هذه ليست نصيحة؟ من الواضح أنه "تلقين"!من عائلة الرفاعي إلى المساعد الخاص سامي والسكرتيرات والخدم في المنزل القديم، كان بإمكانهم جميعًا إلقاء محاضرات علي سمية وتعليمها كيف يجب أن تتصرف.سمية كتنت مضطرة أن تتظاهر بابتسامة وتكون ممتنة.لكنها الآن لا تريد أن تتحمل كل هذا بعد الآن...قبضت سمية يدها بجانبها ببطء وكانت تشعر بالانرعاج .ثم نظرت إلى سامي مرة أخرى، وعيناها مملوءتان بالبرود: "إذا كان غاضبا، فما علاقة ذلك بي؟""إذا لم يكن لديك شيء آخر، فلن أضيع وقتي معك."ارتجف قلب سامي بسبب نظرتها الباردة.عندما استوعب الموقف، كانت سمية قد أغلقت الباب من الداخل.كانت المرة الاولي التي يتم فيها أُغلاق البابُ في وجه سامي.كما يعلم، في السنوات القليلة الماضية، كان هو الذي تجاهل سمية. لماذا انقلبت الأمور الآن؟هل هي حقا لا تريد إرضاء الرئيس عامر؟...عرفت سمية أن سامي بعد عودته سيشكوها إلى عامر بالتأكيد.جلست متعبة على الأريكة، منتظرة لوم عامر.كان الأمر بالفعل كما اعتقدت، بعد أن عاد سامي، أخبر عامر بما مضيفًا بعض التفاصيل من عنده. في ذلك اليوم، اهتزت النوافذ بفعل الرياح القوية.انكمشت على الأريكة
وكانت خائفة، لم تستطع سوي حماية بطنها بعناية.لا تعرف كم من الوقت استغرق الأمر حتي توقف كل شيء.قال عامر وهو يتنفس بصعوبة "سمية، لا تجعليني غاضبا.لم تتمكن سمية من سماع كلماته إلا بشكل مبهم.كانت عيناها فارغتين: "ألم تقل إنك لن تلمسني أبدا؟""ماذا يعني هذا الآن؟"وضعت وجهها في الوسادة، ولم يلاحظ عامر أن وجهها كان شاحبا.أضافت سمية: "هل تعلم عشيقتك الصغيرة أنك تفعل هذا؟ إذا علمت، ستكون بالتأكيد غاضبة جدا".ذات مرة، شعرت سمية أن عامر كان قاسيا ولكنه عميق العاطفة.اما الآن هي تشعر أنه ليس جيدا على الإطلاق ...عندما تحدثت عن العشيقة الصغيرة...عرف عامر أنها كانت تقصد ديما."هل فكرت في هذا السؤال عندما كنت مع ليث؟"كانت كلمات عامر قاسية، مثل طعنات تخترق القلب.لم يكن عامر يومًا من الأشخاص الذين يضحون بآنفسهم من اجل النساء ، ناهيك عن أن هذه المرأة هي سمية.لم يدخر جهدا في السخرية: "لم أتوقع أن أي رجل يرغب في شخص هزيل مثلك".بينما كان يتحدث، كان يرتدي ملابسه بالفعل.كانت أذناها تضجان ، وشعرت بشيء يتدفق من تحتها..قبل أن يغادر عامر، لم يكن بوسعها إلا أن تسأل:"السيد عامر، أريد أن أسألك، إذا م
منذ أن عرف شريف أن سمية كانت حاملا في المرة الأخيرة، طلب من موظفي المستشفى الإبلاغ عن حالتها في حالة دائمة.لا يعرف لماذا، انقبض قلب عامر فجأة."ماذا حدث؟"" لست متأكدًا تمامًا، لكن عندما ذهبت إلى المستشفى اليوم سمعت الطبيب يقول إن سمية قد ماتت."كانت هذه الكلمات مثل الصاعقة التي ضربت عامربقوة!ماتت؟كيف يكون ذلك ممكنا؟كانت بخير الليلة الماضية!وقف وشعر بالدوار لاحقا: " "ما الذي حدث بالضبط ؟""قال الطبيب إن سمية جاءت إلى هنا الليلة الماضية وتوفيت اليوم بعد فشل كل محاولات الإنقاذ."دون أي تردد، أخذ عامر معطف البدلة الذي ألقي جانبا وخرج.ذهب إلى المستشفى بالسيارة.على طول الطريق، سمع عامر ما قالته سمية قبل مغادرته الليلة الماضية:"السيد عامر، أريد أن أسألك، إذا مت أنا، هل ستحزن؟"لم يكن يعرف السبب، لكنه شعر في تلك اللحظة أن تنفسه أصبح صعبًا. لقد مزق الزرين العلويين من قميصه، لكنه ما زال يشعر بضيق التنفس.وصل أخيرا إلى المستشفى.كان شريف ينتظر في الخارج منذ فترة."أين هي؟" تقدم عامر إلى الأمام بسرعة."قالت الممرضة إن شخص ما اخذها ، وبعد التحقق من المراقبة، اتضح إنه ليث".كانت الساعة تجا
