اتسعت عيون شاكر، وكان هاتفه يتحرك، وصوته كان مرتعشًا:"كيف يمكن هذا؟"لم يفسح جاسر كثيرًا، لكن حركة يده لم تتوقف، وقال بجدية:"استخدم طريقة اخرى بدلًا عن المطلوبة لعلاج الشلل، ولا تستحي أن تسأل!"قالها جاسر ببرود، وبدأ في إزالة الإبرة شيئًا فشيء.الآن لا يظهر تنفس سليمان، وجسده كله مغطى بالدماء وكأن جلده مسلوخ.لم يتحدث من بالغرفة لمدة طويلة، كان الهدوء مخيف، وكان شاكر الجندي مذعور تمامًا.لا أحد يعلم كم مر من الوقت، حتى قال شاكر فجأة:"ليس هذا خطأ ابني، أنت من أخطأ استخدام الإبر، فتسببت في هذا."لم يتفاجأ جاسر مما سمعه، فابتسم ببرود ولم يبرر.ولكن غضب مروان، "شاكر، رأيت ابنك بنفسي يقوم بالإجراء...""اهدأ يا أخي مروان، لا فرصة لإنقاذ الجد سليمان، لكن يمكن إنقاذ عائلة فخري.فقط إن وافقت، أن ينضم ابني لعائلة فخري، وبذلك ستكون عائلة الجندي وفخري عائلة واحدة.وأمر وفاة الجد سليمان، سيحل بطبيعة الأمر..."كلمات شاكر جعلت مروان صامتًا.بمقارنة إيجابيات وسلبيات الموقف، كانت هذه فكرة جيدة.بالرغم أن مروان يحتقر شريف، لكن بالنسبة لعائلة فخري، بعد موت سليمان، ستحتاج العائلة لداعم قوي.وشاكر هو ال
دوى صوت الضربة!بعد صوت مكتوم، فتح سليمان فمه فجأة، وأخذ نفس عميق، وبدأ صدره في الارتفاع والهبوط بانتظام."أبي..."نظر مروان للمشهد وكان متحمسًا للغاية، لدرجة أن جسده كان يرتجف.هذه اللحظة، أصبح جاسر كالبطل العظيم في عينه، لقد أعاد والده من حافه الموت مرة أخرى.لكن جاسر كاد أن يسقط، لحسن الحظ أن مروان بصره حاد ورد فعله سريع فأمسك به قبل أن يسقط.هذه اللحظة، هز جاسر رأسه وقال بسخرية: "هذه الثلاث سنوات جعلتني عديم النفع."لو كان كقبل ثلاث سنوات، حتى وإن كان هناك عشر مرضى كسليمان، لما حدثت مثل هذه الفوضى.السبب الرئيسي هو أن جاسر تخلى عن الكثير في هذه الثلاث سنوات من زواجه، جعلته يتحول إلى إنسان عادي أكثر فأكثر."السيد جاسر كالبطل العظيم، كيف يمكن أن يكون عديم النفع!"قالها مروان بإطراء، وهو يساعد جاسر في الجلوس على كرسي:أومأ جاسر رأسه وقال: "مع الأسف، يجب الانتظار حتى الغد ليتم شفاء السيد سليمان.""لا عليك، لتبقى يا سيد جاسر في منزلي اليوم، سأرتب كل شيء."قالها مروان وهو ينظر إلى والده على فراش المرض.على الرغم أن سليمان دخل في غيبوبة، إلا أن تنفسه كان منتظمًا، وتخطت حالته مرحلة الخطر.
"عمي، لقد تم خداعك، قال لنا شريف كل شيء، هو من قتل الجد."صفعة!تم الرد على شك كريم بصفعة من مروان.صُعق كريم للحظة، ثم أصبح غاضبًا لدرجة أن عينيه تحولت للون الأحمر."يا عمي، لقد اختلط عليك الأمر."قالها كريم بحنق، وهو يصر على أسنانه:صفعة!شعر مروان بغضب شديد في قلبه، فصفع كريم مرة أخرى.في الوقت ذاته، لعن مروان شريف في قلبه، يجرؤ على قول أي شيء في الخارج.ألا يفهم كم سيكون خبر موت سليمان فخري مؤثرًا؟لكنه لم يجرؤ على ضرب شريف، ماذا لو مات والده، فسيصبح شريف صهره!وباعتباره مسؤولًا مخضرمًا، يجب أن يكون مستعدًا لكل الاحتمالات.لذلك لم يكن بوسعه إلا أن ينفس عن غضبه بضرب كريم."من قال أن جدكم مات! السيد جاسر أنقذه."قمع مروان غضبه وقالها كلمة كلمة:وأخيرًا هدأ أفراد عائلة فخري، ولكنهم لا يصدقوا بعد.حتى أن شريف، ظن أن مروان قال هذا متعمدًا، ليداري خبر وفاة الجد سليمان.لكن مع ذلك كان شريف خائفًا من ألا تحل الفوضى، فقال بحزن:"عمي مروان، لا أعرف كيف تفكر؟ السيد سليمان مات بالفعل، رأيته بعيني."هز مروان جسده، وكاد أن يفقد وعيه من الغضب.أشار إلى شريف وأراد أن يلعنه عدة مرات، لكنه تحمل وكتم
بسماع كلام يسري، ذهب الجميع بفضول ليروا هذا.سخر يسري وقال: "إنها سمر لاشين الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات لاشين للتجميل، تطلقت من ذلك المخادع صباحًا."بسماع شريف لاسم سمر، لمعت عيناه، وتحمس بشدة."رائع جدًا، بوجود سمر، لأرى كيف سيتمكن جاسر من التظاهر!"ضحك كريم وقال: "يا حضرات، لنذهب ونرى كيف هي سيدة الأعمال المشهورة، ما رأيكم؟"خرج الجميع من المستشفى كحشد يتدفق، وشريف دفع الجميع بحماسه، ليكون هو أول من يرى سمر.وفي غرفة معيشة منزل فخري، كانت سمر تنظر للديكور، ولم يسعها إلا أن تقول:"إن منزل وزير الحدود حقًا غير عادي!""لننتظر حتى تكبر شركة لاشين للتجميل، وسننظم غرفة معيشة كهذه."كانت شيماء منبهرة، حجم غرفة المعيشة كان كبير جدًا، حتى أنه تقريبًا كحجم ملعب كرة السلة.كانت الغرفة مزينة بلوحات ومنحوتات، والتحف الثمينة والزهور والنباتات في كل مكان.الطاولات والكراسي وغيرها من الأثاث، إما مصنوعة من خشب النانو الذهبي أو خشب الورد أو خشب الهوالي، كان فاخرًا للغاية."سمر، لم أتوقع أن أقابلكِ في مدينة الشروق!"بينما تتحدث الاثنتان، قاطعهما صوت شريف.برد وجه سمر، لم تتوقع أن يكون هذا المزعج هنا.
"في منزل عائلة فخري، أنا يسري، أعجبت طويلًا باسم المديرة سمر، وأخيرًا التقينا."قالها يسري وهو يبتسم، ومد يده بسرعة ليصافح سمر.ابتسمت سمر بتواضع ومدت يدها، "هذا من لطفك يا سيد يسري، لا يمكنني المقارنة معك."بعد أن تصافحا، ابتسم يسري بشدة، ودعاها بيده للجلوس، فقال:"تفضلي بالجلوس يا مديرة سمر، أنا قطعًا لا أعتقد، أنكِ أقل مني."ابتسمت سمر وبدت محرجة.لكن يسري غير أسلوبه، ودخل في صلب الموضوع:"لن ألف حول الموضوع كثيرًا، أتيتِ هذه المرة يا مديرة سمر، من أجل التمويل.وأنا أيضًا لا يمكنني مضايقتكِ، على الأغلب قد شرح لكِ السيد شريف، فلن أزيد بكلامي.تعاوني معنا يا مديرة سمر، في كشف الوجه الحقيقي للسيد جاسر، وسيمكننا التكلم بشأن التمويل."لكن سمر ابتسمت بحرج وقالت: "يا سيدي، كما يقول المثل، أن المعروف بين الزوجين يستمر، فهذا الأمر..."عندما رأت شيماء أن سمر قلقة، قفزت وقالت:"هل يحتاج الأمر للمديرة سمر، أنا كافية لأثبت أن هذا جاسر العالة عديم الفائدة، لا يفهم بأي طب.""شيماء، هل سمحت لكِ بالتكلم؟"أوقفت سمر شيماء بشدة، لم تسمح لها أن تكمل حديثها.ثم قالت سمر معتذرة: "أعتذر منك، أريد فقط التم
بينما كان شباب العائلة يتحدثون، كانت خيرية، مدبرة المنزل، تقف على بعد عشرات الأمتار وتسمع حديثهم.على الرغم من أن تلك العجوز شعرها رمادي وسنها كبير، إلا أن قدراتها على السمع مذهلة.استمعت خيرية إلى محادثتهم وغادرت في هدوء.تلقت خيرية اتصالًا من مجموعة شركات الاتحاد، ويجب أن تبلغ مروان على الفور ليشارك باجتماع عبر الفيديو. في هذه اللحظة، وصلت سمر وشيماء بتوجيهات المربية إلى غرفة الضيوف بمنزل عائلة فخري.إنه مبنى صغير من خمس طوابق، مخصص للترفيه عن الضيوف الذين يزورون عائلة فخري.وتم ترتيب سمر وشيماء في غرفة ضيوف رقم 305.بوصولهم الدور الثالث، شاهدوا مروان يخرج من الغرفة رقم 306."سيد جاسر، سأرحل الآن، بالنسبة لمأدبة الليلة، سأرسل أحدهم ليدعوك لها."برؤية مروان يمشي تجاههما، توترت سمر جدًا، وبادرت في أخذ خطوة لتحية مروان:"مرحبًا يا سيد مروان، أنا سمر من شركات لاشين للتجميل، أنا سعيدة حقًا برؤيتك."ومع ذلك، نظر لها مروان، وقال ببرود: "همم" ثم رحل.مما فاجأ سمر جدًا، لم تتوقع أن يكون وزير الحدود، السيد مروان، بهذا البرود معها.نظرت إلى ظل مروان وهو يختفي، وكادت أن تفقد أعصابها.أما شيماء،
هذه الكلمات جعلتها تتجمد، وابتسمت له وحركت يدها له تدعوه للتحرك، ولم تتكلم مرة أخرى.بعد أن أخذ جاسر زمام المبادرة في النزول على السلم، ذهبت خيرية لباب غرفة 305، وطرقت الباب مرتين وقالت عرضًا:"مديرة سمر، المأدبة على وشك أن تبدأ، من فضلكِ لا تتأخري."قالتها خيرية ورحلت، ونزلت بسرعة للأسفل لتلحق بالسيد جاسر.وبعد بضع دقائق، فُتح باب غرفة 305، نظرت شيماء إلى الرواق الفارغ، وشعرت بالغضب."هل عائلة فخري مجانين؟ يرسلون شخص مخصوص لدعوة جاسر، ونحن تجاهلنا ببرود. اللعنة!"خرجت سمر بوجه بارد، وقالت بهدوء:"تذكري يا شيماء، نحن هنا من أجل تمويل عائلة فخري، لذلك يجب أن نخفض رؤوسنا، هيا، لنذهب إلى المأدبة."قالتها سمر وخرجت رأسها مرفوعًا، وتبعتها شيماء عن كثب.وخارج قاعة المأدبة، حضر شباب العائلة واحدًا تلو الآخر.ومن بين كل أفراد عائلة فخري، مروان هو الكبير.وكل إخوته خارج المدينة، مسؤولين عن أقسام مختلفة في مجموعة شركات الاتحاد، لن يعودوا حتى حلول العام الجديد.وعند مدخل قاعة المأدبة، كان يسري وكريم يتحدثان عن أمر جاسر.فقط كان يسري يتحدث عن شعوره أول مرة قابل فيها جاسر قبل ثلاث سنوات."قبل ثلاث
كانت سمر وشيماء خلف جاسر، يشاهدان المشهد من بعيد.لأول مرة ترى سمر جاسر هكذا، جعلها تشعر أنه غريب جدًا.أما شيماء شعرت أن جاسر يقوم بحيلة ما، وقررت فضح جاسر في مأدبة الليلة.وعندما يعرف السيد مروان أن جاسر مخادع، فسيتم أمر التمويل.وبهذه الطريقة، تصبح مساهمة رئيسية في هذا التمويل، وستحصل على مكانة أكبر في شركة لاشين للتجميل.وبمجرد تفكيرها بهذا، أخذت سمر للدخول لقاعة المأدبة.رأى شريف سمر قادمة، فبادر بالترحيب بها."سمر، رأيتِ للتو، بعد قليل ساعدينا في كشفه.""حسنًا."ردت سمر بأدب على شريف، ثم سحبتها شيماء للدخول إلى القاعة.عند دخول قاعة المأدبة، سترى القاعة تشبه القصر.حتى أن طاولة الطعام كانت مليئة بجميع الأنواع المختلفة من الطعام الشهي، والنبيذ النادر الفاخر.ولم يستغرق الأمر طويلًا، حتى دخل الجميع المأدبة، كان هناك ما يقرب من مائتي شخص.وقف مروان على منصة القاعة، ومسك الميكرفون، ثم قال باحترام:"اليوم، مأدبتنا هي شكر خاص لمعروف السيد العظيم... السيد جاسر.السيد جاسر قبل ثلاث سنوات، قام بإنقاذ السيد الكبير، واليوم السيد جاسر أنقذ حياته مرة أخرى.هذا المعروف الكبير، يجب أن يتذكره كل