بالأمس، قررت ميرال فورًا أن زين هو من ساعدها، وأكدت أيضًا أن الرئيس فريد هو من قدم لهم العون، لذا فلم يكن لدى زين أدنى شك.نظر زين بارتباك إلى الآخرين، فرأى نظراتهم الثاقبة مركزة عليه، مما جعل قلبه يضطرب قلقًا."حسنًا، شكرًا يا أبي، ميرال ممتنة لك جدًا" صاح زين فجأة، بعد ذلك أنهى المكالمة على الفور.نظر زين لمنال بارتباك، وقال بثباتٍ مصطنع: "لقد تأكدت من والدي، وهو من تواصل مع السيد فريد بالأمس لحل تلك المشكلة""يا خالتي، انظري إلى ما فعلتِ، لقد سبق وأخبرتك أن زين هو من ساعدنا لكنك ما زلت تشكين به" قالت ميرال معاتبةً إياها، ثم التفتت إلى زين، وابتسمت قائلةً: "زين، اعذر خالتي، فأحيانًا تكون شديدة الحذر""بالطبع لن ألومها، لا تقلقي" أجاب زين مبتسمًا.على الرغم من بقاء بعض الشك بقلب منال، إلا أن زين قد اتصل وتأكد من الأمر بالفعل، فلا داعي لتولية زين اهتمام في الوقت الراهن."يا عزيزتي، لقد هرعت إليكِ ولم أتناول الغداء بعد، فأنا الآن أتضور جوعًا" قالت منال واضعةً يدها على بطنها."أعتذر منك يا خالتي، وبالمناسبة، أصدقائي أيضًا لم يتناولوا الغداء بعد، لما لا أطلب لكم بعد الوجبات الجاهز
أكملت منال: "بحكم عملي الذي يتطلب مني مرافقة الضيوف لتناول الطعام، أصبحت على درايةٍ جيدة بمكونات الطعام الشهيرة""وهذه شريحة لحم كوبي!" قالت منال بدهشةٍ وهي تتفقد علبة طعامٍ أخرى: "انظروا! تلك أبرز علامة في لحم كوبي؛ اللحم والدهن فيه يتشابك بخطوطٍ تشبه الرخام""وهذا كافيار نهر نيفا بروسيا""وهذا أحد الأطباق اليابانية وهو بيض السمك الأبيض......""وهذا لحم المانغاليكا المجري......""......"قالت منال وعيناها تلمعان: "يا إلهي! هذه الأطباق تعتمد على أفضل المكونات بالعالم، فمذاقها يفوق الوصف، وأسعارها تفوق الأطباق التي نجدها في المطاعم العادية، لم يسبق أن وجدت فندقًا يستخدم جميع تلك المكونات الثمينة في أطباقه!""يا خالتي، نحن لم نتذوق هذا الطعام من قبل، هل أنت جادة أم تمزحين معنا؟" سألت ميرال وهي على درايةٍ جيدة بخبرة منال، لكنها لا تصدق أن شريف قد يحضر لها طعامًا بهذا المستوى."أتظنين أنني أمزح معك؟" قالت منال باستياء، ثم أكملت: "الطعام ما زال ساخنًا، دعونا نأكل الآن قبل أن يبرد ويتغير مذاقه" وبدأت منال في إخراج الملاعق ودعت الجميع لتناول الطعام."واو! إنه لذيذ حقًا!""يا لرائحته
"لقد بثثتُ بثًا مباشرًا لمرتين، ولم أرك في غرفة البث! أنشئ حسابًا الآن وتابعني لزيادة عدد متابعيني" قالت هدى إلى شريف بتذمر."وما النفع الذي سيعود عليك من متابعته لك يا هدى؟ أيعقل أن تكوني معجبة به؟" علّقت إحدى صديقاتها بمزاح."لا، ليس صحيحًا! أنا فقط أريد منه أن يزيد عدد متابعيني" قالت هدى مطأطأةً رأسها: "كيف يمكن أن أعجب به؟ توقفي عن المزاح""لا يهم سواءً تابعك أم لا، فوفقًا لمعرفتي الجيدة به، لن يدعمك أبدًا لأنه شديد البخل" قالت رانيا أثناء مرورها خلفهم.علقت فتاة أخرى بجانب هدى وهي ترمق شريف بازدراء: "رانيا محقة، فما الجدوى من متابع لا يقدم أي دعم مالي؟""أتذكر هذا المدعو (مهاب جميل) من البث السابق، لقد دفع وحده أكثر من خمسين ألفًا! يا له من ثري!""نعم، لقد شاهدت ذلك، وتم تصنيف بث هدى من يومين ضمن أفضل ثلاثمئة بث، وبالنسبة لشخصٍ لم يقم ببثٍ سوى مرتين، أستطيع التنبؤ بمستقبلٍ واعدٍ لهدى""يا هدى، لا تنسي صديقاتك الوفيات حين تصبحي مذيعة مشهورة"كانت جميع الفتيات حول هدى يتحدثن بلطفٍ وتودد.وفي لمح البصر، أصبحت هدى محط إعجاب الجميع، وكأنها أصبحت محور اهتمامهن جميعًا!شعرت را
"عزيزي، إلى أين سنذهب لتناول الطعام؟" كلما نظرت رانيا إلى خالد، زاد إعجابها به."ستعرفين قريبًا" قال خالد بابتسامةٍ خفيفة، وكانت إحدى يديه على المقود، والأخرى يمسك بها رانيا.وبما أنه كان خبيرًا في العلاقات، فكان يعلم جيدًا أنه أسدى خدمةً كبيرة لرانيا في الجامعة، لذا فلن تمانع تقربه منها.نظرت رانيا إلى يد خالد، ولم تعلق عليها.أوقف خالد السيارة أخيرًا أمام فندق."رائع! إنه فندق سوفيتل جالاكسي! يا عزيزي، هل سنتناول الطعام هنا؟" اتسعت عينا رانيا في دهشة حين رأت المبنى الفاخر أمامها.فمن المعروف أن فندق سوفيتل جالاكسي هو أحد أرقى الفندق في القاهرة."هل تحمستِ؟ دعينا ندخل، لقد حجزت لنا طاولة بالفعل" قال خالد مبتسمًا، وكان قد دفع مبلغًا كبيرًا لحجز طاولة في سوفيتل جالاكسي، والطعام هناك لا تقل قيمته عن الألفي دولار، وهو مبلغ باهظ جدًا بالنسبة لطالب جامعي.لكن حين رآى خالد الفرحة في عيني رانيا، شعر أن الأمر كان يستحق العناء.أمسكت رانيا بذراع خالد، ودخلت معه من بوابة الفندق.اقترب نادل شاب منهما على الفور، وقال:" أهلًا، مرحبًا بكما في فندق سوفيتل جالاكسي......عذرًا، لكن هل سبق لكما
أما شريف، فعندما رآى رانيا تحيي خالد سابقًا، فتملكه بعض الضيق، لكن غلبه الأسف على رانيا التي لا تعرف كيف تحافظ على نفسها.فهو على علمٍ تام بطبيعة خالد، ولم يتصور أن رانيا اختارت أن تكون معه بإرادتها، يا لغبائها!أكل هذا لأنه يقود سيارة باسات؟ هل يُعد هذا إنجازًا؟ فهو بإمكانه أن يقود فيراري بكل سهولة."أيعقل أنك ما زلت تفكر بها!" سمع شريف صوت امرأة من جانبه.استفاق شريف من شروده، ووجد أن غادة كانت تقف بجواره بدون أن يلحظ مجيئها."لا، كل ما بالأمر أنني أظنها لا تستحق ذلك" أجاب شريف بابتسامةٍ باهتة."بل هذا ما تستحقه، فقد تخلت عن رجلٍ رائع مثلك من أجل وضيعٍ كخالد" قالت غادة باستياء، لكنها ثم نظرت لشريف بابتسامةٍ وقالت: "لنذهب لتناول العشاء الليلة معًا على حسابي، سنذهب لفندق الجوهرة القريب من الجامعة، ولتتناول جميع ما ترغب في تناوله""حقًا......" عندما قالت غادة ذلك، تذكر شريف أنه كان قد وعدها سابقًا بأنه سيدعوها لتناول العشاء، لكنه لم يجد الوقت لذلك في الأيام الماضية."دعيني أدعوكِ أنا هذه المرة، هيا بنا لنتناول الطعام في فندق سوفيتل جالاكسي""يا شريف، حين قلت ذلك في المرة السابق
لم يرد شريف أن يفتعل شجارًا معهما، فإن لم يقدر على مجاراتهم، أليس من الأفضل أن يغادر؟وحين همّ بالخروج من الباب، وكزت رانيا خالدًا برفق، وأشارت له بطرف عينها ففهم الأمر فورًا، ووقف أمام الباب معترضًا طريق شريف بساقه."أتظن أنك ستغادر بتلك السهولة؟ لا يا هذا، بل عليك أولًا أن تنادينا ب(أخي) و(زوجة أخي) كي نسمح لك بالمغادرة"نظرت رانيا إلى شريف بسخريةٍ وقالت: "أعتقد أنك تسللت إلى هنا، أليس كذلك؟ فكيف لفقيرٍ معدمٍ مثلك أن يجرؤ على دخول فندق السوفيتل؟ إذا لم تفعل ما أقوله، سأستدعي حراس الفندق"أرادت رانيا أن تذيق شريف مرارة مناداتها بـ(زوجة أخي).وكان شعورها بالمتعة يزداد كلما ازداد إذلالها لشريف.شعر شريف بالغضب الشديد، فقد تساهل معهما بما يكفي لكنها يستمران في التمادي.في تلك الأثناء، خرجت غادة من الداخل، وكانت قد سمعت حديث رانيا.نظرت غادة إلى رانيا بغضبٍ وقالت: "رانيا! لقد تجاوزت كل الحدود! ما الذي فعلناه لك كي تستدعي لنا الأمن؟"" إذًا أنت أيضًا هنا! يا لكما من ثنائي قذر!"ابتسمت رانيا باستهزاء، وسرعان ما لمعت عيناها بمكرٍ قائلةً: "لما قد أستدعي لكما الأمن؟ لأن من الواضح أنك
ابتسمت المديرة معتذرة ثم التفتت إلى شريف : "أيها السادة، جميع مرافق فندقنا مخصصة للزبائن، وليست مفتوحة للغرباء، لذا، يرجى مغادرتكم، عُذرًا.""دعنا نذهب يا شريف" قالت غادة بخجل، وهي تشعر بالخجل والإحراج أمام جميع هؤلاء الناس.لكن في تلك اللحظة، أمسك شريف بيدها، ونظر إليها بنظرةٍ هادئة: "لن نذهب" ."لقد تم طردكم، ولا تزالون هنا، حقًا إنها قلة حياء!" قالت رانيا بحماسة: "هل تريدون استخدام الإنترنت هنا؟ هل تودون التواجد أمامنا نحن الزبائن الذين أنفقوا أمولًا كثيرة لإزعاجنا عمدًا، فلا تتركونا نتناول الطعام بشكلٍ هادئ، بل أيضًا تودون تشويه سمعة فندق سوفيتيل؟"رأت المديرة أيضًا أن شريف يتعمد إحداث الفوضى، فعقدتت حاجبيها، وقالت: "سيدي، يرجى مغادرتكم الآن، وإلا سأضطر لاستدعاء الأمن!".رانيا سعيدة للغاية في قرارة نفسها، حيث كانت تأمل حقًا رؤية شريف يُطرد بواسطة رجال الأمن. كانت."إنهم ضيوف، لكن ألسنا ضيوفًا أيضًا؟" نظر شريف إلى المديرة وقال: "لقد حجزت طاولة هنا بالفعل". "هل حجزتم طاولة هنا؟" أظهرت رانيا تعبيرًا مندهشًا، ثم بدأت تضحك، ففي نظرها كان قول شريف مجرد مزحة. إذا كان بإمك
اندهشت رانيا قائلة: "ما هذا الوضع يا مديرة، لا بد أنك أخطأتِ، رسالته بالتأكيد مزورة". أخرج خالد هاتفه وأظهر للمديرة رسالة حجز الطاولة: "لقد حجزنا الطاولة رقم ثمانية!" نظرت المديرة مرةً أخرى إلى الرسالة التي أظهرها خالد، وابتسمت بأدب قائلةً: " في الحقيقة كلاكما حجز الطاولة رقم ثمانية، هذا صحيح، ولكنك حجزت طاولة عادية، بينما أستاذ شريف حجز طاولة فاخرة". ماذا؟ "هو حجز طاولة فاخرة؟" نظرت رانيا بدهشة إلى المديرة "إنه مجرد شخص فقير، حتى إنه لا يستطيع دفع ثمن وجبة في الكافتيريا كيف يمكن لشخصٍ مثله أن يحجز طاولة فاخرة؟" لم تصدق رانيا ذلك على الإطلاق. حاولت المديرة تصحيح سوء التفاهم، فبادرت على الفور بمرافقة شريف وغادة إلى الطاولة الفاخرة رقم ثمانية! عندما وصلوا إلى الطاولة الفاخرة رقم ثمانية، عبست المديرة لأن الطاولة لا تزال عليها أطباق تم تناولها، وقد حجز الزبون الطاولة بالفعل ، هذا الموقف جعل المطعم يبدو غير احترافي بالمرة! قالت المديرة لشريف: "انتظروا قليلًا من فضلكم"، ثم تغيرت ملامح وجهها إلى الغضب واستدعت مشرف النادلين القريب منها: "ما الذي يحدث هنا؟" الزبائن قد وصلوا ب