الفصل 8
نظرت مريم أحمد إلى سارة الجبوري بنظرة هادئة وقالت: "سأعود إلى المنزل."

ردت سارة الجبوري بحماس: "العودة إلى المنزل مملة للغاية! الليلة، احتفالًا بعودتك إلى MY واقترابك من الخروج من قبر الزواج، حجزت طاولة في مننجع فاخر. سمعت أن لديهم فعاليات ممتعة، سأأخذك لتري بنفسك!"

بينما كانت سارة الجبوري تضحك وتغمز لها، كانت الإثارة واضحة في عينيها. كانت مريم أحمد تتساءل عما إذا كانت سارة الجبوري قد تفقد سيطرتها عندما ترى الفعاليات الممتعة.

نظرت إليها مريم أحمد بابتسامة باهتة وقالت: "هل تأخذينني حقًا لأرى أم أنك تريدين رؤية الأمور بنفسك؟"

ردت سارة الجبوري دون تردد، غير متأثرة بالعبارة التي كشفت نواياها: "يا عزيزتي، نحن لا نميز بيننا! بالإضافة إلى ذلك، كنتِ تحبين عمر طوال هذه الفترة بالتأكيد لأنك لم تري روعة هذا العالم من قبل! الليلة، تعالي معي، سأضمن لكِ أن تستمتعي وتنسي من عمر الحسن تمامًا بحلول الصباح!"

ضحكت مريم أحمد بصوت خفيف وقالت: "انسِ الأمر، دعيك تستمتعين بنفسك. ليس لدي أي اهتمام."

لكن عندما رأت سارة الجبوري أن مريم أحمد كانت تستعد للمغادرة، أمسكت بذراعها وقالت بإصرار: "على أي حال، لا يوجد شيء لتفعليه في المنزل. اعتبري الأمر مرافقة لي! بالإضافة إلى أنكِ تطلقين، هل تنوين البقاء مخلصة لعمر ؟"

لم تكن مريم أحمد تفكر في البقاء مخلصة لعمر الحسن، لكنها رأت أن سارة الجبوري لن تتوقف حتى توافق على مرافقتها، فتنهدت بارتياح وقالت: " حسنًا، ولكن هذه المرة فقط."

فابتسمت سارة الجبوري ابتسامة مليئة بالسعادة وقالت: "فهمت، دعينا نذهب لتناول العشاء أولاً!"

بعد العشاء، توجهتا إلى المنتجع الفاخر. فور دخولهما، كان المكان مليئًا بالأجواء المريحة والأضواء الخافتة، حيث كانت الموسيقى الهادئة تنساب في الخلفية. كان الناس يجلسون حول الطاولات، يستمتعون بالأجواء الراقية.

قادت سارة الجبوري مريم أحمد إلى الطابق الثاني من المنتجع. كان المنتجع مؤلفًا من طابقين، حيث يحتوي الطابق الأول على منطقة جلوس واسعة وطاولات، بينما يحتوي الطابق الثاني على غرف خاصة مغلقة تطل على الساحة الهادئة، تضمن الخصوصية والراحة للزوار.

اصطحبهم النادل إلى إحدى الغرف الشفافة، وسرعان ما وصلت المشروبات والحلويات التي طلبتهما سارة الجبوري.

نظرت سارة الجبوري إلى مريم أحمد بفخر وقالت: " ألم أخبرك أن هذا المكان رائع؟ الجو هنا مناسب تمامًا للاسترخاء!"

تجولت نظرات مريم أحمد بهدوء في الغرفة، ثم التفتت إلى سارة بابتسامة خفيفة وقالت: "يبدو أن كل شيء هنا مصمم لراحة الزوار."

ردت سارة بابتسامة: "بالطبع، وهذا ما جعلني أحب هذا المكان."

بعد قليل من الحديث، وفي محاولة لإضفاء بعض المرح على الأجواء، اقترحت سارة لعبة "حقيقة أم تحدي". قالت ضاحكة: "لنبدأ بشيء خفيف! الأمر سيكون ممتعًا، وستنسين كل التوترات."

ترددت مريم في البداية، فهي لم تكن معتادة على هذه النوعية من الألعاب، لكن في النهاية وافقت لتجنب إحراج صديقتها.

مع مرور الوقت، خسرت مريم في إحدى الجولات. سارة، بابتسامة ماكرة، قالت: "التحدي لكِ هو إطعام النادل قطعة من الفاكهة."

ارتبكت مريم قليلاً، وقالت بتردد: "سارة، هذا محرج!"

لكن سارة أصرّت وقالت مبتسمة: "لا تقلقي، نحن في غرفة خاصة ولن يرانا أحد. الأمر بسيط جدًا، مجرد تحدٍ صغير بيننا."

بيد مرتعشة، أخذت مريم قطعة فاكهة وقدمتها للنادل الذي كان في الغرفة ليقدم لهم الخدمة. لم يكن الأمر مريحًا بالنسبة لها، لكنها شعرت بأنها مضطرة للقيام بالتحدي بسبب إلحاح سارة.

بينما كان يوسف الهاشمي يمر بجانب الغرفة التي تجلس فيها مريم أحمد وسارة الجبوري، نظر من باب المصادفة إلى الداخل. على الفور، ارتسمت على وجهه ملامح الدهشة.

لم تكن علاقة زواج مريم أحمد وعمر الحسن سرية سوى عن عامة الناس، فقد كان بعض أصدقاء عمر الحسن المقربين، مثل يوسف الهاشمي، على علم بهذا الزواج.

لكن المفاجأة الكبرى كانت أن مريم أحمد، التي كانت دائمًا توصف بأنها ملتزمة وهادئة، جاءت إلى منتجع فاخر!

ظهرت ابتسامة ساخرة على وجه يوسف الهاشمي. يبدو أن الأمور ستصبح مثيرة للاهتمام.

استدار بسرعة ودخل إلى غرفة أخرى بجانب الغرفة التي كانت فيها مريم أحمد. وما أن فتح الباب، حتى سمع صوت سامر البدر الذي كان يمزح معه، "يوسف، تأخرت بنصف ساعة كاملة، ستحسب هذه الجولة على حسابك!"

داخل الغرفة كان يجلس سامر البدر، خالد الأنصاري، إضافة إلى عمر الحسن الذي كان جالسًا يشرب بصمت، وبدا وكأنه يحيط نفسه بجو بارد غير مرحب بأي شخص.

كانت بجانب سامر البدر وخالد الأنصاري فتاتان، أما عمر الحسن فقد جلس بمفرده وكأن لا شيء في الدنيا يهمه.

أغلق يوسف الهاشمي الباب، مما حجب صوت الموسيقى في الخارج. جلس بجانب أصدقائه، وألقى نظرة على عمر الحسن قبل أن يقول: "هل تعلمون من رأيت في الخارج قبل قليل؟"

"من؟" سأل سامر البدر باهتمام واضح، ثم أضاف مازحًا: "هل هي صديقتك السابقة التي زورت وثائق الحمل لتتزوجك؟"

كان يوسف الهاشمي معروفًا بحب المغامرات العاطفية، لكنه وقع في مشكلة كبيرة مؤخرًا عندما وقع في حب نجمة صغيرة ذكية تلاعبت به وحاولت استغلاله. ومنذ تلك الحادثة، كانت والدته تضغط عليه للزواج من فتاة من عائلة مناسبة. وللهروب من هذه الضغوطات، كان يقضي أيامًا في الشركة.

تجهّم وجه يوسف الهاشمي وقال بانزعاج: "سامر، إذا التزمت الصمت، لن يعتقد أحد أنك مت!"

لكن ابتسامة سامر البدر ازدادت اتساعًا، وقال: "أخبرنا من رأيت ولا تطل الأمر! لقد تأخرت بما فيه الكفاية، ولم نطلب منك حتى أن تعاقب نفسك بثلاث كؤوس، ومع ذلك تتحدث ببطء شديد وكأنك فتاة خجولة."

قال يوسف الهاشمي بابتسامة ماكرة: "لن تصدقوا من رأيت. لقد رأيت زوجة عمر."

في اللحظة التي نطق فيها بتلك الكلمات، توقف عمر الحسن عن الشرب، ووجّه له نظرة حادة.

"هل أنت متأكد؟"

أومأ يوسف الهاشمي برأسه وهو يضحك بتشفٍّ: "نعم، كانت مع صديقتها. يا عمر، يبدو أن لون رأسك بدأ يصبح أخضر قليلاً..."

قبل أن يكمل حديثه، وضع عمر الحسن كأسه على الطاولة بقوة، ونهض سريعًا متجهًا نحو الخارج.

إنها حقًا رائعة!

لم تكتفِ بمطالبته بالطلاق وحظر رقمه ، بل جاءت أيضًا إلى المنتجع وشاركت في هذا النوع من الفعاليات. يبدو أن شجاعتها زادت كثيرًا!

نظر يوسف الهاشمي إلى ظهر عمر الحسن بتعجب، ثم استدار إلى سامر البدر وخالد الأنصاري بجواره وقال: "أليس عمر يحب لينا؟ فلماذا كان رده عنيفًا عندما سمع أن مريم هنا؟"

رد سامر البدر بهدوء وهو يرفع كتفيه: "حتى لو لم يكن يحب مريم، فهي زوجته الآن. هل يمكنك تقبّل أن تخونك زوجتك علنًا وتتصرف بشكل مريب مع رجل آخر؟"

في رأيه، كان رد فعل عمر الحسن غير متعلق بمشاعره نحو مريم أحمد، بل كان نابعًا من رفضه أن يراها في موقف يوحي بالتمرد على صورتها المعتادة.

في الجهة الأخرى، لاحظ خالد الأنصاري الموقف بصمت، وأمسك كأسه وشربه بجرعة واحدة.

"بالمناسبة، هل تعرفون من كانت صديقة مريم أحمد التي كانت معها؟ إذا قلت لكم، ستصابون بالدهشة!"

سأل سامر البدر ببرود: "من تكون؟"

قال يوسف الهاشمي بابتسامة ساخرة: "سارة الجبوري!"

تحول وجه سامر البدر إلى جمود، وعض على شفتيه قبل أن يقول بغضب: "من قلت؟"

أجاب يوسف الهاشمي بتعجب: "سارة الجبوري، تلك التي أفلست عائلتها قبل سنوات. حضرنا بعض التجمعات معًا، ما المشكلة؟"

أطلق سامر البدر ضحكة باردة وقال ببطء: "لا شيء، كنت فقط أسأل."

ثم سحب الفتاة الجالسة بجواره، والتقط هاتفه لالتقاط صورة سيلفي، ثم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.

نظرت الفتاة إلى سامر البدر بإعجاب، وقالت بعينين متألقتين: " سامر، هل تقصد..."

قاطعها سامر البدر بنظرة باردة: "لا تسيئي الفهم، أردت فقط أن يراها شخص ما."

تحولت ملامح الفتاة إلى اللون الشاحب بعد أن أدركت خطأ فهمها.

في هذه الأثناء، كان عمر الحسن يبحث بسرعة بعينيه، حتى رأى مريم أحمد في غرفة شفافة تطعم النادل الجالس بجوارها بعض الفاكهة. كانت أصابعها البيضاء الرقيقة تقترب من شفتي الرجل، مما أشعل غضبه أكثر.

بمجرد أن وضعت مريم أحمد الفاكهة في فم الرجل، فُتِح باب الغرفة فجأة، ودخل عمر الحسن بصوت غاضب وحاد قائلاً: "مريم!"

Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP