الفصل 5
أخذت وفاء نفسًا عميقًا لكن مايزال قلبها مثقلاً بالقلق.اتصلت أولا بشركة متخصصة في نقل السيارات بعد الحوادث و شرحت لهم العنوان،بعدها اتصلت بالشرطة.

بعد فترة وجيزة، وصلت الشركة والشرطة لمكان الحادث. أخذ الضابط منها بيانًا موجزًا عما حدث، وعندما علم أن الأمر قد تم تسويته بينهم، أنهى الأمور بسرعة ولم يطل في الحديث.

شاهدت وفاء سيارتها وهي تُسحب بعيدًا، وامتلأ قلبها بخليط من المشاعر المختلفة.

قال ضابط المرور: "أستاذة وفاء، من فضلك تعالي معي إلى قسم الشرطة لعمل محضر."

أومأت برأسها، وأمسكت بأيدي صغارها بينما صعدوا إلى سيارة الشرطة. وبحلول الوقت الذي عادوا فيه إلى المنزل، كان الليل قد حل.

وفي الوقت نفسه، وفي مكان آخر، توقفت سيارة هيثم عند الصيدلية المملوكة لعائلة السيد جمال. وكان مساعده عماد أول من قفز خارج السيارة، وفتح الباب، وحمل هيثم للداخل بمساعدة السائق.

بمجرد أن وصل للداخل اتجه ناحية موظفة الاستقبال و سألها بسرعة:" أين السيد جمال؟"

تقدمت موظفة الاستقبال بسرعة، وقادته إلى الداخل قائلة:"السيد جمال ينتظرك منذ وقت طويل، من فضلك ادخل بسرعة."

سرعان ما تم إدخال هيثم إلى داخل الغرفة.

الغرفة التي كانت مزينة بديكور إنجليزي كلاسيكي، وكان الهواء مشبعًا برائحة خشب الصندل الرقيقة التي جلبت شعورًا بالهدوء.

ظهر هناك رجل يتحلى بالوقار و الهيبة، يبدو أنه في السبعينيات من عمره، والحيوية واضحة في جسمه المتناسق و عينيه الحادتين ووضعيته المستقيمة، يرتدي بدلة أنيقة ويحتسي الشاي.

نظر عماد إلى ذلك السيد قائلا: " أستاذ جمال، لقد أصيب هيثم اليوم، مما تسبب في ظهور مرضه القديم. نأمل أن تتمكن من مساعدته."

في تلك اللحظة، كان هيثم فاقدًا للوعي تقريبًا، فقد تحمل طوال الطريق، وكان حاجبيه منخفضين قليلاً، وكانت هناك نظرة رهبة في عينيه.

"ضعه بسرعة حتى أفحصه."

كان ذلك أمر السيد جمال عندما رأى ذلك المنظر تاركًا كوب الشاى من يديه.

بالفعل قام عماد بوضع هيثم على السرير برفق، وتراجع إلى الخلف يسمح لـلسيد جمال أن يفحصه بدقة.

كانت لحظات متوترة عندما فحص السيد جمال هيثم، وتحول تعبير وجهه إلى صارم.

وبعد فترة صرخ بصوت منخفض:"إنه أمر سخيف! لقد حذرتك مرارًا وتكرارًا من عدم التهور. كيف سمحت للأمر بالوصول إلى هذه النقطة؟ هل يعتقد الشباب اليوم حقًا أنهم لا يقهرون ولديهم حياة طويلة، أليس كذلك؟"

"أستاذ جمال هل الأمر خطير ؟"سأل عماد ذلك السؤال بقلق عاقدا حاجبيه.

ألقى السيد جمال نظرة حادة عليه، واشتد الانزعاج في عينيه:"إذا أخبرتك أنه ليس خطيرًا، هل ستصدقني؟"

لم يستطع عماد أن ينطق بعد ذلك بكلمة واحدة، بعد مرور لحظة من الوقت انهارت قواه قائلاً بصدق:"يا سيد جمال، أرجوك يجب أن تفعل كل ما في وسعك لعلاج حالة السيد هيثم ليبقي على قيد الحياة."

رمقه السيد جمال بنظره و تنهد قائلا: "أنا لست صانع معجزات! إذا كان هو من جلب هذا على نفسه، فماذا يمكنني أن أفعل؟"

ومع ذلك، وعلى الرغم من كلماته القاسية، كانت يداه تتحركا بالفعل. تحرك بسرعة لوقف النزيف الذي أصاب هيثم، ثم أخرج حزمة الإبر وطبق العلاج بالوخز بالإبر على صدره.

بعد مرور وقت طويل!

أنهى السيد جمال جلسة الوخز بالإبر وخرج من الغرفة. ذهب إلى مكتب الاستقبال، وأمسك بورقة و قلم، وكتب وصفة طبية، ثم مررها إلى موظفة مكتب الاستقبال قائلا: "جهزي الدواء وفقًا لهذه الوصفة. باستخدام حرارة متوسطة، وضعي ثلاثة أوعية من الماء إلى وعاء واحد."

بعد ساعة، استيقظ هثيم!

عندما فتح عينيه، كان أول شيء رآه هو السيد جمال. وعرف بالضبط ما حدث.

"لقد أصبحت مهارات السيد جمال الطبية أفضل بكثير، حتى أني نمت لوقت قصير و ها أنا مستيقظ." قال هيثم ذلك بصوت أجش ضعيف.

تنهد السيد جمال قائلاً:"لقد حالفك الحظ هذه المرة. فاليوم صادف أن لدي بعض الأعشاب الطبية النادرة التي يمكنها قمع الأمراض القديمة في جسمك. لهذا السبب استيقظت بسرعة كبيرة. وإلا كنت ستعاني."

ذهل هيثم قائلا: "حقا؟ أعشاب نادرة؟ "أي نوع من الأعشاب النادرة يمكن أن يكون له مثل هذا التأثير؟"

لقد فكر في الأوقات التي جاء فيها السيد جمال سابقاً لتقديم العلاج له، لكنه لم يشهد مثل هذه النتائج المذهلة من قبل.
Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP