تسببت كلمات ياسر الصالح في صدمة كبيرة بين الحضور! نظر الجميع إلى ياسر الصالح بنظرات مختلطة من الدهشة والريبة، وخصوصًا سلمى السعدي، التي كانت ثابتة في مكانها، ولكن قلبها كان يرتجف بشدة. لم تستطع تصديق ما سمعته! هل كان هذا الرجل، الذي اعتبرته عديم الفائدة طوال الوقت، يتحدث بهذه الطريقة أمام الجميع؟! لكن ما أن قال ذلك، حتى ضحكت الجدة الكبرى بقوة، وكأنها سمعت نكتة سخيفة. "هل أنت زوجها؟" قالت الجدة، بينما كانت تضحك. "اسأل سلمى إذا كانت تعترف بك زوجًا! إذا اعترفت، فأنا لن أعتبرها حفيدتي بعد الآن. وإذا لم تعترف، فأنت فورًا خارج عائلة السعدي!" وعندما انتهت الجدة من حديثها، تجمعت كل الأنظار على سلمى السعدي. كانت هذه اللحظة محورية في حياتها. بين الجدة، التي كانت تحظى باحترام كبير في العائلة، وبين زوجها الذي كان يُنظر إليه على أنه مجرد شخص فاقد للهيبة. أيهما ستختار؟ لكن قبل أن يتمكن الجميع من الحصول على إجابة، تقدمت جميلة خالد الطنطاوي بغضب شديد، وصفعت ياسر الصالح بقوة على وجهه. "أنت لا شيء! هل تجرؤ على اتخاذ القرارات بدلاً عن ابنتي؟" صرخت جميلة خالد الطنطاوي في وجهه. "
"أخي أنس، لماذا تفعل هذا؟!" كان هادي السعدي يحتضن ساقه بيد ويمسك بخده المتورم بالأخرى، وهو يبكي بحرقة بلا دموع.لم يجرؤ أحد من الحضور على الاقتراب أو التدخل.رأت الجدة الكبرى أن حفيدها قد تعرض للضرب حتى أصبح في هذا الوضع البائس، فشعرت بالحزن الشديد، وأخذت تصيح مطالبة بعض شباب عائلة السعدي بالمجيء.اقترب الشباب بتردد، كانوا يرتجفون قليلاً، ثم تجمعوا حول أنس سعيد، وبتشجيع من عددهم، رفعوا شجاعتهم وقالوا: "توقف... توقف فوراً!""اللعنة عليك، تجرؤون على منادات الآخرين؟!" كان أنس سعيد غاضباً، رفع عصاه الحديدية عالياً وهو يهدر قائلاً: "أي شخص يجرؤ على التدخل اليوم، سأكسر يده، وإذا استمر، سأكسر يده الأخرى!"عند سماع هذه الكلمات، تجمد الجميع في مكانهم، وازداد خوفهم من أنس سعيد أكثر."تعالوا إلى هنا، اضربوه، إذا حدث شيء، سأتحمل المسؤولية!" قال أنس سعيد، وبعدها اندفع رجاله نحو هادي السعدي وبدأوا في ضربه بوحشية.تجمد الجميع حولهم من الخوف ولم يجرؤوا على التدخل.كانت يد الجدة الكبرى ترتعش من الغضب، وهي تنظر إلى شباب عائلتها، الذين كانوا جميعاً يرفضون النظر إليها."أيها الحمقى، هل ستظلون واق
ما هذا...؟ هذا الصندوق يحتوي على لؤلؤة الليل! لكن هذه اللؤلؤة الليلية، يبدو أنها ليست مثل تلك التي أهداني إياها هادي السعدي! لكن، ما الذي يختلف في هذه اللؤلؤة؟ لم يتمكن الجميع من تحديد الفرق بدقة، فقال أحدهم: "جدتي، أعتقد أن هذه اللؤلؤة الليلية ليست مثل تلك التي أهداك إياها هادي السعدي. هل يمكن أن تكون مقلدة؟ لماذا لا تخرجين اللؤلؤة التي أهداك إياها هادي السعدي ونقارن بينهما؟" "نعم، جدتي، في حال أردنا شراء لؤلؤات ليلية في المستقبل، سيكون من الجيد أن يكون لدينا مرجع!" سمعت الجدة الكبرى تعليقاتهم، فأومأت برأسها، وأشارت للخدم لإحضار اللؤلؤة التي أهداها إياها هادي السعدي. وضعت اللؤلؤتان جنبًا إلى جنب، فلاحظ الجميع الفارق. إحداهما، تحت الضوء، كانت باهتة جدًا، بينما الأخرى كانت تشع بضوء ناعم، كضوء القمر، هادئًا ودافئًا. لحظة، تجمد الجميع في أماكنهم! هل كانت لؤلؤة هادي السعدي حقًا مشرقة بهذا الشكل؟ لماذا عندما أضاءنا الأنوار اختفت إشراقتها؟ هل السبب هو أن الإضاءة في القاعة قوية جدًا؟ "أطفئوا الأنوار!" أمرت الجدة الكبرى. وبمجرد إطفاء الأنوار، أصبح الجميع قادرًا
في منزل ماجد الدين، استفاقت جميلة خالد الطنطاوي من غيبوبتها، وكانت تنظر إلى ماجد الدين في يأس، غير مصدقة لما حدث. لم تتخيل يومًا أن الشخص الذي كانت تعتبره صهرًا مثاليًا سيقوم بما فعله الآن. كانت هي وسلمى السعدي مقيدتين بإحكام، لا تستطيعان التحرر. "أين أنتم؟! انقذوني!" صاحت جميلة خالد الطنطاوي بصوت عالٍ. "ششش!" وضع ماجد الدين إصبعه على شفتيه موجهًا لها إشارة بالصمت، ثم ابتسم ابتسامة خبيثة وقال: "لا تزعجي نفسك بالصراخ، حتى لو مزقتِ حنجرتك لن يسمعك أحد. النوافذ والأبواب في منزلي معزولة تمامًا." كانت جميلة خالد الطنطاوي مليئة بالندم، لماذا لم تكتشف في وقت مبكر هذا الشخص الماكر؟ قبضت يدها بقوة، وقالت: "ماجد، أطلق سراحنا الآن، ما تفعله هو جريمة، ولديك مستقبل عظيم، لا تدمره من أجل شيء تافه." "اخرسي!" اقترب ماجد الدين، وأمسك بشعر جميلة خالد الطنطاوي بعنف، صارخًا: "تدمير مستقبلي؟ أخبرك، مستقبلي انتهى منذ زمن! لقد قضيت عقودًا في السوق، وبنيت ثروتي بصعوبة، لكن فجأة عائلة الصالح قررت طردني، وها أنا ضاعت كل تعب السنين!" "ماذا... ماذا تقول؟ طُردت من عائلة الصالح؟" قالت سلمى السعدي
"هل تقولين هذا بجد؟" "أليس هذا حلمًا؟ أنا على وشك الحصول على مجموعة " أسرار الجمال"!" تجمعت الفتيات حول بشرى سعاد، وهن في قمة الحماس، حيث وعدت رئيسة مجموعة بشرى سعادها شخصيًا بأنهن سيحصلن على مجموعة " أسرار الجمال" من مستحضرات التجميل، وكان الحديث عن ذلك يجعلهن في غاية الفخر. لكنهن لم يكن يعرفن أنه لولا موقف ياسر الصالح، لما تجرأت بشرى سعاد على قول ذلك. "أيتها الجميلات!" قالت بشرى سعاد وهي ترفع يدها لتطلب الهدوء، ثم أضافت: "كم مجموعة من " أسرار الجمال" تحتاجون، دعوا السيد صالح يخبرني في وقت لاحق. لدي بعض الأمور العاجلة في شركتي، لذلك سأتوجه الآن، ولكنني تركت لكم هدية هنا." "السيدة بشرى، من هو هذا السيد صالح؟" قبل أن تتمكن أي من الفتيات من السؤال، كانت بشرى سعاد قد غادرت من الباب. إذا لم يتمكنَّ الآن من العثور على هذا الشخص الغامض، فمن أين لهن بالحصول على مجموعة " أسرار الجمال"؟ في تلك اللحظة، وقف فهد زايد، رئيس عائلة الفهد، وتوجه إلى الجدة الكبرى قائلاً: "جديتك ذات علاقات واسعة، وأنا معجب جدًا بذلك. لدينا في عائلتي مشروع جيد، لماذا لا نتعاون معًا؟" من هو فهد زا
"ياسر، قم بتفريغ ماء غسل الأقدام."جلست امرأتان على الأريكة، وقد انتهيتا لتوّهما من نقع أقدامهما. كانت ملامحهما تعكس الكسل والدلال، بجمالٍ لا يُقارن.هاتان المرأتان هما زوجة ياسر الصالح وصديقتها المقربة. عند سماع أمر زوجته، انحنى ياسر الصالح ليصب ماء غسل الأقدام دون أن يجرؤ على الاعتراض. فما الذي يمكنه فعله وهو صهر بلا قيمة أو مكانة؟ مرّت سنتان على زواجه، ولم يكن له أي سلطة تُذكر داخل المنزل. كانت زوجته ووالدتها كثيرًا ما تصرخان في وجهه لأتفه الأسباب، وإذا حاول الرد، لم تترددا في طرده من المنزل. في هذا البيت، مكانة ياسر الصالح كانت أدنى من مكانة كلب.مرّ عامان على زواجه من سلمى السعدي، ولم يلمس يدها حتى! بل كان ينام كل ليلة على الأرض لأن سلمى السعدي لم تكن تطيقه، وكانت تزدريه من أعماق قلبها، معتبرةً إياه غير جدير بأن يُسمى رجلًا. تنظيف الملابس، إعداد الطعام، وترتيب المنزل كانت مهامه اليومية، إضافةً إلى تحضير ثلاث وجبات منتظمة. قبل بضعة أيام، أخطأ بوضع كمية زائدة من الملح أثناء الطهي، فتعرض للتوبيخ كأنه طفل صغير لمدة نصف ساعة كاملة.وفي إحدى الليالي، استيقظت سلمى ا
في تلك الليلة، ظل ياسر الصالح يتقلب على الأرض حتى الساعات الأولى من الصباح، ولم يتمكن من النوم إلا بصعوبة. لكنه لم يهنأ بالنوم طويلًا، إذ سمع فجأة صوت والدة زوجته تناديه من الخارج: "ياسر الصالح! استيقظ بسرعة واصطحب سلمى إلى عملها!" كان ياسر الصالح ما يزال غارقًا في النوم، يظن أن ما يسمعه جزء من حلم، فقلب جسده وأكمل نومه. لكن بعد لحظات، فُتح الباب بعنف ودخلت جميلة خالد الطنطاوي إلى الغرفة. وبنبرة مليئة بالتعالي، قالت وهي تركله بقدمها: "هل أنت أصم؟ ألم تسمع ما قلته؟" رغم أن جميلة خالد الطنطاوي تجاوزت الأربعين من عمرها، إلا أنها كانت تعتني بمظهرها جيدًا، فتبدو وكأنها في الثلاثينيات. كان جمالها الناضج وملامحها المليئة بالثقة لا يزالان واضحين. شعر ياسر الصالح بالألم في ظهره واستيقظ بصعوبة، لينظر إلى والدة زوجته التي كانت تقف أمامه بوجه متجهم. بدا عليه الارتباك التام. هل الشمس أشرقت من الغرب اليوم؟! لم يحدث مطلقًا، خلال أكثر من عامين من الزواج، أن ظهرت سلمى السعدي برفقته علنًا. كانت دائمًا ترى فيه مصدر إحراج لها. فكيف تطلب منه اليوم إيصالها إلى العمل؟! وبينما كا
"مرحبًا، أنا ياسر الصالح. إذا أردتم مساعدتي لإنقاذ العائلة، لدي شرطين عليكم تحقيقهما." "أولًا، أريد عقدًا من سلسلة 'مدينة السماء' للمصمم الفرنسي آلان. ثانيًا، هل يوجد شخص في العائلة يدعى ماجد الدين؟ أريد رؤيته مفلسًا." أنهى ياسر الصالح المكالمة دون أن ينتظر تأكيد الطرف الآخر أو حتى الرد عليه. في تلك اللحظة، اهتز هاتفه. كانت رسالة نصية من سلمى السعدي: "ياسر، الحفل السنوي لعائلة السعدي الليلة. اشتري ملابس جديدة، لا تجعلني أشعر بالإحراج." ---منتجع جبل الذهب في مدينة صبياء، هو التجمع الحصري لأثرياء مدينة صبياء. أولئك الذين يعيشون هناك هم شخصيات بارزة، سواء بالمال أو النفوذ. حتى لو كنت ثريًا، قد لا تكون قادرًا على شراء فيلا هناك. وكان هذا هو المكان الذي قرر فيه ياسر الصالح مقابلة زعيم عائلة الصالح. جلس ياسر الصالح على كرسي الاسترخاء بكل أريحية، بينما جلس أمامه زعيم العائلة، عمه الثاني أحمد الصالح. نظر أحمد إلى ياسر الصالح بنظرة متأملة، وابتسم قائلاً: "يا ياسر، لم أرك منذ عامين، لكن يبدو أنك لم تتغير على الإطلاق." رد ياسر الصالح بلا مبالاة: "عمي، دعك من الم