الفصل 17
بالتفكير في هذا الأمر، حاولت لينا التملّق إلى يوسف، وقالت بنبرة لطيفة: "مرحبًا بك يا رئيسنا بالصف، حضورك إلى هنا هو شرف حقيقي للقصر الذهبي، وشرف لي أنا أيضًا، تفضل بالدخول سريعًا....."​

لقد ظنت إنه بمدح يوسف ببضع كلمات، سوى ينسى ويتجاهل ما فعلته للتو.

لكنها تهاونت كثيرًا بغضب يوسف وسخطه.

عندما سمع زكي كلمات لينا، اندهش للغاية وسأل: "لينا، هل كنتِ زميلة السيد يوسف؟"

"نعم، نعم!" قالت لينا على عجل: "السيد يوسف كان رئيسنا بالصف في الجامعة، وعلاقتنا جيدة جدًا!"

​ قال زكي على الفور: "رائع، رائع، هذا عظيم! تعالي غدًا إلى مكتب الرئيس التنفيذي لعمل الإجراءات، ومن الآن فصاعدًا سيتم ترقيتكِ لتصبحي مديرة قسم شؤون الموظفين في فندق القصر الذهبي!"

بترقيتها من قائدة فريق إلى مديرة قسم شؤون الموظفين، سيتم رفعها ثلاثة مستويات على الأقل في القصر الذهبي، بل وسيتضاعف راتبها عشر مرات!

بالإضافة إلى ذلك، فإن مديرة قسم شؤون الموظفين تحمل سلطة توظيف وطرد معظم الموظفين، وهي بالتأكيد أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في الفندق.

​ كادت لينا أن تفقد وعيها من شدة الحماس، عندما سمعت هذا الكلام.​

في هذه اللحظة، سأل يوسف ببرود مع تعبير قاتم: "سيد زكي، هل تعرف ما هي علاقتي مع لينا؟"

اعتقد زكي أن يوسف لم يكن راضيًا عن المنصب الذي منحه للينا، لذلك قال على الفور بشكل خائف ومتهيّب: "سيد يوسف، إذا لم تكن راضيًا عن هذا المنصب، يمكنني ترقية لينا مباشرةً لتصبح نائبة رئيس الفندق!"​

أوشكت لينا على البكاء من شدة حماسها!

فإن نائب الرئيس هو ثاني أهم شخص في الفندق! ​

ولكن في هذه اللحظة، قال يوسف فجأة بحدة: "لأنني لا أملك بطاقة عضوية، اتصلت بلينا لتقوم بمساعدتي، لكن في النهاية هي قامت بإهانتي بكل الطرق الممكنة دون سبب، حتى إنها طلبت من الحراس ضربي، وأنت الآن تريد ترقيتها كنائبة لرئيس الفندق، فما معنى هذا؟ هل تحاول إثارة غضبي عمدًا؟"​

صُعق زكي عندما سمع هذا الكلام.

لقد انتهى أمره! لقد كان يحاول التملّق للسيد يوسف، لكنه زاد الأمر تعقيدًا.

ثم توجه بنظره إلى لينا بنظرة يملؤها السخط والغضب.

بعد ذلك مباشرة، صفع لينا بقوة على وجهها ولعنها بغضب: "كيف تجرأتِ على الإساءة إلى السيد يوسف؟ هل تريدين الموت؟"

أصيبت لينا بنوبة من الهلع، ثم ركعت على الأرض وصرخت باكية: "سيد زكي، لقد أخطأت."

طُرح جسد لينا على بعُد عدة أمتار بسبب الركلة القوية التي سددها لها زكي، ثم سبّها قائلًا: "أيتها الوقحة العمياء! سأجعلكِ تعرفين اليوم ثمن الإساة إلى السيد يوسف!"

بعد الانتهاء من جملته، صرخ في وجه حراس الأمن بجانبه: "قوموا بتلقينها درسًا قاسيًا! وقوموا بتحطيم وجهها التي أجرت له العديد من الجراحات التجميلية، ثم أعلنوا في كل أنحاء المدينة الذهبية أن أي شركة تجرؤ على توظيفها في المستقبل، ستصبح عدوًا لي!"​

شعرت لينا بالخوف حتى الموت، وقالت على عجل: "سيد زكي، لقد أخطأت، أرجوك سامحني!"

أخبرها زكي وهو في قمة غضبه: "هل أدركتِ خطئكِ الآن؟ لماذا فعلتِ ذلك بحق الجحيم؟ هل يمكنكِ تحمل الإساءة إلى السيد يوسف؟ اللعنة، لولا السيد يوسف، كنت سأقتلكِ الآن!"

انهارت لينا باكية، ثم ركعت على الأرض وزحفت على طول الطريق إلى يوسف، وترجته وهي تنحني مرارًا وتكرارًا: "يا رئيس الصف، لقد أخطأت، أنا آسفة! أرجوك سامحني من أجل الصداقة التي كانت بيننا......"

سألها يوسف بهدوء: "لينا، بما إننا زملاء، لماذا قمتِ بإهانتي وإهانة زوجتي للتو؟"

بكت لينا بمرارة وقالت: "يا رئيس الصف، أنا لم أكن في وعيي للتو، اللعنة على فمي القذر، أرجوك سامحني....."

قال يوسف: "أنا أعامل الناس بالمثل، وبما إنكِ قد أسئتِ لي، فأنا لن أسامحكِ أبدًا!"

ثم تنهد ببرود وقال: "تحملي عواقب ما فعلتيه بنفسكِ!"

قام زكي بسبّها مرة أخرى: "أيتها العاهرة، إذا تجرأتِ على التحدث بهذا الهراء مع السيد يوسف مرة أخرى، فسوف أمزق فمكِ اللعين!"

لم تجرؤ لينا على استجداء الرحمة مرة أخرى، بل ركعت على الأرض وظلت تبكي بمرارة.

لم يتعاطف يوسف معها على الإطلاق، لكنه تجاهلها ببساطة وقال لزكي بوجه خالي من أي تعبير: "أريد التحدث معك بشأن الحديقة المعلقة، دعنا نذهب إلى مكتبك."

أومأ زكي برأسه على عجل وقال باحترام: "تفضل معي يا سيد يوسف!"

وبعد أن قال ذلك، أشار إلى الحراس وصرخ قائلًا: "اضربوها بقوة!"

"حسنًا يا سيدي!"

لم يجرؤ الحراس على عصيان أوامره، فاندفعوا إلى الأمام مباشرةً، وأمسكوا بلينا وقاموا بضربها ضربًا مبرحًا.

استمرت لينا في النحيب، بينما يوسف تجاهلها تمامًا، ثم توجه إلى داخل الفندق بصحبة زكي.

بمجرد وصوله إلى مكتب زكي، تحدث يوسف في صلب الموضوع مباشرةً: "إن ذكرى زواجي بعد أيام قليلة، أريد حجز الحديقة المعلقة بالكامل، هل يمكنك فعل ذلك من أجلي؟"

قال زكي دون أدنى تردد: "سيدي الشاب، من أجل ضمان العدالة لجميع الأعضاء المتميزين، يتم رفض أي طلب لحجز الحديقة المعلقة بالكامل حتى لو كان هذا الطلب من قِبل كبار القادة في المدينة، لكن بما إنك تريد ذلك، يمكنني حجز الحديقة المعلقة لك أنت وحدك وإلى الأبد!"

قال يوسف بهدوء: "لا داعي لذلك، أريد حجزها في ذكرى زواجي فقط، بالإضافة إلى ذلك، أريدك أن تتعاون معي لإعداد مفاجأة لزوجتي."

قال زكي على الفور: "اطمئن يا سيدي الشاب، أنا وجميع الموظفين في القصر الذهبي سنكون تحت أوامرك!"

.........

استقل يوسف الحافلة بعد أن انتهى من أمر القصر الذهبي، وكان جميع الركاب في الحافلة يتصفحون مقاطع الفيديو القصيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

والمثير للدهشة هو أن الجميع كانوا يشاهدون نفس مقطع الفيديو!

وهو المقطع الذي يظهر فيه يوسف في متجر قصر المجوهرات لشراء القلادة التي بقيمة ثلاثة عشر ملايين!

لقد تم تصوير الفيديو منذ مجيء جابر بذلك المشهد العظيم.

لقد تم نشر كل شيء عبر الإنترنت، بما في ذلك مجموعة سيارات رولز رويس الفاخرة، وعشرات من حراس الأمن الذين يحملون الحقائب السوداء، وثلاثة عشر ملايين نقدًا مُلقاة على الأرض، وإهانة مديرة المبيعات التي كانت تنظر للناس بازدراء.

لكن مقطع الفيديو لم يظهر وجه يوسف.

سرعان ما أصبح هذا الفيديو رائجًا في المدينة الذهبية، وكان العديد من الناس يتكهنون بمن هو ذلك البطل الخارق.

حتى أن العديد من الفتيات أصبحن يحلمن بقصص الأميرات، ويتوقن إلى مقابلة هذا البطل المتواضع ذات يوم.

تنفس يوسف الصعداء أخيرًا، بعدما تأكد عدة مرات أنه من الصعب التعرف عليه من مقطع الفيديو، ثم عاد إلى المنزل.

في هذا الوقت، كان المنزل تملئه البهجة والسعادة.

لقد وقعت شيري على العقد مع مجموعة الإمبراطور، وستصبح مديرة مجموعة آل شريف قريبًا، وتساقطت الدموع من أعين والديها من شدة الفرح.

لقد تم احتقارهم لسنوات عديدة من قِبل أفراد العائلة، والآن حان الوقت ليرفعوا رأسهم ويتفاخروا بهذا النجاح!

لم يشعر كل من والد ووالدة زوجته بالإنزعاج عندما رأوه هذه المرة، وذلك بسبب أن سعادتهم طاغية على كل شيء.

قالت والدة زوجته بحماس: "يا إلهي، أنا سعيدة للغاية اليوم، فإن ابنتي رائعة حقًا!"

بعد أن انتهت من جملتها، نظرت إلى يوسف مرة أخرى وقالت بابتسامة نادرة: "يوسف، أنت تُعد مصدر إلهام لشيري في هذا الأمر أيضًا، ولن تطهي الطعام اليوم، بل سأبحث عن مطعم لتناول الطعام به!"

ابتسمت شيري قائلة: "إذًا فلنذهب إلى كمبينسكي لتناول الطعام الغربي!"

"الطعام هناك باهظ الثمن للغاية!" صرخت والدة زوجته: "وربما ستكون تكلفة الفرد الواحد أكثر من مائة دولار!"

قالت شيري مبتسمة: "أمي، إن راتب مديرة المجموعة مرتفع جدًا أيضًا، سيصل راتبي السنوي إلى مائة ألف دولار."

"يا إلهي!" صفقت والدة زوجته بسعادة وقالت: "هذا رائع، هذا رائع! ستصبح ابنتنا شيري ثرية أخيرًا!"

وتابعت كلامها قائلة: "لكن عليكِ أن تعطيني ما لا يقل عن 70% من راتبكِ المستقبلي، أنتم الشباب لا تفهمون أهمية الإدارة المالية، لذلك فمن الأفضل أن تعطيني المال وأنا سأحتفظ به من أجلكِ!"

أومأت شيري برأسها على الفور، وقالت بابتسامة: "حسنًا يا أمي، سأعطيكِ هذا المبلغ كل شهر، لكننا اتفقنا بألا تقومي بإهانة يوسف في المستقبل، ففي النهاية هو يكون صهركِ!"

ابتسمت والدة زوجته على الفور قائلة: "حسنًا! لن أقوم بإهانته في المستقبل من أجلكِ!"
Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP