سيدة عمر تعرض مائة مليار للطلاق
سيدة عمر تعرض مائة مليار للطلاق
Por: ربيع الزهراء
الفصل 1
عندما تلقت مريم أحمد الرسالة التي أرسلتها لينا أحمد، كانت منشغلة باختيار هدية للاحتفال بالذكرى السنوية الثالثة لزواجها من عمر الحسن.

فجأة، ظهرت أمامها عشرات الصور الغامضة التي صدمتها وحولت وجهها إلى لون شاحب. كانت كل صورة من هذه الصور تظهر عمر الحسن مع أختها التوأم لينا أحمد!

كان الاثنان إما يحتضنان بعضهما أو يتبادلان القبلات... وما كان مشتركًا بين كل الصور هو نظرات عمر الحسن نحو لينا أحمد التي كانت مليئة بالحنان.

رغم أنها بقيت بجانبه بصمت طوال ثلاث سنوات، إلا أنه لم ينظر إليها أبدًا بتلك النظرات.

"هل تبدو مألوفة؟"

فركت مريم أحمد صدغها، إذ شعرت أن المشاهد في الصور مألوفة قليلاً. ولكن قبل أن تتاح لها الفرصة لتذكر ذلك، ظهرت رسالة أخرى من لينا أحمد.

"أختي، هذا هو منزل زواجكما، ألا تتعرفين عليه؟"

"أوه... كدت أنسى، باستثناء ليلة الزفاف، لم يسمح لك عمر الحسن بالدخول إلى هذا المكان مجددًا، أتعرفين لماذا؟"

"لأن هذا المنزل كان عمر الحسن قد أعده من أجلي، لولا تدخل جدته في يوم زواجكما، لما كنت لتحظي بفرصة دخول هذا المكان طوال حياتك!"

كل كلمة من كلمات لينا أحمد كانت كسهم يغرس بعمق في قلب مريم أحمد، وجعلت يديها ترتجفان من الألم.

كانت تمسك هاتفها بشدة وكتبت ببطء رسالة.

"لينا أحمد، لا ترسلي لي هذه الصور بعد الآن، أنت وعمر الحسن أصبحتم ماضيًا."

"ههه، هل تعتقدين حقًا أننا أصبحنا ماضيًا؟"

"لقد عدت إلى البلاد منذ شهرين، هل لم يعد عمر الحسن إلى المنزل خلال هذه الفترة؟"

"في كل مرة لم يعد فيها إلى المنزل، كان يأتي إلى هذا المنزل للقائي بعد العمل، أتعرفين ماذا يقول عنك في السرير؟ يقول إنك مملة للغاية، وأنك لا تختلفين كثيرًا عن دمية قابلة للنفخ."

"قد فشلت في كونك امرأة إلى هذه الدرجة، لو كنت مكانك لكنت ضربت رأسي بالحائط حتى الموت!"

"أنصحك أن تنسحبي من العلاقة بمحض إرادتك طالما أن عمر الحسن لا يزال يقدر الذكريات القديمة، وإلا ستكونين أنت الخاسرة في النهاية!"

...

لم تكن مريم أحمد تعرف كيف عادت إلى المنزل، حتى سمعت صوت قفل الباب بالبصمة وهي تغلق، عندها فقط استوعبت الموقف.

فتح عمر الحسن الباب، ورأى مريم أحمد جالسة على الأرض في مدخل المنزل.

تجهم جبينه بشدة، وامتلأت عيناه بالاستياء.

"ماذا تفعلين هنا؟"

رفعت مريم أحمد رأسها لتنظر إليه، وظهر وجهه الوسيم أمام عينيها، مما جعل قلبها يخفق مجددًا.

كانت تحاول البحث عن لمحة من الحب في عينيه، ولكنها لم تجد سوى نفاد الصبر وعدم الرضا، دون أي شيء آخر.

رغم أنه نظر إليها بتلك النظرة طوال هذه السنوات الثلاث، إلا أنها عندما اكتشفت أنه يمكنه أن ينظر إلى امرأة أخرى بلطف كهذا، شعرت وكأن قلبها قد شُق بشدة، مما تسبب في ألم لا يحتمل.

وقفت ببطء، وركزت نظرها على عمر الحسن.

"لماذا أخفيت عني عودة لينا أحمد إلى البلاد؟"

مرّت لمحة من الدهشة في عيني عمر الحسن، ولكنه تحدث بعدها بنبرة باردة، "علاقتكما ليست جيدة، لم يكن هناك داعٍ لأن أخبرك."

ابتسمت مريم أحمد قليلاً، هل كان ذلك لأنه لا يعتقد أنه من الضروري إخبارها، أم لأنه خشي أن تكتشف خيانته مع لينا أحمد؟

أغمضت عينيها ببطء، وقالت بنبرة واضحة: "عمر ، لو كنت حقًا تعتبرني زوجتك، لما كنت لتخونني مع لينا في منزل زواجنا!"

تغيرت ملامح وجه عمر الحسن، "كيف عرفتِ بذلك؟"

"كيف عرفت؟ هذا ما يجب أن تسأله لينا! أريد أن أعرف كيف يمكن لعشيقة أن تجرؤ على إرسال تلك الصور لتثير اشمئزازي!"

"مريم أحمد!"

امتلأ وجه عمر الحسن بالغضب، ونظراته الباردة كانت كالسهم الذي استقر في قلبها.

من وجهة نظره، لينا أحمد كانت نقية وبرئية، ولا يمكنها فعل شيء يضر بالآخرين، فضلاً عن التحدي المباشر لـمريم.

"ما بيني وبين لينا أحمد ليس كما تتخيلين، هي مجرد ضيفة، ولينا لا يمكن أن ترسل لك أي صور!"

شعرت مريم أحمد بوخز في قلبها بسبب نظراته تلك، وتحولت عيناها على الفور إلى اللون الأحمر، "ضيفة؟ هل تظنني غبية؟ وتقول إن لينا أحمد لا يمكن أن ترسل لي صورًا، هل هذا يعني أنك تتهمني بتلفيق الأمر؟"

"ربما الآخرين لا، ولكنك لطالما كنت تكرهين لينا ، ولم يكن هذا هو المرة الأولى التي تقومين فيها بشيء مماثل."

عضت مريم أحمد على شفتها، وشعرت فجأة بسخرية من نفسها، فلم يسع عمر الحسن حتى التحقق من الحقائق قبل أن يقف في صف لينا أحمد.

ليس من الغريب أن لينا أحمد تجرأت على إرسال تلك الصور لها.

من المؤكد أنها كانت واثقة من أن عمر الحسن سيقف في صفها.

أغلقت عينيها المتعبة، وقالت بنبرة هادئة: "قل ما تريد، اعتبرني أتهمها زورًا."

امتلأت عيني عمر الحسن بالغضب، وقال ببرود: "لينا أحمد لم تفعل لك شيئًا، لا تدعي تلك الكلمات تتكرر على لسانك مرة أخرى!"

لم تفعل لها لينا أحمد شيئًا، ومع ذلك عمر الحسن أسرع في الدفاع عنها، إذا كانت قد فعلت شيئًا بالفعل، فعمر الحسن ربما لن يتركها بسلام.

ابتسمت مريم أحمد بسخرية، "عمر ، خلال هذه السنوات الثلاث من زواجنا، هل أحببتني يومًا؟ ولو بقدر ضئيل؟"

سقطت نظراته الباردة على وجهها، "طالما تزوجتك، سأعتني بك طوال حياتي."

رفضه للإجابة يعني أنه لم يحبها يومًا...

ضحكت مريم أحمد بصوت خافت، وابتعدت برأسها لتجنب أن يرى دموعها، وقالت ببرود: "لنطلق."

لقد صبرت لثلاث سنوات، معتقدة أن حبها الصادق سيثير مشاعره، ولكن في النهاية كانت تخدع نفسها.

حان الوقت الآن للاستيقاظ.

تجهم وجه عمر الحسن، وظهرت عليه علامات عدم الارتياح، "مريم أحمد، توقفي عن هذا الهراء!"

لم تتوقع مريم أحمد أن يعتبر تصرفاتها مجرد هراء.

مسحت دموعها بظهر يدها، ونظرت إلى عمر الحسن بجدية، "أنا لا أمزح، سأكلف المحامي بإعداد اتفاقية الطلاق، ولن أطلب منك أي شيء من ممتلكاتك!"

عندما تزوجت منه لم تأخذ شيئًا، والآن وهي على وشك الطلاق، لا تريد أن يظن أنها تطمع في ثروته.

بعد أن أنهت كلامها، تغير وجه عمر الحسن بشكل جذري، وأحاطته هالة باردة.

"مريم أحمد، لدي الكثير من الأعمال، ولا وقت لي للشجار معك، سأتجاهل كلامك هذا الآن، وسنتحدث عندما تهدئين."

قال ذلك، ثم خرج دون أن يلتفت.

في كل مرة كانت تتشاجر معه، كان يتصرف بنفس الطريقة، يتجنبها حتى تستسلم وتعتذر.

لكنها قررت التخلي عن كل شيء، واكتشفت كم كانت ذليلة في الماضي، ذليلة لدرجة أنه لم يكن يهتم بها بما يكفي ليتعب نفسه بمواساتها.

ولكن هذا لن يتكرر.

في صباح اليوم التالي، ذهبت مريم أحمد إلى المحامي لإعداد اتفاقية الطلاق.

أثناء الطباعة، لم يستطع المحامي مقاومة محاولة إقناعها.

"سيدة عمر، قيمة مجموعة عمر الآن تبلغ مليارات الدولارات، وقد تحملتِ الكثير خلال ثلاث سنوات، وتزوجته في السر. حتى لو طالبتِ ببضعة مليارات من عمر، لن يكون ذلك غير معقول."

ابتسمت مريم أحمد بحزن، "لا حاجة، كل ما أريده هو الطلاق بأسرع وقت ممكن."

لم يحاول المحامي إقناعها أكثر،

وسلمها اتفاقية الطلاق وغادر.

عندما قلبت مريم أحمد الصفحة الأخيرة من الاتفاقية، لم تتردد ولو لحظة، ووقعت باسمها. خلعت خاتمها ووضعته على الاتفاقية، ثم صعدت إلى الطابق العلوي لبدء جمع أشيائها.

لم يستغرق الأمر سوى ساعة واحدة، حيث لم يكن لديها الكثير من الأشياء، ولم تأخذ شيئًا مما اشتراه عمر الحسن لها، فتمكنت من وضع كل ما تحتاجه في حقيبة واحدة.

نظرت نظرة أخيرة إلى الفيلا التي عاشت فيها لثلاث سنوات، لكن عينيها لم تكن فيهما أي مشاعر، فما لم يكن لها لن يكون لها، مهما حاولت.

وأخيرًا، أدركت هذا الدرس بعد ثلاث سنوات.

لكنه لم يكن متأخرًا.

خرجت من الفيلا، حيث كانت سيارة لامبورغيني حمراء تنتظرها في الخارج.

عندما رآها السائق أنها خرجت، أطلق بوق السيارة.

وضعت مريم أحمد أمتعتها في السيارة، ثم فتحت باب المقعد الأمامي وجلست.

كان السائق امرأة ذات قوام ممشوق وبشرة بيضاء ناصعة.

كانت ترتدي نظارات شمسية كبيرة تغطي جزءًا كبيرًا من وجهها، مما جعل وجهها يبدو أكثر دقة وجمالًا.

بعد أن جلست مريم أحمد، رفعت سارة الجبوري حاجبيها وقالت: "هل قررتِ فعلاً؟"

Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP
capítulo anteriorcapítulo siguiente

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP