عماد الواقف بالجانب الآخر أصيب بالدهشة أيضاً و سأل بسرعة:"سيد جمال، هل لديك المزيد؟ إذا كان لديك، نأمل أن تتمكن من بيع بعضه لنا! مهما كانت الكمية المتاحة لديك، سنأخذها!"قد يعني هذا أن السيد هيثم لن يضطر إلى المعاناة كثيرًا بعد الآن.ضحك السيد جمال بشئ من المرارة و العجز: "هل تعتقد أن هذا هو العشب الذي يمكنك شراؤه بهذه السهولة؟ لقد أخبرتك، إنه نادر!""إذن ..." كان من الصعب رؤية بصيص الأمل في هذا الأمر لكن عماد كان لايزال غير راغب في الاستسلام.تابع السيد جمال قائلا: "لقد كانت مجرد صدفة. فالفتاة التي تزودنا بالأعشاب دائما، قد حصلت على هذا القدر القليل منه. عندما سألتها عما إذا كان لديها أي شيء إضافي، قالت إنها لا تملك المزيد."غمرت خيبة الأمل وجه عماد، بينما ظلت ملامح هيثم هادئة إلا أن نظرة الحماس في عينه خفت قليلاً.لقد عانى من مرضه القديم لسنوات عديدة.طوال تلك السنوات، كان يبحث عن أطباء مشهورين في جميع أنحاء العالم، لكن لم يقدم أي منهم أي أمل حقيقي في العلاج بالكامل، على الأقل مع السيد جمال وجد بعض الراحة.الآن بعد أن عرف أخيرًا وجود مثل هذا الدواء المعجزة، كان هيثم يأمل بطبيعة الحال
كانت وفاء تهتم بلا كلل بنباتاتها العشبية الثمينة، وتسقيها بعناية وتقص أي أوراق أو فروع عديمة الفائدة. استهلكت هذه المهمة الدقيقة أكثر من ساعة.وبحلول الوقت الذي انتهت فيه، كان الليل قد غطى السماء بالكامل، تنفست الصعداء أخيراً.وهي تعلم أن الأعشاب التي رعتها للتو كانت نادرة وقيمة بشكل لا يصدق - تساوي مائة مرة- أكثر من تلك التي باعتها للسيد جمال خلال النهار. خلال اليوم جلبت تلك النباتات القليلة أكثر من ثلاثة ألاف دولار، وهذه البراعم الصغيرة، إذا تمت زراعتها بعناية، يمكن أن تنتج ثروات أعظم! كنز لا يمكن تعويضه في سوق يبحث عنها بشدة!أحست وفاء وهي تمسح العرق عن جبينها بإحساس بالراحة يغمرها خاصة عندما فكرت في الطفلين الصغيرين اللذين ينتظرانها في المنزل، شعرت بتحسن كبير وكان لديها ابتسامة على وجهها.بمجرد أن جمعت أدواتها وأغلقت بوابة حديقة الأعشاب الخاصة بها، توجهت إلى المنزل.عندما فتحت الباب، استقبلها مشهد يبعث الدفء و البهجة في القلب، كان طفلاها ملفوفين بمنشفة الحمام، منغمسين في لعبة الشطرنج مع جدتهما .كانت القطتان "مشمش" و"خوخة" تدوران بحماس بجانبهما، وكان المشهد دافئاً ومبهجاً."الجدة
في القاعة، وجدت وفاء نفسها وحيدة. ثابتة في مكانها، غير متأكدة مما إذا كانت ستبقى أم تغادر. تعرفت وفاء بسرعة على الرجل ذو النظارات ذات الإطار الذهبي؛ كان أحد الركاب من حادث السيارة بالأمس وكان يجلس في المقعد الخلفي.أما بالنسبة للرجل الآخر...... ذو الهيبة و الوقار كأنه شخص كان يتمتع بسلطة و مكانة عالية لفترة طويلة، بالإضافة لرائحة الدم التي شمتها في وقت سابق و بالأضافة للوضع الحالي فمن المؤكد أن الشخص الموجود بداخل القاعة كان هو!أدركت وفاء أن هذا الرجل ليس شخصًا يمكن الاستخفاف به، ومن المنطقي أن تغادر على الفور. ومع ذلك، فإن شفقة المعالج شدّت ضميرها. شعرت أنه من الخطأ تجاهل شخص محتاج.وبينما كانت مترددة، صرخ عماد من الداخل بعجالة:"سيدي...."دون أدنى تفكير آخر، خطت وفاء إلى غرفة الاستراحة.بمجرد دخولها، شمت رائحة قوية لأدوية تقليدية. على سرير المستشفى النظيف يرقد رجل وسيم، عيناه مغمضتان، شاحبًا فاقدًا للوعي، ووجنتاه محمرتان بشكل مثير للقلق.كان بإمكانها أن ترى من نظرة سريعة أنه يعاني من الحمى، ولا بد أن الحمى الشديدة استمرت لفترة طويلة.كان عماد و سلوى على الجانب قلقين للغاية وفي
أجابت وفاء بلا حول ولا قوة: "لم تسأل من قبل، لذلك لم أخبرك.أنا بالفعل أعلم ببعض المهارات الطبية." لقد فكرت في الأمر إذا قالت إنها على دراية كاملة بالمهارات الطبية، فسيكون ذلك موضعًا للشك.لقد كانت المهارات الطبية لمعلمها ممتازة، وقد علمها الكثير بالفعل، لذلك يمكنها علاج الأمراض العادية دون أى مشكلة.لم يسمع عماد عنها قبل ذلك، و عبس جبينه وشك في أنها شخص يمكن الوثوق به." تعلمي بعض المهارات فقط، آنسة وفاء هذا ليس مزاح لا يمكنني تعريض حياة سيدي للخطر." قبل أن ينتهي من حديثه، قاطعته وفاء قائلة: "لقد فات الأوان بالنسبة لانتقاله إلى المستشفى الآن. أنفاس سيدك تضعف وحياته في خطر في أي وقت.المكان هنا ليس قريب من المستشفي، فأقرب مستشفي من هنا تبعد حوالي نص ساعة بالسيارة. ومن المحتمل أن تضعه مثل هذه المتاعب في وضع خطير للغاية."شحب وجه سلوى ، لأن ما قالته كان منطقيًا، فماذا يجب أن نفعل الآن؟ "آنسة وفاء، هل لديك أي طريقة لعلاج مرض السيد هيثم؟ إنه في وضع خطر الآن." لم يقل عماد أي شيء، فقط كان يحدق بها، وكان الرد واضح من عينيه. تنهدت وفاء وأجابت بشكل مباشر للغاية: "الطب له حدود، ولا يوجد طبي
لم تقل ذلك بصوت عالٍ. حتى لو فعلت ذلك، فسيكون ذلك بلا جدوى. من الأفضل أن توفر على نفسها مجهود المجادلة.سحبت يدها من معصم ذاك الشخص، واستدارت لتسأل سلوى:"سلوى، هل لديك أي إبر؟ النوع المستخدم في الوخز بالإبر."أضاءت عيون سلوى بالفرح:"نعم! آنسة وفاء، هل تقصدي أنك تستطيعين علاجه؟"همهمت وفاء.كان عماد قلقًا بعض الشيء بشأن مهاراتها الطبية وسألها بلا تردد: "آنسة وفاء، هل أنت جيدة حقًا في هذا؟"ألقت عليه نظرة بلا كلام. لقد شكك هذا الرجل فيها عدة مرات،لقد كثر هذا الهراء.ردت وفاء بغضب: "إذا قلت إنني أستطيع، فأنا أستطيع! هل تعالجه أنت أم أنا؟"أغلق عماد فمه مطيعًا ولم يقل المزيد.ركضت سلوى إلى الطابق العلوي وعادت إلى الأسفل بحقيبة بها مجموعة إبر، مليئة بالإبر بأحجام مختلفة."لن أستطيع إتمام الأمر بمفردي، أحتاج إلى مساعدتكم."أومأت سلوى برأسها: "فقط أخبريني ماذا أفعل."، و لم يتردد عماد أيضًا."حسنًا يا سلوى، من فضلك ساعدي في تعقيم جميع الإبر،" ألتفت وفاء إلى المساعد عماد وقالت:" أستاذ عماد من فضلك ساعده في خلع ملابسه ماعدا ملابسه الداخلية.""آه" قالتها سلوى التي كانت على وشك الذهاب لتعقيم الإبر
هل الأمر بهذه السهولة حقًا؟ مرض السيد هيثم خطير للغاية، هل يمكن لبضعة إبر أن تجعله أفضل في عشر دقائق؟على الرغم أن لهجة وفاء كانت واثقة و حازمة،إلا أن عماد و سلوى كانوا متشككين، لكن لم يستطيعا قول أي شيء ولم يكن لديهما خيار سوى الانتظار بقلق. فكر عماد في الاتصال بالطبيب المتواجد بالمستشفى عدة مرات، قلقاً للغاية من احتمالية حدوث مكرره للسيد هيثم.وغير متأكد مما إذا كان يمكن الوثوق بوفاء أم لا.على عكس توترهم، كانت وفاء مسترخية تماما.الآن فقط بدأت تلاحظ الشخص الموجود على السرير.كان وسيمًا بشكل لا يصدق، ولم يقلل مرضه من مظهره. على الرغم من أن وجهه كان شاحبًا، لكن ملامحه كانت جذابة بشكل رائع إلى درجة ساحرة جداً.بحاجبين يشبهان السيف وعينين مرصعتين بالنجوم، وأنف ممتلئة، وشفتين رقيقتين مثل أزهار الخوخ، كان جماله مذهلاً.على الرغم من أنها لم تستطع رؤية جسده بالكامل من الأمام، إلا أن عضلاته تبدو قوية مشدودة وموزعة بشكل جميل عبر جسده النحيف القوي، مع خطوط مثالية تجعل الناس غير قادرة على إبعاد أعينهم عن شكله المثير الذي يشع جاذبية شديدة.كيف يمكن لشخص أن يكون وسيمًا إلى هذا الحد؟نظرة واحدة ف
غلت سلوى الدواء بصبر لمدة ساعة وأحضرته إلى هيثم ليشربه. كان لا يزال يبدو ضعيفًا للغاية، وعندما استيقظ كان وعيه مشوشاً، لكنه شعر بتحسن طفيف عن ذي قبل.بعد بضع ساعات، مع اقتراب الظهر، اندهش عماد عندما وجد أنه بعد وعاء واحد فقط من الدواء، أصبح وجه رئيسه أكثر وردية، و زادت طاقته، وهدأت الحمى. لم يعد يظهر عليه أي علامات للضعف على الإطلاق.بالقليل من الإبر ووعاء الدواء، تعافى كثيراً بالفعل!"سيدي، هذا رائع، لقد استيقظت أخيرًا!"كانت سلوى مندهشة بنفس القدر. كانت تشك في مهارات الوخز بالإبر لدى الآنسة وفاء. سألت بفضول:"السيد هيثم، هل فعلا لا تشعر بأي تعب بجسمك؟"أخذ هيثم رشفة من الماء وهز رأسه:"لا، أشعر براحة كبيرة."بسبب مرضه القديم، كان يشعر دائمًا بضيق في صدره،مما جعله يشعر بعدم الارتياح لكن الآن تبدد هذا التعب بطريقة ما، مما جعله يشعر براحة غير مسبوقة. أخذ نفسًا عميقًا طويلًا.في الماضي، عندما تفاقم مرضه القديم، غالبًا ما كان يطلب المساعدة من السيد جمال. في حين أن دوائه كان فعالًا، ولكن تأثيره لم يكن جيدا على الإطلاق. لم يستطع إلا أن يلجأ إلى عماد ويسأله: "ما هو الدواء الذي تناولته هذه ا
"يا سيد جمال، بعد وقت قصير من مغادرتك،ساءت حالة السيد هيثم. ودخل في غيبوبة، وكان قلبه ينبض بسرعة، وارتفعت حرارته بشدة. حاولت الاتصال بك، لكنك لم تجب. كنا قلقين للغاية. ولم نكن نعرف ماذا نفعل. لحسن الحظ، جاءت الآنسة وفاء للقيام بأعمال تجارية معك وعرضت مساعدتها. بفضلها، تمكن السيد هيثم من الخروج من الخطر بسرعة كبيرة. لم أتوقع أبدًا أن تكون مهاراتها الطبية جيدة جدًا. بعدما وضعت الإبر وأعطته بعض الأدوية، استيقظ السيد هيثم و تحرك بشكل طبيعي!"شعرت سلوى بالطمأنينة عندما رأت السيد جمال، و انزاحت الحجرة التي أثقلت قلبها أخيرا عندما شرحت بنبرة مرح ما حدث للتو معهم."هذا صحيح، يا سيد جمال"، أومأ عماد برأسه قليلاً مبتسماً."وفاء؟"، بدا السيد جمال مندهشًا وهو يمسح على لحيته."نعم" أومأت سلوى برأسها.ازداد دهشة السيد جمال:"هل لديها مهارات طبية؟""نعم، إنها ماهرة للغاية. لقد اكتشفت ذلك بنفسي. بما أنك تعرف الآنسة وفاء جيدًا، فقد اعتقدت أنك ستعرف ذلك عنها بالفعل."بعد الاستماع إلى كلمات سلوى،سقط السيد جمال في تفكير عميق. كان لديه العديد من التعاملات التجارية مع وفاء، وكان يعلم فقط أنها كانت تزرع المو