لابد أن هذا مجرد صدفة! بالتأكيد صدفة ! إذا كانت التي أنقذتني هي سمية، فلماذا لم تذكر ذلك لي من قبل؟ وإن كانت هي حقاً، فماذا عن كل ما فعلته لها خلال هذه السنوات ...أغلق شريف تقرير الفحص الخاص بسمية. عاد إلى مكتبه. وجلس طوال الليلفي صباح اليوم التالي، اتصل شريف بديما : " ديما، دعينا نلتقي، لدي أمر أود مناقشته معك." في مطعم خاص، داخل غرفة خاصة. كانت ديما ترتدي ملابس أنيقة. أخذ النادل منها معطفها وقع نظر شريف على ذراعيها الناعمتين، خاليتين من أي ندوب.قبل أربع سنوات، تعرضت سيارته لحادث . كان محشورًا داخل السيارة، فاقدًا للوعي، ومغطى بالدماء .كانت هناك فتاة، لم تأبه للخطر، وأدخلت يدها عبر نافذة السيارة المحطمة لفتح الباب بالقوة . أدخلت يدها، وتعرضت ذراعها لجروح عميقة من الزجاج المكسور، قال الطبيب حينها إن الجروح تحتاج إلى خياطة بالتأكيد ومن المستحيل ألا يكون هناك ندوب ...أمام نظرات شريف، شعرت ديما ببعض التوتر " شريف، قلت إنك تريد أن تخبرني بشيء، ما هو؟"استفاق شريف من شروده، وأعاد نظره، وتحدث بنبرة هادئة " سمية توفيت ."تفاجأت ديما . ثم قالت بدهشة: "متى حدث ذلك؟ كيف حصل هذا فجأة؟
بالطبع، لا تتذكر ديما تلك التفاصيل.لكنها كانت بارعة في قراءة الأشخاص، وتذكرت تصرفات شريف غير الطبيعية اليوم، وكيف كان يراقب ذراعيها منذ البداية.فهمت ديما ما يجري، وتظاهرت بأنها تسترجع الذكريات مع شريف: "بالتأكيد أتذكر، كنت مغطى بالدماء تمامًا، وقد أخافتني كثيرًا." "أتذكر أيضًا أنني حاولت فتح باب السيارة بالقوة لإنقاذك، وجرحت ذراعي بشكل عميق." "لا تعلم، بعد شفاء جروحي، كانت الندوب على ذراعي مخيفة جدًا، ولحسن الحظ أجريت عملية جراحية بعدها، فختفت..."ديما كانت تعرف جيدا بشأن الجروح التي كانت على ذراعها. لأنها رأت سمية في ذلك اليوم، وسألتها عن الحادث...في السابق، كان شريف يصدق ديما دون تردد، لكن الآن، أصبح يشك في كل شيء.في ذلك الوقت، كانت الفتاة التي أنقذته تكرر له دائمًا: "يجب أن تكون قويًا." لم تكن تقول "لا تخاف." تلك العبارة لا يزال يتذكرها بوضوح.بعد العشاء، قبل مغادرتهم. ألقى شريف نظرة عميقة على ديما، وقال بنبرة ذات مغزى: "ديما، بما أننا قضينا وقتًا طويلاً معًا، يجب أن تعرفي جيدًا طباعي." "أكثر ما أكرهه هو أن يخدعني أحد."راقبت ديما شريف وهو يغادر أولاً. شعرت بالخوف، لكنها فكرت أن
أخذ شريف كوب الشاي من على الطاولة وشرع في شربه دفعة واحدة: "عامر، الجميع ماتوا، انسَ الأمر."عندما نطق بهذه الكلمات، أدرك شريف فجأة أنه كان يتحدث بدلاً من الصماء الصغيرة .لم يلاحظ عامر التغير في سلوك شريف اليوم، واستمر في قراءة الوثائق.بينما كان يوشك على الانتهاء، رن هاتفه. تلقى عامر المكالمة من مساعده، سامي: "عامر، اكتشفنا مكان وجهة ليث."أرسل سامي العنوان.فتح عامر الرسالة ووجد أن الموقع في مدينة نائية تُدعى مدينة لمسة النور. الاسم يبدو مألوفاً، لكنه لم يستطع تذكر أين سمعه من قبل."ماذا هناك؟" سأل شريف حين رأى عامر صامتاً لفترة طويلة.نهض عامر: "سأذهب إلى هناك. إذا كان لديك أي شيء، اتصل بي."قال هذا، وأخذ معطفه وخرج بسرعة.حاول شريف متابعة الاستفسار عن وجهته، لكنه رأى عامر يغادر بسرعة.ظل شريف بمفرده في الغرفة. بسبب تأخر الوقت، قرر أن يبقى هنا وينام....في الصباح الباكر، وصل عامر أخيراً إلى مدينة لمسة النور. كان الطقس غائمًا والأمطار تتساقط بغزارة.كان سامي يحمل مظلة سوداء، ورافق عامر إلى السيارة."عامر.""نعم."أخذ سامي عامر إلى الريف في مدينة لمسة النور، وهو يشرح له: "اكتشفنا أن
" الأم زينب مسكينة أيضا، ليس لديها بنات، و الطفلة الذي ربتها ، فقدتها فجأة.""نعم، والله. لازلت أذكر سمية، كم كانت ذكية ومهذبة، كيف يمكن أن ترحل وهي بشبابها؟""الحياة في القصور ليست سهلة، آخر مرة رأيت فيها سمية، كانت وكأنها شخص آخر. نحفت كثيرًا، لدرجة أنها كانت يمكن ان تنجرف بسبب الرياح.""الأم زينب كانت دائمًا تقول إن زوج سمية طيب جدًا، لكنها كانت تخدع نفسها. ثلاث سنوات من الزواج، ولم يأتِ معها إلى هنا ولو مرة واحدة..."كان عامر يستمع إلى كل هذا الحديث، وشعر بغصة في حلقه. في ذلك اليوم، لم تظهر الأم زينب ولا سميةاستند عامر على الكرسي الخشبي، وأخذ غفوة قصيرة. ولكنه سرعان ما استيقظ مذعورًا.لقد حلم مرة أخرى بموت سمية...وعندما فتح عينيه، نظر حوله، كان الظلام يحيط به، ولا أثر لسمية.في تلك اللحظة، شعر بحقيقةً بأن سمية لن تعود أبدًا. الليل كان قد حل، وكانت الساعة قد بلغت العاشرة.تم استدعاء جيران الأم زينب إلى منزلها الطوبي للاستجواب. كان المكان مليئًا بالحراس الذين زادوا من ضيق الغرفة."أين هم الآن؟"كان جميع الحاضرين يقفون بتوتر، رؤوسهم منخفضة، ولم يجرؤوا على النظر إلى عامر، الذي جلس
لم يكن يفعل شيئًا سوى النوم وتناول الطعام، ثم يقضي بقية يومه وليله في العمل بالشركة.حتى بعض الأغراض الشخصية التي تركتها سمية في منزل ليث، أرسل شريف ليأخذها.شريف لاحظ بوضوح أن عامر قد تغير.منذ عودته، أصبح عامر أكثر صمتًا، وكأنه غارق في عالمه الخاص.لم يستطع شريف منع نفسه من سؤال سامي: "ماذا حدث لعامر مؤخرًا؟"هز سامي رأسه قائلاً: "لا أعلم.""سامي، هل تعتقد أن عامر وقع في حب سمية بالفعل؟"عند سماع ذلك، لمعت عيون شريف بنظرة غريبة."من يعلم؟" قال ذلك ثم ركب السيارة، وطلب من السائق التحرك.اتكأ شريف على ظهر المقعد ودلك جبهته.إذا كان عامر يحب سمية، فلماذا هو مستعجل جدًا في تغيير نظام شركة عائلة سمية التي استحوذ عليها؟كان يجب أن يعلم مدى أهمية شركة العائلة بالنسبة لسمية؛ فقد بناها والدها الذي أحبها كثيرًا من الصفر.وإذا كان يحب سمية، لماذا أرسل أشخاصًا ليتسببوا بمشاكل لعائلة سمية في الخارج؟شريف لم يكن يعلم أن سمية قطعت علاقتها بأمها وأخيها الصغير. كان يعتقد أن هذين الشخصين هما آخر أقاربها المتبقين.عامر لم يكن من النوع الذي يقسو على النساء اللواتي في حياته.حين كانت ديما معه، كانت تحصل