الفصل 3
علي مدار تلك الثلاث سنوات، فعلي الرغم من أن زواجهما لم يُعلن، إلا أنهما لم يختلفا عن أي زوجين عاديين.

فقد كانت في صبيحة كل يوم تختار لها بدلته، وتربط له رابطة عنقه، ويخرجان سويًا للعمل.

وكان في المساء يخبرها بمواعيد عمله وسهراته.

الأنشطة الليلية اليومية، وحماماتهما المشتركة أحيانًا، وقبلة "تصبحين على خير" التي لم يغفل عنها يومًا.

ولم تكن هدايا أعياد الميلاد وأعياد الحب وذكري زواجهما تفوته أبدًا.

ولم يتأخر أبدًا عنها في شئ كانت ترغب فيه.

الرومانسية والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، لم يبخل أبدًا بشئ منها.

فعل كل مايفعله الزوج الذي تحلم به أي مرأة.

حتي هي، اعتقدت أن حياتها سوف تظل سعيدة بهذا الشكل للأبد

ولكن ، خلود قد عادت.

لذا، توجب إنهاء كل شئ.

إذًا الصوت الذي سمعته لتلك الفتاة بالأمس، لابد وأنه كان صوت خلود.

هل كانا علي اتصال ببعضهما منذ فترة طويلة؟

هل كانا معًا طوال ذلك الشهر الذي سافر فيه للعمل ؟

وعادا معًا للبلاد بالأمس ؟

هل كان يرافق خلود ليلة الأمس؟

حين فكرت في ذلك، شعرت هند ببرودة تجتاح قلبها. وكأن طارق كان يمزق قلبها بشفرات حادة، تاركًا إياه ممزقًا ينزف.

قال طارق: "هند، لا تقلقي. حتى لو انفصلنا، ستبقين دائمًا جزءًا من عائلتي، وستظلين أختي الصغيرة التي أهتم بها."

أختك الصغيرة ؟

بعد ثلاث سنوات من الزواج، وبعد كل هذه المدة من الحياة المشتركة، ينتهي بي الأمر أن أصبح أختك؟

آني لها أن تقبل ذلك ؟

فردت عليه وهي تبتسم بازدراء قائلًة له: " سنتحدث عن هذا الأمر في وقت لاحق."

فنظر طارق إليها وهو يسحب لياقة قميصه، وقال: "بالمناسبة، ماذا كنتِ تريدين أن تقولي لي قبل قليل؟"

ألقت هند نظرة علي الأوراق التي في يدها بلا مبالاة، وابتسمت ابتسامة باهتة وقالت: "لا شيء مهم. كانت لدي فكرة حول خطة إطلاق ملابس الموسم الجديد، كنت أود مناقشتها معك، لكنني الآن وجدت الحل."

هناك بعض الأمور لم يعد هناك داعي لقولها.

"ممتاز، شكرًا لكِ"

كمسؤول كبير في العلامة التجارية فايف استار، فهو لم يشك أبدًا في قدراتها المهنية.

فكل منتج كان تحت إشرافها، سواء كان مجوهرات أو أزياء أو ألعابًا أو إلكترونيات، كان يحقق نجاحًا ساحقًا.

"هذا واجبي، حسنًا، سأذهب للعمل"

أخذت هند نفسًا عميقًا، واستدارت بخطوات هادئة، محاولًة الحفاظ على مظهرها المتماسك.

فقال طارق: حسنًا، سأذهب معكِ، ثم صعد للطابق الأعلي ليبدل ملابسه.

توقفت هند للحظات، وعشرت بغصة في حلقها وبمرارة تغمرها، وامتلأت عيناها بالدموع.

كيف يمكنه أن يدعوها للذهاب إلى العمل معه، بعد أن طلب منها الطلاق بكل هذا البرود؟

أهذا هو الحب؟ أم أنه لم يكن موجودًا في الأساس ؟

تمالكت نفسها وردت بسرعة وقالت: "لا داعي لذلك. بما أننا سننفصل، فمن الأفضل أن نكون حذرين. لا داعي لأن يرانا أحد."

قالت تلك الكلمت وأسرعت بالخروج.

فكل ما كانت تخشاه هو أن تنهار أمامه مرة أخري.

مستحيل.

وتذكرت أن زواجهما أساسًا لم يكن سوى نتيجة لموقف اضطراي حدث بالفعل وانتهي.

ولكن ياصغيري، أنا آسفة جدًا من أجلك، فمن الآن وصاعدًا لن يكون لديك سواي فقط.

وفي الخلف كان طارق ينظر إلي خطواتها الفوضوية وغير المنتظمة.

...............

وصلت االمرآب، وفتحت باب السيارة وجلست أمام المقود. لكنها لم تشغل السيارة على الفور، بل فتحت حسابها على موقع التواصل الاجتماعي.

ظلت تقلب في الصفحة، إلي أن لفت انتباهها شئ ما.

علي الرغم أن طارق وأغلب أصدقائه لا ينشرون أشياء كثيرًا، إلا أن هناك استثناءً أو اثنين.

أحدهم كان لباسم، الصديق المقرب.

الذي نشر صورة لطاولة مليئة بالمشروبات مساء البارحة. وعلق عليها قائلًا: "حفلة استقبال للعزيزة خلود، حمدًا علي سلامتكِ! قريبًا سنحتفل بزفاف طارق!"

وأرفقهما بملصق يعبر عن التهاني.

وكان موقع الصورة هو النادي الذي لطالما كانوا يجتمعون فيه.

" صوت دمعة"

ثم سقطت دمعة من عيون هند على شاشة الهاتف، عاكسة ألوانًا متداخلة وكأنها قوس قزح محطم وممزق من الداخل.

Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP