بينما كان شباب العائلة يتحدثون، كانت خيرية، مدبرة المنزل، تقف على بعد عشرات الأمتار وتسمع حديثهم.على الرغم من أن تلك العجوز شعرها رمادي وسنها كبير، إلا أن قدراتها على السمع مذهلة.استمعت خيرية إلى محادثتهم وغادرت في هدوء.تلقت خيرية اتصالًا من مجموعة شركات الاتحاد، ويجب أن تبلغ مروان على الفور ليشارك باجتماع عبر الفيديو. في هذه اللحظة، وصلت سمر وشيماء بتوجيهات المربية إلى غرفة الضيوف بمنزل عائلة فخري.إنه مبنى صغير من خمس طوابق، مخصص للترفيه عن الضيوف الذين يزورون عائلة فخري.وتم ترتيب سمر وشيماء في غرفة ضيوف رقم 305.بوصولهم الدور الثالث، شاهدوا مروان يخرج من الغرفة رقم 306."سيد جاسر، سأرحل الآن، بالنسبة لمأدبة الليلة، سأرسل أحدهم ليدعوك لها."برؤية مروان يمشي تجاههما، توترت سمر جدًا، وبادرت في أخذ خطوة لتحية مروان:"مرحبًا يا سيد مروان، أنا سمر من شركات لاشين للتجميل، أنا سعيدة حقًا برؤيتك."ومع ذلك، نظر لها مروان، وقال ببرود: "همم" ثم رحل.مما فاجأ سمر جدًا، لم تتوقع أن يكون وزير الحدود، السيد مروان، بهذا البرود معها.نظرت إلى ظل مروان وهو يختفي، وكادت أن تفقد أعصابها.أما شيماء،
هذه الكلمات جعلتها تتجمد، وابتسمت له وحركت يدها له تدعوه للتحرك، ولم تتكلم مرة أخرى.بعد أن أخذ جاسر زمام المبادرة في النزول على السلم، ذهبت خيرية لباب غرفة 305، وطرقت الباب مرتين وقالت عرضًا:"مديرة سمر، المأدبة على وشك أن تبدأ، من فضلكِ لا تتأخري."قالتها خيرية ورحلت، ونزلت بسرعة للأسفل لتلحق بالسيد جاسر.وبعد بضع دقائق، فُتح باب غرفة 305، نظرت شيماء إلى الرواق الفارغ، وشعرت بالغضب."هل عائلة فخري مجانين؟ يرسلون شخص مخصوص لدعوة جاسر، ونحن تجاهلنا ببرود. اللعنة!"خرجت سمر بوجه بارد، وقالت بهدوء:"تذكري يا شيماء، نحن هنا من أجل تمويل عائلة فخري، لذلك يجب أن نخفض رؤوسنا، هيا، لنذهب إلى المأدبة."قالتها سمر وخرجت رأسها مرفوعًا، وتبعتها شيماء عن كثب.وخارج قاعة المأدبة، حضر شباب العائلة واحدًا تلو الآخر.ومن بين كل أفراد عائلة فخري، مروان هو الكبير.وكل إخوته خارج المدينة، مسؤولين عن أقسام مختلفة في مجموعة شركات الاتحاد، لن يعودوا حتى حلول العام الجديد.وعند مدخل قاعة المأدبة، كان يسري وكريم يتحدثان عن أمر جاسر.فقط كان يسري يتحدث عن شعوره أول مرة قابل فيها جاسر قبل ثلاث سنوات."قبل ثلاث
كانت سمر وشيماء خلف جاسر، يشاهدان المشهد من بعيد.لأول مرة ترى سمر جاسر هكذا، جعلها تشعر أنه غريب جدًا.أما شيماء شعرت أن جاسر يقوم بحيلة ما، وقررت فضح جاسر في مأدبة الليلة.وعندما يعرف السيد مروان أن جاسر مخادع، فسيتم أمر التمويل.وبهذه الطريقة، تصبح مساهمة رئيسية في هذا التمويل، وستحصل على مكانة أكبر في شركة لاشين للتجميل.وبمجرد تفكيرها بهذا، أخذت سمر للدخول لقاعة المأدبة.رأى شريف سمر قادمة، فبادر بالترحيب بها."سمر، رأيتِ للتو، بعد قليل ساعدينا في كشفه.""حسنًا."ردت سمر بأدب على شريف، ثم سحبتها شيماء للدخول إلى القاعة.عند دخول قاعة المأدبة، سترى القاعة تشبه القصر.حتى أن طاولة الطعام كانت مليئة بجميع الأنواع المختلفة من الطعام الشهي، والنبيذ النادر الفاخر.ولم يستغرق الأمر طويلًا، حتى دخل الجميع المأدبة، كان هناك ما يقرب من مائتي شخص.وقف مروان على منصة القاعة، ومسك الميكرفون، ثم قال باحترام:"اليوم، مأدبتنا هي شكر خاص لمعروف السيد العظيم... السيد جاسر.السيد جاسر قبل ثلاث سنوات، قام بإنقاذ السيد الكبير، واليوم السيد جاسر أنقذ حياته مرة أخرى.هذا المعروف الكبير، يجب أن يتذكره كل
وأخيرًا انتهت شيماء من كلامها، وهي تنظر خاصًة إلى مروان.لكن كان وجه مروان مظلمًا، وقال بصوت بارد:"لا يهم ما تقولون، قبل ثلاث سنوات، من أنقذ السيد سليمان هو السيد جاسر، رأيت هذا بعيني، لا يمكن أن يكون خداعًا.وأنتما لم تريا السيد جاسر يعالج أي شخص من قبل، هذا لا يثبت أنه لا يفهم بالطب."أثارت كلمات مروان يسري، وسعل بشدة، وغضب كل أفراد العائلة وبدأوا في اللعن.في رأيهم، يحمي مروان جاسر عمدًا.سأل كريم بصرامة: "يا عمي، لقد غسل دماغك، فهو لا يستطيع علاج الجد.""اخرس، مهارات الطبيب جاسر جيدة جدًا، لقد رأيت بعيني، وما زلت تشك فيه!"منذ أن أصبح مروان وزيرًا للحدود، لم يشك به أحدًا من قبل، فكاد أن ينفجر من الغضب.ثم نظر يسري بحزن إلى مروان، وقال بخيبة أمل:"يا أخي، لقد خُدعت ذلك العام، هذا السيد جاسر مجرد مخادع..."ولم يكمل كلامه، وبدأ يسري في السعال.لم يتوقع مروان، أن وجود السيد جاسر كطبيب هنا، سيلقى الأمر كل هذه المعارضة، وللحظة لم يعرف ماذا يفعل.وفي هذه اللحظة، وقف جاسر، وقال بكسل:"لا داعي لأن أثبت مهارتي الطبية، بما أنكم عائلة فخري لا تصدقوني، فسأرحل.على كل حال، وفيت بوعدي منذ ثلاث س
صدرت زفرة غضب، مما أوقفت صراخ شيماء.وبعدها مباشرًة.صفعة!صفعة على الوجه، مباشرًة على وجه شيماء.على مرأى ومسمع من الجميع، طار جسد شيماء وسقط على الأرض بشدة.حدث كل هذا فجأة، دونًا عن سمر، لا يعرف أي شخص ما كانت تقوله شيماء.فقط شعرت أن السيد جاسر غضب بشدة، وضرب جسد شيماء الضعيف."شيماء!"اندفعت سمر في حالة من الذعر، لتساعد شيماء في النهوض، ورأت على وجهها أثار الأصابع.بدت شيماء مظلومة، وتنظر إلى جاسر في رعب، وتنظر إلى عائلة فخري.لم تقل أي شيء، وكانت أثار الأصابع على وجهها الجميل الرقيق.مما جعل أفراد عائلة فخري يعتقدون أن جاسر رجل حقير، لقد ضرب امرأة.غضبت سمر، وقال لجاسر بغضب: "جاسر أيها الوغد...""كفى، اخرسي."لكن بمجرد أن فتحت فمها لتتكلم، قاطعها مروان، وكان وجهه قاتمًا مرعبًا.لأنه رأى جاسر غاضبًا بشدة، ولا يريد مروان أن يضايق جاسر.لذلك قرر مروان، وقال: "مديرة سمر، لست مهتم بشركة لاشين للتجميل، في الأيام المقبلة سأسحب استثماري، تفضلي بالرحيل.""ماذا؟"بسماعها هذا الكلام، غرق قلب سمر، لقد خسرت هذا التمويل.لكن ما زالت سمر تريد القتال من أجل هذا الأمر، فقالت: "سيد مروان، أرجوك أن
لم يقل جاسر أي شيء، ولكن مروان لم يتحمل، وقال مباشرًة:"سيد جاسر، لماذا لا تقل لهم، أن قبل ثلاث سنوات..."قاطع جاسر كلام مروان، "سيد مروان، كفى، لا تقل شيئًا، لا فائدة من هذا."احمرت عينا سمر، وسحبت يدها بقوة، ووجهت الكلام لجاسر كلمة كلمة."أجل، لا فائدة من هذا، لأن التعاون بين عائلة فخري وشركة لاشين للتجميل انتهى."قالت هذا، وساعدت شيماء على النهوض، ونظرت إلى مروان بحزم، ثم قالت بغضب:"الآن شركة لاشين للتجميل ازدهرت، لا داعي للقلق بشأن تمويل.مال استثمار عائلة فخري، سأعيده لكم مع الفائدة."بعد قول هذا، سندت شيماء إلى الخارج، وفرح شريف برؤية سمر ترحل.كلما أصبح الخلاف بين سمر وجاسر أكبر، كلما قلت احتمالية زواجهما مرة أخرى.وهو لا يستطيع المغادرة بعد، فهو يريد القضاء على جاسر بالكامل، وتحويله إلى فأر صغير.لذلك أوصل سمر لباب القاعة، ثم واسى سمر وشيماء، وعاد إلى المأدبة مرة أخرى.ولكن كانت سمر حزينة، فهي لا تفهم لماذا تحول جاسر هكذا.أيعقل لأنها تطلقت منه، فيريد القضاء على شركتها؟لم تتوقع عائلة فخري أن تصل الأمور لهذا الحد، شركة جيدة مثل شركة لاشين للتجميل، وقام العم الكبير بسحب الاستثم
مدينة الزهور، أسفل مبنى مجموعة شركات لاشين للتجميل.جاء جاسر ليوصل الطعام لزوجته سمر، كان يرتدي ملابس رخيصة، مما جعلته بارزًا وسط الجميع.مجموعة شركات لاشين للتجميل، أنشأتها سمر زوجة جاسر، تبلغ قيمتها المليارات."يا أنت، جئت في الوقت المناسب، وقع على هذه!"أوقفت جاسر، بمكياجها الرائع وشخصيتها المتكبرة، بالإضافة إلى الوادي العميق بين صدريها، والتي جذبت به الكثير من الرجال.إنها شيماء الشناوي.كانت زميلة جاسر وسمر بالجامعة، وهي أيضًا الصديقة المقربة لسمر، واليوم هي سكرتيرة سمر الخاصة.نظرت شيماء لجاسر بازدراء واحتقار، وألقت العقد في وجهه.صُعق جاسر مما فعلته، ولم يفهم سبب فعلتها، فسألها: "ما هذا...؟"لكن بعد أن مسك العقد، اختفت ابتسامته تدريجيًا.اتفاقية طلاق!نظر لها جاسر ببرود، وقال بحنق: "شيماء، هذه المزحة مزعجة جدًا."قالت شيماء بعدم صبر: "ليس لدي الوقت للمزاح معك، المديرة سمر تنتظرني، هيا لتوقع بسرعة."أصيب جاسر بالذهول، ونظر إلى العقد في ذهول، ولم يفهم لماذا تريد سمر الطلاق.التقى هو وسمر في الكلية، وكانت سمر قد بدأت عملها الخاص للتو.حنان وعطف جاسر جعل سمر تقع في حبه، وبعد سنتين م
وأخيرًا خرج جاسر عن صمته، وانفجر غضبه، وزأر بغضب:"لماذا؟ كل هذه السنين، أعطيتها كل ما طلبته!واليوم تريد الطلاق، وحتى لا تريد أن ترى وجهي؟""هاهاها..."لكن تم مقابلة حنق جاسر بسخرية وضحكات شيماء!كان يرى شيماء تضحك بازدراء، ثم قالت:"أضحكتني بشدة، وما زلت تقول إنك أعطيت المديرة سمر كل ما أرادته؟ دونًا عن توصيلك الطعام كل يوم، ماذا قدمت لها؟لأقول لك الحقيقة، السيد شادي من مدينة العطار بمدينة الزهور، بالأمس تقدم للزواج من المديرة سمر.انظر بعناية، هذا فديو مباشر التقطه بالأمس!"يا للصاعقة!وقف جاسر بدون حراك كالتمثال، وعينيه مثبتتان على الهاتف.يظهر في الفيديو رجل وسيم يركع على ركبته ويطلب الزواج من سمر، وحماه وحماته وأخو زوجته كلهم حاضرون!نظرت شيماء لجاسر بتكبر، وطعنته بكلامها بكل قسوة مرة أخرى."جد السيد شادي كان ذي مكانة عالية في مدينة السلام، لا فرق لعائلة العطار عن الأباطرة العظام بمدينة الجنوب.عائلة العطار لديهم السلطة، والمديرة سمر لديها المال، إنه التعاون الأمثل. ألم تقل إنك تستطيع تقديم كل شيء لها؟مثل هذه الخلفية القوية، لتعطيها مثلها، هل تقدر؟أنت عديم النفع، حتى أختك يمكن