الفصل 13
كان ملف علية يحتوي على ما لا يقل عن عشر صفحات.

أمين ظل ينظر فيه لوقت طويل، لكنه في النهاية لم يجد أي ثغرة.

نهض الرجل منزعجًا وتوجه إلى الحمام.

بمجرد دخوله الحمام، سمع صوت طفل واضح يقول:

"حسنًا، عليك أن تعتني بنفسك هناك."

توقف أمين عن غسل يديه.

كانت هناك قاعدة صارمة في الشركة تمنع إحضار الأطفال إلى العمل.

كيف يمكن أن يكون هناك طفل في هذا الوقت داخل الشركة؟

عبس الرجل وتوجه نحو الصوت.

اكتشف أن الصوت قادم من داخل إحدى الكبائن.

وعندما اقترب من الباب، وقبل أن يطرقه، انفتح الباب فجأة.

"بوم!" اصطدم الباب برأس أمين بقوة.

"آه!" غطى أمين رأسه غريزيًا.

خرج باسم من الكابينة، وعلى وجهه ملامح ماكرة.

وفي اللحظة التالية، رفع رأسه معتذرًا بابتسامة بريئة، "آسف! لم أكن أعلم أن هناك أحدًا بالخارج عندما فتحت الباب!"

"آسف!"

ترك أمين رأسه ونظر إلى الصغير الذي بالكاد يصل إلى ركبتيه.

على الرغم من قصر قامته، إلا أن ملامحه كانت متناسقة، وكانت لديه علية من الجاذبية لا يمكن تجاهلها على الرغم من صغر سنه.

أمين لم يكن لديه اهتمام كبير بالأطفال سابقًا.

لكن في هذه اللحظة، عندما نظر إلى هذا الصغير، تذكر نورة التي من المؤكد أنها في مثل سنه، فلم يستطع قول كلمة قاسية.

عبس الرجل ببرود وقال بلهجة باردة، "ماذا تفعل هنا؟"

ابتسم باسم ببراءة وقال، "سؤالك غريب يا عمي. جئت إلى الحمام لأني أريد التبول بالطبع."

في الحقيقة، لم يكن باسم قادمًا للحمام، بل كان ينتظر عمدًا خروج أمين من مكتبه ليصطدم به.

كل ذلك كان لأن عشيقة أمين ضايقت نورة!

ازدادت حدة نظرات أمين وسأله بلهجة أكثر برودة، "أنا أقصد، لماذا أنت هنا في هذه الشركة؟"

"من هما والداك؟ وأين هما؟"

كان أمين جادًا في كلامه، مما جعل باسم يُخرج شفته السفلى ويبكي، "أبي مات منذ زمن طويل، ونبتت على قبره الحشائش... وأمي تعمل بجهد مضاعف لتربية أختي الصغيرة."

أوقف أمين باسم بيده قبل أن يسترسل، "بما أن والديك غير موجودين هنا، لماذا أنت هنا؟"

باسم أجاب: "جئت مع خالتي التي جاءت لعقد صفقة."

عندما سمع أمين هذه الجملة، بدأت ملامحه المشدودة بالاسترخاء قليلاً.

باسم، الذي كان يبكي، مرر نظره إلى وجه أمين الجاد وقال، "كل اللوم على والدي الذي مات مبكرًا! لو كان عاش لسنوات أكثر، لما كنا في هذا الوضع!"

بدأ باسم يزداد في بكائه، وكلماته عن والده أصبحت أكثر قسوة.

لا يعرف أمين لماذا، لكنه شعر ببعض الانزعاج عندما سمع هذا الطفل يشتم والده.

ربما كان ذلك بسبب إعادة اكتشافه حبه للأطفال بعد لقاءه مع نورة.

ركع الرجل أمام باسم وربت على ظهره بلطف، "الأموات لا يعودون، فارحم نفسك."

حاول باسم كتم ضحكته ومسح دموعه قائلاً: "أنت على حق، الأموات لا يعودون. آمل أن يكون والدي في الحياة القادمة شخصًا صالحًا."

أمين وقف مجددًا وقال: "الأفضل أن لا تتحدث في أمور الكبار، فهي ليست من شأن الأطفال."

أومأ باسم، ثم خرج من الحمام.

“باسم!” صرخت سلوى التي كانت تنتظره طويلاً خارج الحمام.

عندما رأت الطفل يخرج، لوحت له بيدها بحماس، "هنا!"

لكنها تجمدت عندما رأت أمين الطويل القامة يقف خلف باسم.

هل هذا... أمين؟

شعرت سلوى بالخوف.

"خالتي تنتظرني، سأذهب الآن!" قال باسم بابتسامة وهو يلوح لأمين قبل أن يركض إلى سلوى.

"لا يُسمح بإحضار الأطفال إلى العمل في شركة أمين."

بينما كانت سلوى تحاول الابتعاد بسرعة مع باسم، سمعت صوت أمين البارد خلفها، "على الرغم من أنكِ لستِ موظفة في شركتنا، إلا أنني أتمنى في المرة القادمة ألا تحضري طفلاً معك."

قال الرجل ذلك ثم استدار وغادر.

تأفف باسم بهدوء وأدار عينيه إلى الخلف تجاه أمين.

سلوى، التي رأت فعلته، سحبته بسرعة وقالت بصوت منخفض، "كيف خرجت من الحمام معه؟"

أجاب باسم ببساطة: "كنا نستخدم الحمام معًا."

طرقت سلوى رأسه بلطف وقالت، "أنت تعلم أن هذا ليس ما أقصده."

تنهدت وسحبت باسم إلى المصعد، "دعني أخبرك، هذا الرجل هو أمين! أغنى رجل في الدوحة! المبنى بأكمله ملك له!"

"هو ليس فقط ثريًا، لكنه خطير أيضًا. إذا أغضبته، لن نتمكن من البقاء في الدوحة!"

"عليك أن تبتعد عنه في المستقبل!"

أومأ باسم برأسه قائلاً: "فهمت."

لم يكن يريد الاقتراب منه في الأساس.

............

"أبي، هل الطعام الذي صنعته الخالة لذيذ جدًا؟"

سألت نورة وهي ترتدي فستانًا ورديًا وتغمز بعينيها الواسعتين خلال العشاء.

"لا بأس به." رد أمين وهو يأكل، مع تعبير متجهم قليلاً، "الطعم مألوف."

كان يشبه الطعام الذي كانت علياء تعده له من قبل.

من الواضح أن علية بذلت جهدًا كبيرًا لجذب انتباهه.

رفع الرجل عينيه الباردتين تجاه علية التي كانت تقف بجانبه، وسأل ببرود، "هل حدث شيء اليوم؟"

"نعم." أجابت علية وهي تهز رأسها بثقة، "عندما كنت أشتري الخضروات بعد الظهر، التقيت بالسيدة وردة."

"لقد جاءت إليّ وسألتني إن كان لدي نوايا غير شريفة تجاهك."

نظرت علية إلى أمين بجدية، "أشعر أن السيدة وردة تحمل ضغينة تجاهي."

"ولكي لا يؤثر ذلك على علاقتكما، أقترح أن أأتي لرعاية نورة خلال النهار فقط، وأعود إلى منزلي في الليل."

نظرت إلى أمين بجدية، "هل هذا مناسب؟"

كانت علية تود البقاء مع باسم أيضًا، ليس لأن باسم لا يستطيع الاعتناء بنفسه، ولكن لأنها تشعر أن عقله النشط قد يجعله يرتكب بعض الحماقات.

أجاب أمين ببرود، "ليس هناك حاجة."

"هي لا تملك السلطة لتقرير من يعيش هنا."

ابتسمت علية وسألت، "لكنها ليست خطيبتك؟" "أمين، هناك شيء لا أفهمه."

"قرأت في الأخبار أنك ووردة مخطوبان منذ أكثر من خمس سنوات."

"لماذا لم تتزوجها حتى الآن أو تسمح لها بالعيش معك؟"
Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP