مهما كان الحال، فإن مايا كانت تعلم تمامًا أن سمير هو من دفعها لهذا المصير.ارتجف قلب مايا بردًا.اتضح أن الأمر كله مدبَّر من سمير!ضحك جواد بنبرة ساخرة قائلًا: "لدي غرفة خاصة هنا. دعينا نذهب إليها لنستمتع قليلاً. أتعلمين؟ الأمر غريب حقًا، كيف يمكن لجمال فريد مثلكِ أن يمر مرور الكرام على سمير؟ أم تراه بالفعل لا يحب النساء؟"كل من يعرف سمير يدرك أنه لم يكن لديه صديقة من قبل. من حوله فقط رجال، ولا أثر لامرأة.البعض يهمس بأنه عاجز.وآخرون يشيعون أنه شاذ.في كل الأحوال، هو ليس طبيعيًا!ابتسمت مايا ببرود، إنه ليس كذلك! المشكلة ليست في النساء. هو لا يحبها هي فقط.كان غضبه واضحاً بسبب أن ثريا علي اتصال مع حبيبها السابق !أليس غضبه يعني أنه مهتم؟ابتسم جواد بخبث وقال: "بصراحة، عليّ أن أشكر سمير. لولاه لما كنتُ التقيتُ بكِ."على الرغم من إصابته تلك المرة.لكن مظهر هذه المرأة الهاديء وهي تهدده بالسكين ترك بداخله انطباع عميق.في العادي إن كانت المراة لا تريد، ألا تصرخ فقط من الخوف؟لكنها لم تفعل هذا.أجابته مايا بنبرة باردةو وهي تصر على أسنانها: "وأنا أيضًا يجب أن أشكره كثيرًا."رفع سعيد حاجبيه
في غرفة المعيشة، جلست بهيرة بثوبها الحريري الفاخر، متكئة برشاقة على الأريكة الفاخرة.ما إن دخلت مايا حتى ارتسمت على وجه بهيرة ابتسامة ساخرة، وقالت بنبرة متهكمة:"أوه! أليست هذه مايا؟"سقطت عيناها على معصم بهيرة، كانت ترتدي سوارًا ثمينًا من اليشم، يبدو أن الأموال التي قدمتها عائلة سمير، جعلت بهيرة يتبدل حالها. شعرت بمرارة شديدة في قلبها، "جئت لأقابل زيد."عبثت بهيرة بخصلات شعرها المموج بلون الكستناء، "والدكِ ليس هنا الآن."استدارت مايا على الفور لتغادر......إلا أن صوت بهيرة أوقفها: "هل جئتِ لطلب المال؟ أليس من المفترض أنكِ زوجة لعائلة سمير؟ كيف تكونين مفلسة؟ سأخبرك بشيء، نحن لن نعطيكِ المال، والدنكِ لا تكف عن استنزاف المال كالبئر التي لا قاع لها."تجمّدت مايا في مكانها. هذه المرأة التي ليست سوى عشيقة، تتحدث وكأنها السيدة الأولى هنا؟"والدي لم يطلق والدتي بعد، إذا لم يتحمل نفقات علاجها، سأرفع دعوى ضده."“أنتِ......”بدأت بهيرة بالرد بنبرة غاضبة، إلا أن دخول السيد زيد قطع حديثها فجأة. فتغيرت ملامح وجهها بسرعة لتصبح مطيعة ووديعة. قالت بلطف مصطنع:“من تنادين بزيد! إنه والدكِ، كيف تنادين وا
عندما عاد سمير إلى المكتب، التقى بسعيد في منطقة العمل. تقدم الأخير نحوه بسرعة، "سمير."رمقه سمير بنظرة باردة وسأل بصوت مليء بالحدة: "هل تحققت من الأمر الذي طلبته منك؟"شعر سعيد بتوتر واضح.وفي داخله تساؤل كيف يمكنه القيام بكل تلك المهام التي كلف بها في يوم واحد."لا......لم أتمكن بعد، كنت في طريقي الآن." قال ذلك بصوت متردد.لماذا هو غاضب لهذه الدرجة؟ جاءتهما السكرتيرة في هذا الوقت، "سيد سمير، الآنسة ثريا في الاستقبال، وتريد مقابلتك.""ثريا؟ هل هي ثريا التي أعرفها...؟" بدأ سعيد يتحدث، لكنه صمت فورًا عندما لاحظ تغير ملامح وجه سمير. تلك النظرة الباردة والعينين اللتين تومضان بالغضب دفعته للسكوت.قال سمير بنبرة آمرة: "أحضرها إلى مكتبي.""حسنًا."بعد لحظات، عاد سعيد برفقة ثريا إلى المكتب.كان سمير واقفًا بجانب مكتبه وقد خلع سترته، تاركًا إياها معلقة على ظهر الكرسي. استدار نحو الداخل ببطء ونظر إليها.كانت ثريا، كما هو الحال دائمًا، تظهر بمظهر هادئ وأنيق.قالت بنبرة لطيفة: "آسفة على قدومي دون موعد. أتمنى ألا أكون قد أزعجتك."لم يتم الكشف عن الأمر في ذلك الوقت ولم يطرح سمير أي أسئلة فقال بهد
جلس سمير بتوتر واضح وهو يشدّ ربطة عنقه بعصبية، ثم أطلق زفيرًا طويلًا ممزوجًا ببرود.المرأة تلك الليلة، وبرائتها تلك، تركت داخله شعور عميق.ثريا لديها حبيب، بالنظر إلى مدى قربهما من بعضهما، يبدو أنها دخلت معه في علاقة من قبل.“لقد تم تدمير كاميرات المراقبة تلك الليلة، لا يوجد دليل قاطع، ربما حدث خطأ ما، سأتحقق مرة أخرى، لأرى إن كان هناك خطأ ما أم لا، إن كنت احتفظت بأي شيء لها، لكان من الجيد الآن...”يقوم سعيد بعمله، ولكنه لم ينس أن يتذمر.“انتظر...”أوقفه سمير، “انس الأمر.”هدأ وفكر في الأمر، في ذلك الموقف، إن مارست امرأة الجنس من أحدهم، هل يمكن أن تكون متحفظة؟سلمت نفسها بكل سهولة، كيف له أن يريدها بكل هذا النقاء؟هو من كانت توقعاته عالية.هذا لا يعني له شيئًا الآن.أي نوع هي من النساء! لم يعد مهتمًا كما كان.لم يتمكن سعيد فهم تغييره.سأل سعيد بفضول: "هل أغضبتك ثريا؟"نظر سمير إليه بعينين تعكسان ظلالًا من الغضب والخيبة.فهم سعيد على الفور، "لا شيء، سأذهب لعملي"خرج سعيد من المكتب مسرعًا وكأن شيئًا ما يطارده.أغلق باب المكتب، مما حجب عنه الضوضاء.عندما هدأ المكان. جلس سمير على كرسيه وأ
بعد سنوات من العمل لم تستطع ماياالاحتفاظ بأي مدخرات. كان علاج والدتها عبئًا دائمًا تتحمله وحدها براتبها.لم تعد قادرة على تحقيق حلمها بأن تصبح طبيبة عسكرية الآن. اضطرت إلى اختيار وظيفة أخرى مؤقتًا، فحلمها أصبح مؤجلًا بفعل ظروف الحياة القاسية. لكنها لم تتخلَّ عنه.ما زالت تؤمن أنه سيأتي يوم تحقق فيه حلمها، وستصبح طبيبة.خرجت من المستشفى واستقلت سيارة أجرة عائدة إلى الفيلا.ما إن دخلت، حتى استقبلتها العمة هند بابتسامة دافئة وقالت بقلق:"سيدتي ، هل أنتِ متعبة؟ يبدو وجهكِ شاحبًا!"هزّت "مايا" رأسها وقالت: "لا شيء."خلعت حذاءها ودخلت. "أليس لديكِ عمل اليوم؟" سألت العمة هند.كانت دائمًا مشغولة، وأحيانًا كانت تعمل ليالي متواصلة.حزن قلب مايا، ونظرت إلى العمة هند، كان من المفترض أن تذهب للعمل، لكن...أجابت بابتسامة تحمل مرارة: "اليوم إجازة."كانت العمة هند هي الدفء الوحيد في الفيلا. لذا لم ترغب مايا في أن تقلق عليها.تابعت محاولتها للتظاهر بالقوة قائلة: "في الحقيقة، أعطاني المدير عدة أيام للراحة."ابتسمت" العمة هند "وقالت بودّ: "هذا جيد. تحتاجين إلى الراحة. تبدين نحيفة جدًا، استغلي هذه الفرص
لوهلة لم تفهم مايا قصده، نظرت إليه لثانيتين قبل أن تدرك ما يرمي إليه. لكنها لم ترد عليه. فقد توقعت أن يكون وراء كلماته نوع جديد من الإهانة. خفضت رأسها وأخذت تأكل بسرعة، وكأنها تحاول إنهاء وجبتها بأسرع وقت ممكن. راقبها سمير وهي تلتهم طعامها دون أي اكتراث فعبس وقال بنبرة متعجرفة: "لماذا تأكلين بهذه السرعة ؟ لا أحد ينافسكِ على الطعام." شعر بشعور غريب.。 ومع ذلك، وبينما يراقب طريقتها غير الرسمية في الأكل، لم يشعر بالإزعاج كما توقع على العكس، بل شعر أنها لطيفة.بدت له أكثر واقعية مقارنة بالنساء اللواتي يتصنعن الرقة والكمال.أنهت مايا آخر لقمة، ارتشفت قليلًا من الماء، ثم رفعت عينيها وقالت ببرود "آكل بسرعة أو ببطء، هذا شأني الخاص، لا علاقة لك بذلك." على كل حال، حتى وظيفتها، قد تدمرت على يده.لا يوجد ما يهددها به.حتى وإن كانت تخاطر!رفع سمير حاجبيه قليلًا، مظهرًا ابتسامة ساخرة. ثم قال بصوت منخفض لكنه مفعم بالتهديد هل ترغبين في الموت؟"ما هذه الجرأة التي حلت بها؟تتكلم بكل هذا الاندفاع.ألا تريد أن تعمل ؟ نظرت إليه مايا مباشرًة، عينها تفيض بالغضب والاحتقار، "بالفعل، لا أريد أن أعيش. إذا
”ما الذي تمثله؟ هل تخشى تحمل المسؤولية؟ هل أنت مستاء لأن ذلك الرجل لم يتمكن مني؟" عضّت على أسنانها بقوة محاولة كبح عواطفها.قام سمير بدفعها بعيدًا وقال: "لم أفعل ذلك!"كادت تسقط على الأرض بعد أن دفعها، لولا أن العمه هند أمسكت بها وتمكنت من إبقائها واقفة.قال بغضب: "أنتِ زوجتي، ما دمتِ زوجتي، لن أسمح لأي رجل آخر بتدنيسكِ. ولا أريد إضافة خيانة جديدة على رأسي! "أظلم وجهه"، من هو؟"نظرت مايا إلى سمير.بشخصيته المتعجرفة، إن كان هو الفاعل، لما كان لينكر ذلك. هو ليس من النوع الذي يفعل شيئًا ولا يجرؤ على الاعتراف به.قال سمير بغضب غير مبرر: "أجيبي، من هو؟"حتى هو نفسه لم يكن يدرك لماذا شعر بهذا الغضب عندما علم بما كاد أن يحدث لها!قالت: "الرجل من المرة السابقة..."لم تكمل مايا حديثها، لكن سمير أدرك فورًا من كان المقصود.تذكر أنه قابل جواد عندما كان خارجاً من النادي . وفي لحظة واحدة، فهم ما حدث!كانت ملامحه قاتمة كسماء تسبقها العاصفة. لم يستطع التحكم في نفسه عندما تخيل ما حدث.على الرغم من أنه لا يحب مايا، إلا أنها زوجته، ولن يسمح أبدًا لأي رجل آخر بإهانتها أو لمسها. بالنسبة له، ذلك يعتبر إهانة
جواد أومأ برأسه معترفًا أن مايا قد أثارت اهتمامه بالفعل.أما عن سبب إعجابه بها، فلم يكن يعرف الجواب .ربما لأن الأشياء التي لا يمكن الحصول عليها تثير القلوب؟على أي حال، تلك المرأة التي جرحته مرارًا وتكرارًا تركت انطباعًا قويًا لديه!سمير، الذي كان يعلم أن جواد لم يتمكن من مايا، هدأ غضبه قليلًا. لكنه عندما أدرك أن جواد معجب بمايا، عاد غضبه ليتصاعد، بل أشد من ذي قبل!"ما الذي يعجبك فيها؟" قال سمير بنبرة لا تخلو من الاستغراب. بالنسبة له، لم يكن يرى في تلك المرأة أي ميزة."ما الذي يجعلها جديرة بالإعجاب؟ لأنها فقط تحب الرجال؟"رد جواد دون تفكير: "لا أعلم، ولكنني أريدها وحسب."سمير عبس، شعر وكأن أحدهم يطمع في شيء يخصه.ابتعد عنها! قالها محذرًا.نظر جواد بدهشة وقال: "ما الأمر؟ هل أنت مهتم بها أيضًا؟"هنا، حتى سعيد، الذي كان يقف خلفهم، نظر نحو سمير بعينين فضوليتين.تصرفات سمير كانت تبدو غريبة.هل لديه مشاعر تجاه مايا؟سمير، بنبرة رسمية باردة، أطلق ضحكة ساخرة وقال: "كيف لي أن أهتم بمثل هذه المرأة؟"جواد رفع حاجبيه وقال: "كل شخص لديه ذوقه الخاص، سمير. أنت لا تعجبك، ولكنني معجب بها. ما دامت لم ت