاية."جعل ذكر هذا الحادث الجو محرجًا بعض الشيء. ألتفت عماد إلى وفاء،وتحدث بشكل رسمي:"آنسة وفاء، فيما يتعلق بحادث السيارة هذا، لن نسعى للحصول على أي تعويض منك. في الواقع، إذا كان ذلك ممكنًا، نود توظيفك كطبيب خاص للسيد هيثم. يمكنك تحديد الأجر الذي تريده."أشار عدم اعتراض هيثم إلى موافقته الضمنية. كانت وفاء مذهولة، ولم تكن تتوقع أن تتطور الأمور إلى هذه النقطة. كان الأمر مفاجئًا لدرجة أنها لم يكن لديها الوقت للتفكير في الأ
في اللحظة التي رأت وفاء فيها الوشم تجمد الدم في عروقها، و تسمرت في مكانها من هول المفاجأة. بدا تصميم عين النسر مألوفًا.على مدى الخمس سنوات الماضية، في كل مرة تراودها أحلام بالليل، كانت دائما محاصرة بكابوس، ترى به الرجل الذي دمر سمعتها و الذي كان لديه وشم مماثل على صدره. بدا ... متشابهًا جدًا.اتسعت عيناها قليلاً، و بدا كأن الدماء تهرب من عروقها. سألها مالك و كارمن عن والدهما من قبل. على مر السنين، حاولت العثور على والد الأطفال، واتخذت الإجراءات اللازمة للقيام بذلك،ولكنها لم تعرف من أين تبدأ، و كانت دائمًا تعود بخفي حُنين.هل يمكن أن يكون الرجل أمامها هو ذلك الرجل، والد أطفالها؟ كان هناك عدد لا يحصى من الوشوم، وكان التشابه أمرًا لا مفر منه. هل كان متطابقًا حقًا، أم أنها كانت مخطئة؟نظرت بإلحاح، راغبة في فحص الوشم عن كثب لمعرفة ما إذا كان يتطابق مع ذاكرتها.بحلول ذلك الوقت، كان هيثم قد أغلق جميع أزرار قميصه الأسود بالفعل. القميص الأسود الأنيق، المثبت أزراره حتى الياقة، أظهر شكل جسمه بشكل مهندم و أنيق يسحر الآخرين، و ينضج بهالة من الجاذبية البراقة. كان الوشم على صدره مغطى بالكامل ا