الفصل7
صوت صفعة!

علا صوت واضح لصفعة، حيث رفعت لؤلؤة يدها، وصفعت مها بقوة.

"أيتها الوقحة! كيف تجرؤين على ضربي؟ سأقتلك..."

غطت مها خدها واحمرّت عينيها غضبًا، فأسرعت نحو لؤلؤة بينما تكشّر عن أنيابها.

أصدرت لؤلؤة رد فعل سريع وصفعت مها بقوة على خدها الآخر بظهر يدها.

لم يسبق لمها أن تعرضت لمثل هذه الإهانة، فذهبت بخطواتِ متعثرة إلى شاهين تشتكي له باكيةً: "يا زوجي، لقد ضربتني تلك الوضيعة، أريد منك أن تثأر لي"

"انتقم لي"

استشاط شاهين غضبًا وصفع مها، فسقطت أرضًا.

ذُهلت مها من الصفعة، وظهرت الحيرة على وجهها، "يا زوجي، لقد طلبت منك أن تضربها، لماذا ضربتني؟"

"إنكِ من تستحقين الضرب"

"ألا تعلمين من تكون؟ إنها الآنسة لؤلؤة من عائلة باهر"

"هل تريدين القضاء على عائلة شاهين؟"

صاح شاهين غاضبًا.

صُدمت مها بالكامل، لقد أدركت للتو أنها تسببت بكارثة كبيرة.

انضمت عائلة شاهين إلى طبقة الأثرياء حديثًا في مدينة المنصورة، وتندرج قوتها إلى قوى الدرجة الثانية على الأكثر، فإن قوتهم أقل بكثير مقارنةً بالقوة الحقيقية ذات الدرجة الأولى الخاصة بعائلة باهر.

فحتى إن جاء والد شاهين بنفسه، فلن يجرؤ على الإساءة إليها.

"يا آنسة لؤلؤة، هذا الأمر مُجرد سوء فهم، أرجو أن تهدئي..."

قال شاهين سريعًا، وانحنى بينما ابتسم معتذرًا.

"سوء فهم؟"

"لا أرى أي سوء فهم"

ضحكت ضحكةً صفراء، وأمرت الحرس الشخصي الواقف خلفها: "يا قائد حسن، أساء هؤلاء الأشخاص لصديقي، أريد منك أن تُلقنهم درسًا"

"ولا تتوقفوا حتى آمركم بذلك"

"حسنًا"

تلقى الحراس الأمر، فطوّقوا فورًا شاهين وحارسيه بالكامل.

أما مها، فهي امرأة على أي حال، كما أن لؤلؤة صفعتها مرتين للتو، مما جعلها تشفي غليلها.

ولأنها امرأة، لم تُحرجها لؤلؤة أكثر من ذلك.

ولكن لم ينل شاهين وحارساه ذلك الحظ، حيث أحاط بهم حرس لؤلؤة الستة، وأخذوا يضربوهم ويركلوهم بلا رحمة.

"آنسة لؤلؤة، لقد أدركت خطأي، ارحميني"

أخذ شاهين يصرخ مِرارًا، وانكمش واضعًا يديه حول رأسه، يطلب الرحمة بلا توقف.

"لماذا لم ترحم مُراد منذ قليل؟"

"استمروا بالضرب"

قالت لؤلؤة بصوتٍ يملأه غضب، وببرودٍ غير متناهي.

فأخذ الحرس يضربون بقسوةٍ أكثر.

ذاقت مها قسوة لؤلؤة للتو، وأخذت تنظر إلى شاهين بينما يتعرض لضربٍ مُبرح من قبل حرّاسها، ولم يسعها سوى أن تقف جانبًا في قلقٍ وعجزٍ، وهي لا تجرؤ على إيقافهم.

"يا مُراد، أريني ما لديك، لماذا تختبئ خلفها؟"

وبخت مها مُراد غاضبةً.

فرمقها مُراد بنظرةٍ باردة.

ولكنه ذهب إلى لؤلؤة، وأشار إليها أن تتوقف: "يا لؤلؤة، دعكِ منهم، أنا أفهم نيتكِ الطيبة، دعينا ننهي هذا الأمر هكذا"

نظرت إلى عينيه، وأدركت ما يقصد من نظراته الثابتة، لقد أراد أن يثأر بنفسه ولا يُريدها أن تنتقم له.

كان تخمينها صحيحًا، حيث أثارت مها بقولها احترام الذات داخل مُراد.

لن ينسى مُراد طِوال حياته ما تعرض له من إهانة اليوم، ولكنه يتمنى أن يستخدم قُدراته مُستقبلًا لمحوها.

لن يُفيده الاعتماد على لؤلؤة.

"لقد حالفكم الحظ هذه المرة"

"سأرحمكم اليوم لأجل مُراد"

قالت ببرود، ثم التفتت إلى مُراد مُبتسمةً له : "مُراد، لديّ الكثير لأُخبرك به، تعال معي!"

أومأ مُراد، وتبع لؤلؤة إلى السيارة ليُغادرا دون أن يُلقي أي نظرةٍ إلى مها.

ارتفع صوت صخب السيارات، وغادرت سيارة الرولزرويس الفارهة.

وفي المقابل، فقدت سيارة بورش المزرية الخاصة بشاهين بريقها.

"يا له من بغيض!"

"كيف يُمكن لمُراد عديم الجدوى أن يُغري امرأة بمستوى لؤلؤة؟"

"هل يُعقل أنه لم يعد ليلة أمس، لأنه كان معها؟"

ضربت مها بقدمها غضبًا.

مِن الواضح أنها مَن تخلت عن مُراد هذه المرة، ولكن بسبب ظهور لؤلؤة، يبدو أنها أصبحت فجأة لا تستحقه.
Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP