الفصل 5
سعد جاء إلى هنا للبحث عن مايا، وركب مع سمير في طريقه.

عندما رأى ثريا تقترب، فتح باب السيارة ونزل قائلاً: "سأذهب الآن."

بعد مغادرته، دخلت ثريا السيارة وجلست مقابل سمير. شعرت ببعض التوتر، فقد أدركت أنه ربما خلط بينها وبين شخص آخر.

لكنها أيضاً استوعبت الفوائد التي ستجنيها من التقرب منه.

رغم أن المدير كان يُعجب بـ مايا دائماً، إلا أنه فجأة منح فرصة التدريب في المستشفى العسكري لـ ثريا، وكل ذلك بسبب سمير.

قررت ثريا أن تستغل هذه الفرصة. هذا النوع من الحظ النادر الذي وهبته لها السماء لا يمكن أن تضيعه.

قالت بنبرة واثقة وهي ترفع عينيها: "لقد فكرت في الأمر."

لم يكن سمير يتوقع أن تتخذ قرارها بهذه السرعة، فمال بجسده قليلاً وكأنه يفكر في جوابها.

تابعت ثريا: "لا أريد شيئاً."

كانت تعلم أن الزواج منه يتطلب وجود علاقة عاطفية قوية أو اتفاق ضمني. إذا طالبت بالزواج أو بأي امتياز آخر فوراً، فقد تظهر وكأنها طامعة.

لذلك قررت أن تتبع استراتيجية التراجع لتنال المكاسب لاحقاً: "يكفيني أن نكون مجرد أصدقاء عاديين."

ضغط سمير شفتيه بإحكام، ولم يُظهر أي تعبير واضح، لكنه سألها بنبرة هادئة: "هل فكرتِ جيداً؟"

أومأت برأسها.

لم يكن سمير يرغب في إجبارها على شيء، فقال باختصار: "أنا أحترم قرارك."

---

في المستشفى:

كانت مايا جالسة في غرفة الاستراحة تقرأ كتاباً طبياً. بعد انتهاء دوامها، لم تكن ترغب في العودة إلى منزل سمير أو حتى إلى منزل عائلتها، لذا قضت وقتها في المستشفى، حيث يمكنها القراءة والتعلم.

فجأة، طرق الباب قبل أن يُفتح، ودخل سعد وهو يسألها: "لماذا تختبئين هنا؟"

ردت بهدوء: "أنا لا أختبئ."

أغلقت كتابها ووضعته على الطاولة، ثم نهضت قائلة: "ماذا تفعل هنا يا أستاذي؟"

قال مبتسماً: "لقد ساعدتني، لذا يجب أن أشكرك. هيا، سأدعوكِ إلى عشاء لذيذ."

هزت رأسها وقالت: "لا داعي."

نظر إليها سعد باهتمام وسألها: "ما الأمر؟ هل أنتِ حزينة؟"

تجنبت نظرته وقالت: "ليس هناك شيء."

لكن سعد لم يصدقها: "هل هناك ما تريدين قوله لي؟ أم أنكِ حتى لا تثقين بي؟"

أجابت بسرعة: "ليس كذلك." ثم تنهدت وأضافت: "لن أكون زميلتك بعد الآن."

تفاجأ سعد وسأل بغضب: "لماذا؟ هل غيّر المدير رأيه؟ من أخذ مكانك؟ سأذهب لمواجهته الآن!"

أمسكت مايا بيده وهزت رأسها محاولة تهدئته.

قال سعد بإصرار: "أليس حلمك أن تصبحي طبيبة عسكرية متميزة؟ إذا لم تتمكني من الذهاب إلى المستشفى العسكري، كيف ستحققين حلمك؟"

خفضت مايا رأسها. لم تكن تتخلى عن حلمها، بل الواقع هو من فرض عليها ذلك. كما أنها لم ترغب في إزعاج سعد أو تحميله عبئاً إضافياً.

ضغط سعد شفتيه قائلاً: "فهمت."

ابتسمت مايا بخفة وقالت: "سأدعوك على العشاء إذاً."

لكن سعد رفض بلطف قائلاً: "في وقت آخر."

"في المرة القادمة." قال سعد، وهو يشعر بالوضوح التام، وكأن الأمور جلية أمامه. القرار كان قد اتُخذ لصالحها، لكن تم استبدالها بالتأكيد بسبب تدخل خفي. مايا اختارت التزام الصمت، لأنها تعلم أنها لا تملك القوة الكافية لإحداث تغيير

ولكنه لم يستطع تجاوز هذا الأمر .

قال: "تذكرت أن لدي أمراً يجب أن أقوم به، سأذهب الآن."

أنهى كلامه واستدار ليغادر، والغضب يتطاير من ملامحه.

اتجه مباشرة إلى مكتب المدير، واندفع إليه بغضب. كان يعلم أنه يملك ما يكفي من الجرأة للقيام بذلك، ليس فقط لأنه طبيب كفء، بل أيضاً لأنه من عائلة ثرية ومرموقة.

كان المدير يتحدث عبر الهاتف، وعندما رأى سعد قادماً، أنهى المكالمة بسرعة وابتسم قائلاً: "دكتور سعد، ما الذي أتى بك إلى هنا؟"

قال سعد بغضب: "ألم تكن مايا هي المرشحة للتدريب في المستشفى العسكري؟ لماذا تغير القرار؟ ومن الذي قدم لك رشوة أو معروفاً لتغيير رأيك؟ إذا لم تفسر لي الآن، فلا تلمني على ما سأفعله!"

كان المدير في موقف صعب، فأجاب محاولاً تبرير قراره: "لم يكن بيدي شيء. سمير طلب مني أن أعتني بـ ثريا، فماذا كنت سأفعل؟"

عندما سمع سعد اسم سمير، ظهرت على وجهه علامات الغضب الممزوج بالدهشة.

تابع المدير قائلاً: "إذا كنت غاضباً، فاذهب إلى سمير مباشرة. أنا فقط نفذت ما طلبه."

كان سعد غاضباً للغاية، فاستدار متجهاً للبحث عن سمير. وعندما خرج من بوابة المستشفى، صادف ثريا وهي تخرج من السيارة.

تقدم نحوها بخطوات واسعة، وعندما رأته ابتسمت قائلة: " أستاذي."

لكن سعد لم يعرف كيف يرد عليها، فألقى نظرة على السيارة ثم أجابها باقتضاب: "همم."

بعد أن غادرت ثريا، وقف سعد يفكر في مايا وما تعرضت له من ظلم. كان يعلم أن سمير لم يسبق له أن اهتم بأي امرأة بهذه الطريقة. لكن الآن، يبدو أن علاقته بـ ثريا مختلفة.

هل يمكنه أن يُفسد أمرًا جيدًا لصديقه؟

نادراً ما يُظهر سمير اهتماماً بمحاولة كسب ود امرأة.

ابتسم سعد بسخرية وقال: "لم أفهم حتى الآن، ما الذي أعجبك في ثريا؟"

Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP