الفصل 4
بالنظر إلى هيئته فالرجل الذي يقف أمامها يبدو وكأنه ليس هو الشخص المسئوول.

و من المؤكد أن مالك السيارة يجلس في المقعد الخلفي.

وبطريقة عفوية انحرفت نظرات وفاء تجاه الراجل الجالس بالمقعد الخلفي، مرتدياً بدلة سوداء أنيقة، ذو هيبة ووقار،تنبع ملامحه بسحر خارق للطبيعة يجذب العيون ويفرض الاحترام.

ومع ذلك، زينت شفتيه بشحوب غريب، مما يشير إلى ضعفه وكان يستريح، وعيناه مغلقتان.

جلس بجانبه رجل أصغر سناً يرتدي نظارة ذات إطار ذهبي، لقد بدا ناضجاً وثابتاً. كانت عيناه الحادتان تلمعان بالذكاء، لكن ارتسم ظلًا من القلق على حاجبيه.

كسر الصمت قائلاً: "حامد، فلنترك لهذه السيدة الكارت الشخصي. ولنناقش معها موضوع التعويض لاحقًا. في الوقت الحالي، دعنا ننقل السيد الشاب إلى منزل السيد جمال. لا يمكننا إضاعة المزيد من الوقت هنا."

بينما كانوا يتحدثون، وجدت وفاء نفسها تقترب من السيارة، واعتمادا على حاسة الشم القوية لديها، شمت رائحة الدم القوية المنبعثة من السيارة.

لم تستطع إلا أن تتجهم، وحدثها قلبها أن الرجل الذي في السيارة ربما قد أصيب، و لم تستطع أن تمنع نفسها من تكرار النظر تجاه عين هذا الرجل، للوهلة الأولى شعرت أنه ليس شخصاً جيداً.

داخل السيارة، عبس جبين الشاب المعروف باسم هيثم الشناوي و شعر بالنظرات الفضولية القادمة من الجانب الآخر.

فتح عينيه ببطء، كانت عيناه عميقة مثل بركة باردة. التقت نظراته الباردة الثاقبة بنظراتها، وكانت تحمل نظراته صرامة بدت خالية من أي شعور بالإنسانية.

لم تر وفاء في حياتها قط مثل تلك العيون الباردة الصارمة، مما أصاب جسدها بالقشعريرة، وسرعان ما صرفت نظرها عنه، لكن انتابها شعور غريب بأن هذا الرجل مألوف إليها.

قبل أن تتمكن من التفكير أكثر، سمعت السائق يقول: "نعم".

ألتفت السائق إليها و سألها: "ما اسمك؟ اتركي لي معلومات الاتصال الخاصة بك."

"أسمى وفاء"أجابت بصدق، وأخرجت هاتفها من جيبها وسلمته له:"هذا هو رقمي الوحيد. لا تقلق، لن أهرب. الأمر فقط أنني لا أستطيع جمع الكثير من المال على الفور. آمل أن تتمكن من التحدث مع سيدك الشاب حول هذا الأمر. ليكون مرن معي في الموعد النهائي للدفع، سأغطي تكاليف إصلاح السيارة، أحتاج فقط إلى القليل من الوقت لجمع الأموال."

اتصل السائق برقمها، ليتأكد أنه رقم حقيقي، و قبل أن تشرق ابتسامة رضا على وجهه:"اعتبرِ نفسك محظوظة اليوم. يمكنك الذهاب؛ سنتصل بك لاحقًا بشأن التعويض. سنناقش المبلغ ومتى ستدفعينه."

"حسنًا، سأبقي هاتفي مفتوحًا على مدار 24 ساعة باليوم. شكرا لك!" أومأت وفاء برأسها تقديراً و شكراً لهم.

ومع ذلك، لا يزال السائق يبدو غير مرتاح. أشار بإصبعه إليها بصرامة محذرًا:"اسمعى، لا تفكرى حتى في تغيير رقمك أو التهرب من مسؤوليتك. يمكننا تعقب هويتك وعنوانك بسهولة. إذا حاولت التهرب، فلن تكون الأمور ودية و لطيفة مثل ما حدث الآن."

"لن يحدث هذا،لقد أخبرتك أني متحملة المسئولية بالكامل،أعدك لن أتهرب من مسؤوليتي. سأتعامل مع الأمر." طمأنته مرارا و تكرار.

ثم صعد السائق مرة أخرى إلى السيارة، وانطلقوا بسرعة.

بينما كانت وفاء تشاهد السيارة تختفي، لفت انتباهها فجأة ثقل على يديها. نظرت إلى أسفل لترى طفليها الصغيرين يمسكان بذراعيها، وحاجبيهما الصغيران عابسين بقلق.

رفع مالك رأسه للأعلى سائلاً:"أمي، ماذا سنفعل؟ هل سنضطر إلى دفع هذا المال الكثير للتعويض؟".

"لا بأس، ستجد أمكم طريقة لحل هذا الأمر!" أجابت بابتسامة لطيفة، محاولة تهدئة الصغار.

لم تكن تريد أن ينشغل فكر أطفالها في هذا السن المبكر بتلك المشاكل المالية.

ولكن حتى عندما طمأنتهم، كان هناك شعور بعدم اليقين يقبض على قلبها.

أين ستجد هذا الكم من المال في مثل هذه المهلة القصيرة؟
Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP