التفت الجميع في الغرفة نحو الباب، ليجدوا عمر الحسن واقفًا هناك، وعيناه المتقدة بالغضب مثبتة على مريم أحمد. كانت عينيه العميقتين مملوءتين بالحنق.ظهرت لمحة من المفاجأة في عيني مريم أحمد، فهي لم تتوقع أن تلتقي بعمر الحسن هنا. لكنها سرعان ما استعادت هدوئتها، وأعادت النظر إلى كأسها دون اكتراث، وأخذت رشفة من الشراب.رؤية تجاهلها له زاد من غضب عمر الحسن، فتجهم وجهه بشدة. بخطوات غاضبة، اقترب منها وأمسك بيدها فجأة، وبدأ يجرّها نحو الخارج.لم تستطع سارة الجبوري أن تقف مكتوفة الأيدي، فتقدمت بخطوات سريعة لاعتراض طريق عمر الحسن، وقالت ببرود: "سيد عمر، ماذا تظن أنك تفعل؟!"نظر عمر الحسن إليها نظرة حادة وقال بغضب: "تنحي جانبًا!"ابتسمت سارة الجبوري بسخرية وقالت: "مريم أحمد صديقتي. إذا كنت تريد أخذها، أليس من المفترض أن تعطينا تفسيرًا أولًا؟"كان وجه عمر الحسن باردًا، وكانت نبرة صوته خالية من أي صبر: "أقولها للمرة الأخيرة، تنحي!"عندما رأت مريم أحمد أن التوتر قد ازداد، وأن سارة الجبوري لن تقدر على مواجهة عمر الحسن، تدخلت وقالت بهدوء: "سارة ، لا تقلقي، سأكون بخير. سأعود قريبًا."نظرت سارة الجب
نظرت مريم أحمد إلى عمر الحسن بلامبالاة وقالت: "كل ما يجب أن تفعله الزوجة وما لا يجب أن تفعله، فعلته لينا. أنتما فقط تفتقدان وثيقة الزواج."حدق عمر الحسن في وجه مريم أحمد، باحثًا عن أي أثر للحزن أو الغيرة، لكنه لم يجد شيئًا. لقد كانت بالفعل غير مهتمة به.شعر عمر الحسن بوخزة ألم غامضة في قلبه، وابتعد بنظره عنها قائلاً ببرود: "طالما لم ننفصل بعد، لديكِ واجب الاعتناء بي!"كانت مريم أحمد تشعر بالانزعاج، ولم تعد تملك الطاقة لمواصلة هذا الحوار العقيم. أخرجت هاتفها ورفعت الحظر عن لينا أحمد، ثم أرسلت لها رسالة.في منزل عائلة أحمد.كانت لينا أحمد قد أنهت استحمامها واستعدت للنوم، لكنها عندما تلقت رسالة من مريم أحمد، تغيرت ملامح وجهها وأصبحت غاضبة.مريم أحمد، هذه الحقيرة!قفزت بسرعة من السرير وبدلت ملابسها، متجهة نحو الباب، وحينما التقت بوالديها، آمنة ابراهم وأحمد عبد الله، اللذين عادا لتوهم من حفل، عبس الاثنان عندما رأياها تهم بالخروج.قالت آمنة ابراهم بقلق: "لينا، إلى أين تذهبين في هذا الوقت المتأخر من الليل؟"ابتسمت لينا أحمد بتكلف، وقالت: "أمي، أخي عمر يبدوا متعباً وهو وحده في المنزل،
قال جابر الدوسري بتردد: "أنا...".في داخله، شعر بالانزعاج والغضب. خلال السنوات الماضية، كان همه الأساسي هو إدخال أقاربه في الشركة، أما إدارة الأمور الحقيقية فكان يتركها لبقية المساهمين. والآن، تحت نظرات مريم أحمد الهادئة، بدأ يشعر بالإحراج وعدم الراحة، مما دفعه إلى خفض رأسه بشكل لا إرادي.سألت مريم أحمد ببرود: "هل لا يمكنك الإجابة يا سيد جابر، أم أنك لا تريد الإجابة؟"في كلتا الحالتين، كان جابر الدوسري يعرف أنه عالق في الفخ الذي نصبته له مريم أحمد. ارتسمت على وجهه تعبيرات الغضب.قال بغضب: "رئيسة مريم، أنت تعلمين جيدًا أنني لست بارعًا في إدارة الشركة، وطرح هذه الأسئلة لي بهذه الطريقة هو مجرد وسيلة لإحراجي!"ومع ذلك، لم يكن هناك أي تعبير على وجه مريم أحمد عندما قالت ببرود: "بما أنك تعترف بأنك لست بارعًا في إدارة الشركة، فمن الواضح أنه ليس لك الحق في انتقاد قراراتي أو التدخل فيها."تلعثم جابر الدوسري ولم يعرف ماذا يقول.في تلك اللحظة، كانت سارة الجبوري قد أتت إلى مكتب مريم أحمد ومعها بعض الملفات للتوقيع. عندما اقتربت من الباب، رأت جابر الدوسري يخرج غاضبًا دون حتى إلقاء التحية. فتحت
ضحك عمر الحسن بسخرية وقال: "هل هذا يُعتبر مبالغة؟ لم أطلب منك حتى أداء واجباتك الزوجية!"قامت مريم أحمد بضغط أسنانها وقالت: "في أحلامك!"أجاب عمر الحسن: "إما أن تعودي معي إلى المنزل، أو سأبقى هنا معك. الخيار لك."أخذت مريم أحمد نفسًا عميقًا، وفكرت أن عليها تحمل الوضع لأسبوع واحد فقط، ثم استدارت وسارت نحو سيارة المايباخ المتوقفة على جانب الطريق.ناداها عمر الحسن: "ألا تفكرين في جمع بعض أغراضك؟"ردت مريم أحمد ببرود: "سأعود بعد أسبوع، فلا داعي لذلك."تعكر وجه عمر الحسن وركب السيارة بملامح غاضبة. دون أن يلتفت إليها، التقط مجموعة من الملفات وبدأ في قراءتها.ألقت مريم أحمد نظرة سريعة على الملفات في يده، وفجأة تغيرت ملامحها وقالت: "هل تنوي الاستحواذ على MY؟!"رفع عمر الحسن حاجبيه ونظر إليها ببرود: "لم تكوني مهتمة بشؤون شركتي من قبل، لماذا الآن؟"ظهر في عيني مريم أحمد بعض السخرية وقالت: " كما لو أنك كنت ستخبرني بأي شيء حتى لو كنت مهتمة "تذكر عمر الحسن حديثهما الليلة الماضية عن عملها وسأل: "هل بدأتِ العمل في MY؟""نعم، لذلك أنصحك بالتخلي عن فكرة شراء MY، لأنك لن تنجح."ابتسم عمر ا
نظرت مريم أحمد إلى لينا أحمد ببرود وقالت: "لا أظن أنكِ تملكين الحق في طرح هذا السؤال."بعد أن قالت ذلك، استدارت وصعدت السلم، لكن صوت لينا أحمد البارد تردد خلفها."توقفي!"ابتسمت مريم أحمد بسخرية واستدارت، وهي تنظر إلى لينا أحمد بنظرة مليئة بالاحتقار. "أنتِ أول عشيقة أراها بهذا الغرور."تغير لون وجه لينا أحمد قليلاً، ثم نظرت إلى مريم أحمد بحدة وقالت: "عمر يحبني أنا، حتى لو بقيتِ هنا وأنتِ تلعبين ألعابك، فلن يحبك أبدًا. إذا كنتِ ذكية، فعليكِ أن تطلقيه بسرعة!"يُفضل أن تبتعدي عن حياتنا للأبد!رفعت مريم أحمد حاجبيها وقالت: "حسنًا، أعطني خمسين مليونًا، وسأطلقه فورًا."اتسعت عينا لينا أحمد، وعضت شفتيها بغضب وقالت: "هل الأموال التي منحك إياها عمر الحسن على مر السنوات لا تكفي؟ مريم ، لا تكوني جشعة!"ضحكت مريم أحمد بتهكم وقالت: "أنتِ من تُريدين الطلاق على الفور، ألا ينبغي أن تضحي بشيء لإثبات حبكِ له؟""أنتِ...!" نظرت مريم أحمد إليها بازدراء وقالت: "يبدو أن حبك لعمر الحسن لا يستحق شيئًا، حتى أنكِ لا تستطيعين دفع خمسين مليونًا."قبل أن تتكلم لينا أحمد، لاحظت وجود شخص يقف عند السلم، فت
عندما رأت سارة الجبوري وجهها مليئًا بالحماس، كانت مريم أحمد هادئة، وقالت بنبرة خافتة: "حتى لو تجنبت الأمر هذه المرة، سيبحث عن فرصة أخرى للإيقاع بي، لذا من الأفضل أن أجعله يتعلم الدرس هذه المرة.""العميل الذي قدّمه لك سيكون صعب المراس بالتأكيد، ماذا ستفعلين إذا خسرت؟!"ابتسمت مريم أحمد بهدوء وقالت: "لا تقلقي، عودي لعملك.""ما زلتُ قلقة، عندما تتحدثين معه، سآتي معك.""لا حاجة لذلك، إذا لم أستطع التعامل مع هذا الموقف بنفسي، فكيف سأواجه الصعوبات الأكبر في المستقبل؟"لما رأت سارة الجبوري إصرارها، تنهدت وقالت: "حسنًا، ولكن إذا حدث أي طارئ، اتصلي بي فورًا، لا تتحملي الأمور بمفردك!""حسنًا، فهمت."بعد مغادرة سارة الجبوري بقليل، أتى جابر الدوسري ومعه العقد.كانت عيناه مليئتين بالرضا وقال بابتسامة: "مريم، سأنتظر توقيعك عند عودتك!""حسنًا، إذا لم يكن لديك شيء آخر، يمكنك المغادرة الآن. لدي الكثير من العمل."ظهرت علامات الغضب في عينيه، ثم ضحك بسخرية وغادر، وبدأ يترقب فشل مريم أحمد.نظرت مريم أحمد في الأوراق، واتفقوا على موعد الاجتماع مساءً. بعد ذلك، واصلت أعمالها الأخرى حتى حان وقت انتها
هزَّ فادي القيسي رأسه بسرعة قائلاً: "لا... كنت أمزح فقط، الآنسة مريم، أنتِ عظيمة وكريمة... لا ينبغي أن تحقدي عليَّ...". وبينما كان يتحدث، بدأ في صفع نفسه. كانت عينا مريم أحمد باردتين وهي تنظر إليه، دون أن يظهر في وجهها أي تأثر. استمرت حتى احمر وجهه من الصفعات، عندها فقط سحبت قدمها بهدوء واستدارت للمغادرة. ولكن عيني فادي القيسي اللتين كانتا مليئتين بالخوف، تحولت فوراً إلى شر وحنق، وهو يحدق في ظهر مريم أحمد. لقد سجل هذا الحقد في قلبه اليوم، ولن يترك مريم أحمد تفلت بفعلتها! بعد مغادرة مريم أحمد، صعد عمر الحسن أيضًا إلى الطابق العلوي. كان وجهه بلا تعبير، لكنه في داخله بدأ يشك في مريم أحمد. ربما يجب عليه أن يطلب من علي عثمان أن يتحقق من خلفية مريم أحمد. كل ما كان يعرفه عنها هو أنها الابنة التي فقدتها عائلة أحمد لمدة ستة عشر عامًا، وهي الأخت التوأم للينا أحمد. لقد تزوجا منذ ثلاث سنوات، وكانت خلال هذه الفترة تعتني به بإخلاص، ولم تكن تختلف عن أي امرأة عادية. لكن ما حدث اليوم جعله يعيد التفكير. كان يوسف الهاشمي أيضًا مصدومًا، فتوجه إلى عمر الحسن قائلاً: "عمر، لقد ضربت مريم
خفض علي عثمان رأسه، وعلى وجهه علامات الارتباك: "سيدي، ما زلنا نبحث، ولكن بعد مغادرة السيدة مريم عن الفيلا، اختفت عن الأنظار بسرعة، مما يجعل من الصعب تتبعها. حتى الآن لم نتمكن من تحديد موقعها بدقة.""استمروا في البحث!"بعد مغادرة علي عثمان، شعر عمر الحسن بتزايد التوتر، غير قادر عن التركيز على العمل....في تلك الليلة، عادت مريم أحمد إلى الفيلا في شمال المدينة، وكانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل.تمكنت بصعوبة من فتح الباب، ولكن بمجرد دخولها، انهارت وسقطت على الأرض دون وعي.فجأة، أحست بذراع تمسكها من خصرها. حاولت مريم أحمد فتح عينيها لترى من يكون، لكن جفنيها كانا ثقيلين جداً.قبل أن تفقد وعيها بالكامل، سمعت تنهيدة خفيفة تكاد لا تسمع.عندما استيقظت مرة أخرى، اكتشفت أن جراحها قد تم تضميدها. جلست بصعوبة وارتدت ثوباً خفيفاً وهي تسير ببطء نحو الخارج.عندما وصلت إلى الطابق السفلي، بدأت تتصبب عرقاً.سمعت أصواتاً قادمة من المطبخ، وعندما استدارت لترى من يكون، وجدت زياد الراوي يخرج من المطبخ حاملاً وعاءً من حساء الدجاج.عندما رأى مريم أحمد، ارتسمت على وجهه ملامح الدهشة، فوضع الوعاء بسرعة