الفصل 9
"نسمة، ما الأمر؟"

"ما الذي حدث؟"

سأل أدهم.

"يا سيدي، لقد أتيت في الوقت المُناسب، يوجد مُتسولان يُثيران الفوضى هنا، مما يؤثر على صور فُندقنا..."

أشارت المُشرفة بيدها نحو لؤلؤة ومُراد، وبدا على وجهها الاحتقار والجفاء.

نظر أدهم بالاتّجاه الذي تُشير إليه، فلمح سريعًا لؤلؤة.

شعر بالذهول من النظرة الأولى، واندهش بمظهرها الفاتن ورُقيّها.

وللوهلة الثانية تغيرت ملامحه تمامًا وأخذت جبهته تتصبب عرقًا.

لا تظهر لؤلؤة عادةً في الأماكن العامة، وليست شخصية بارزة في مجال الأعمال ولا يعرفها إلا القليل من الأشخاص.

كما أن أدهم لا يستوفي الشروط المطلوبة أساسًا لمعرفة لؤلؤة.

تُدير شركة باهر أعمال كُبرى وتمتلك العديد من الصناعات وعادة عندما تستقبل ضيوف موقرين أو عُملاء كِبار للشركة، فإنها تُنظم لهم إقامة

في فندق الجزيرة.

لقد حالف أدهم الحظ وقابل لؤلؤة مرة مُسبقًا.

مما جعله يتعرف على هوية لؤلؤة الرفيعة من الوهلة الأولى.

خشيّ أدهم في تلك اللحظة أن ترتخي ساقاه وكان على وشك أن يجثو مباشرةً على ركبتيه.

حيث لا يُمكنهم الإساءة إلى أشخاصٍ مثلها.

"أين حرّاس الأمن؟ أين الأمن؟"

"ما الفائدة من عملكم بالفندق؟ ألقوا بهذين المتسولين خارجًا!

نظر إلى نسمة بينما تصيح بتكبر.

"أيتها الوقحة!"

استشاط أدهم غضبًا، وصفعها بقوة.

صوت صفعة!

علا صوت الصفعة بوضوح، وسقطت نسمة مباشرةً على الأرض.

"سيدي، أنت…لماذا ضربتني؟"

كانت تُغطي خدها بيدها، وبدا عليها الذهول من الصفعة.

"هل أنتِ عمياء؟"

"ألا تعرفين من تكون؟ إنها لؤلؤة، الإبنة الكبرى لعائلة باهر"

نظر إليها أدهم بشراسة، وتبين من نظراته أنه ودّ لو استطاع أن يتناول تلك الحمقاء نسمة.

تربط أدهم ونسمة قرابة بعيدة، فهي عادةً ما تعتمد على سُلطته، كما أنها تُسيء إلى العاملين بالفندق دائمًا.

وهو يتغاضى عن الأمر حرصًا على حفظ ماء وجه أقربائه.

ولكن الآن دون توقّع، استفزت نسمة الإبنة الكُبرى لعائلة باهر.

إن لم يُعالج هذا الأمر بحذر، سيتعرض كل من نسمة وأدهم لكارثة أمام نفوذ عائلة باهر في المنصورة.

"أهي... أهي لؤلؤة؟"

ذُهلت نسمة.

لم يسبق لها أن رأت لؤلؤة ولكن شهرة لؤلؤة تملأ الأسماع منذ فترة طويلة، لذا فهي تعلم أنها من أجمل بنات المنصورة وهي وريثة عائلة باهر.

بغض النظر عن عائلة باهر التي تحميها، بمجرد أن يعرف الناس أنها أساءت لـلؤلؤة، سيُمزقها حيةً كل من يحاول أن يتودد لها من أغنياء الطبقة الثانية.

ارتخت ركبتيها خوفًا، وجثت مباشرةً تطلب الرحمة.

"آنسة لؤلؤة، اعتذر منكِ، لم أكن أعرف هويتكِ منذ قليل، ولم اتعمد إهانتكِ، أرجو أن تُسامحيني، لا تنزلي إلى مُستواي"

ارتجفت نسمة خوفًا، وأخذت تطلب العفو وتعتذر.

بدا وجه لؤلؤة بلا تعابير، فانقبض قلب أدهم وقال بصرامة: "اصفعي نفسك!"

ترددت نسمة قليلًا، ثم بدأت تصفع نفسها بينما تعض على أسنانها، وأخذت تصفع نفسها، وتُكرر"آنسة لؤلؤة، أنا آسفة، أنا آسفة..."

كانت تصفع نفسها بعد كل جملة تقولها، فتدفق الدم من زاوية فمها.

"اعتذري لصديقي"

قالت لؤلؤة ببرود.

"حسنًا، حسنًا"

"سيدي، أنا آسفة، لقد أخطأت..."

لم تهتم نسمة بأن مُراد (مُتسول)، فجثت سريعًا أمامه، وبدأت تعتذر.

فوجئ مُراد، وشعر بقليلٍ من الإحراج.

كانت حياته سابقًا بسيطة للغاية، إما يذهب للشركة أو للمنزل، ولم يكن يذهب لأي مكان آخر.

إنه حتى لم يسبق له أن سمع عن الفتيات الجميلات بالمنصورة، ناهيك عن عائلة باهر.

لم يكن يعرف أن عائلة باهر عائلة كبرى، ولم يعرف أيضًا مقدار نفوذها.

عندما كانوا بقطاع الأحوال المدنية، طلبت لؤلؤة من حرّاسها أن يُبرحوا شاهين ضربًا.

والآن بعدما علمت نسمة بهوية لؤلؤة، جثت خوفًا، وطلبت العفو.

من خلال هذين الحدثين، يُمكنه أن يُخمن دون تفكير أن عائلة باهر تتمتع بالثراء والنفوذ.

لقد استغل لؤلؤة بمختلف الطرق في ذلك اليوم والآن يبدو أنها تتصرف طبيعيًا، هل يُعقل ذلك؟
Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP