الفصل 14
"بطاقة... بطاقة الذهب الأسود؟"

"ما هذه البطاقة؟ لم أسمع بها من قبل!" تساءل أفراد عائلة السعدي الجالسين بجانبهم بدهشة.

لكن عندما قالت ندى شريف هذا، ركز الجميع أنظارهم على البطاقة التي كانت في يد النادل.

كانت البطاقة أنيقة جدًا، باللون الاسود بالكامل، وكان السحاب الذهبي على الوجه الأمامي من الذهب المشغول. أما البطاقة نفسها فكانت مصنوعة من الذهب، وعلى الجهة الخلفية منها كُتبت كلمة ياسر الصالح بالخط العربي.

هل هي حقًا بطاقة الذهب الأسود؟!

إذا كانت بطاقة الفخامة التي يملكها هادي السعدي تتطلب 1.4 مليون دولار على الأقل في الحساب، فإن هذه البطاقة الأكثر رقيًا والتي تصدرها البنوك التجارية تتطلب حسابًا يحتوي على 3 مليار دولار.

الفارق بين هادي السعدي وياسر الصالح كبير للغاية، قد يصل الفارق إلى 100 بطاقة الفخامة.

حتى نادر هشام لا يملك المؤهلات للحصول عليها، ومن المحتمل أن لا يكون هناك أحد في مدينة صبياء قادرًا على جمع هذا المبلغ.

كانتا سلمى السعدي وجميلة خالد الطنطاوي مندهشتين تمامًا من كلام ندى شريف، وظلتا تحدقان في البطاقة دون أن تتمكنا من قول شيء.

"ها! من يعلم إذا كانت حقيقية أم لا، ربما هذه البطاقة مزيفة!" قال أحدهم فجأة من بين الحشود.

ومع هذه الجملة، بدأ الجميع يثرثرون.

"نعم، هو شخص فقير، كيف يمتلك بطاقة الذهب الأسود؟"

"بالضبط، هذه البطاقة مزيفة، ربما هو جلب شخصًا لعمل بطاقة مزيفة له."

"نعم، بالتأكيد هكذا!"

وهكذا، تبادل الجميع الكلمات، كل واحد منهم يطرح تعليقًا، حتى كشفوا "الحقيقة" تدريجيًا.

"ياسر، رغم أنك قليل الحيلة وضعيف، لكن ليس عليك أن تتظاهر بأنك شخص غني." قال هادي السعدي محاولًا إهانته قدر المستطاع، وأضاف: "في هذه الدنيا هناك أمران لا يمكن إخفاؤهما، الأول هو السعال، والثاني هو الفقر، وأنت يجب أن تقبل قدرك، يا تافه."

لم يعطِ ياسر الصالح أي اهتمام لكلامه، فقط ابتسم ولم يرد.

في هذه اللحظة، اقتربت سلمى السعدي منه، وعندما رأت النادل يبتعد، أمسكت بذراع ياسر الصالح وقالت بقلق: "أسرع، أسرع وأعد البطاقة! أنت أعطيتهم بطاقة مزيفة، ألا تخجل؟"

"أعدها؟ لماذا أعدها؟" ابتسم ياسر الصالح وقال: "ماذا لو تمكّنوا من تمريرها حقًا؟"

فورًا، انفجر الحشد في ضحك عارم.

"هههه، والله ضحكتني!"

"يا إلهي، احترس، بطني تؤلمني من كثرة الضحك!"

"كيف يمكن للبطاقة المزيفة أن تُمرر؟"

"لا تضحكوا، ربما إذا تم مسحها، قد تحدث معجزة..."

بعد تسوية الفاتورة، بدأت أفراد عائلة السعدي في مغادرة المكان واحدًا تلو الآخر. انتظر نادر هشام حتى غادر معظم الناس، ثم أمسك بياسر الصالح بهدوء وأدخله السيارة.

"يا سيدي، عشر سنوات مضت... لقد كبرت!" قال نادر هشام بلهجة متحمسة وهو يقود السيارة.

"أنت... شخص جيد، لم أخطئ فيك." قال ياسر الصالح بهدوء.

"كل هذا بفضل كرمك، لو لم يكن دعمك لي، لما كنتُ اليوم نادر هشام." قال نادر هشام، وكان سعيدًا كطفل صغير لسماع الثناء من ياسر الصالح.

"لكن إلى أين تأخذني؟" سأل ياسر الصالح.

"ابقَ مستعدًا، وستعرف قريبًا..." قال نادر هشام بحماسة، وكانت يده ترتجف من شدة التوتر.

"مليء بالغموض..." همس ياسر الصالح وهو يربط حزام الأمان.

"آه آه، لا تكن متحمسًا هكذا، قُد السيارة بهدوء... احترس من السيارات القادمة..."

كانت السيارة تسير بسرعة كبيرة، حتى توقفت أمام مدخل فندق البستان وهو واحد من أرقى الفنادق الليلية في مدينة صبياء.

إذا أردت الترفيه هنا، يجب أن تدفع مبلغًا كبيرًا، فحتى دخول الفندق يتطلب مبالغ كبيرة جدًا.

بعد نزوله من السيارة، رأى ياسر الصالح أن الفندق كان مزدحمًا بالسيارات الفاخرة والسيارات الرياضية، وكان الجميع هنا إما للاسترخاء أو للبحث عن فرص.

"لماذا جئنا إلى هنا؟" قال ياسر الصالح وهو يعبس حاجبيه، إذ لم يكن يحب الأماكن التي تختلط فيها الأجناس والأنواع.

"هنا يوجد شخص تعرفه." قال نادر هشام مبتسمًا: "هل تذكر أمجد عبد العزيز؟ صاحب فندق البستان."

أمجد عبد العزيز؟

تذكر ياسر الصالح هذا الاسم بعد لحظة، فقبل عدة سنوات، عندما كان لا يزال الوريث الأكبر لعائلة الصالح، كان قد تعامل مع هذا الشخص. في ذلك الوقت، كان أمجد عبد العزيز مجرد موظف بسيط في عائلة الصالح. لكن بسبب تصريحاته المثيرة، اعتقد ياسر الصالح أنه شخص ذو إمكانيات، فترقى ليصبح مشرفًا.

بعد أن أمضى عامين بجانب ياسر الصالح، استقال وبدأ مشروعه الخاص.

"يا سيدي، تفضل بالدخول إلى الغرفة الخاصة، سأكون مع أمجد عبد العزيز هناك لنجهز لك مفاجأة، وأعدك أنها ستكون شيئًا ستحبه." قال نادر هشام بأدب.

قبل أن يرد ياسر الصالح، كان نادر هشام قد غادر مسرعًا.

"هذا نادر هشام..." قال ياسر الصالح وهو يهز رأسه، ثم دخل الفندق.

لا عجب أن فندق البستان هو الأكثر شهرة في مدينة صبياء، حتى موظفات الاستقبال أمام الباب تم اختيارهن بعناية، وكل واحدة منهن كانت من أجمل الفتيات.

كان ياسر الصالح في مزاج جيد، يمشي مبتسمًا وهو يدخل الفندق.

كان الفندق قد امتلأ بالفعل عن آخره، وضج المكان بالأصوات، بينما كان الرجال والنساء يرقصون بحرية وسط الموسيقى الصاخبة، مستمتعين بطاقاتهم الزائدة.

"لماذا أشعر أنني غير متناسب مع هذا المكان؟ هل أصبحت عتيقًا عن هذا العصر؟" فكر ياسر الصالح للحظة، لكنه قرر أن يبحث عن الغرفة الخاصة أولًا.

بينما كان يبحث عن الغرفة الخاصة، سمع صوتًا مألوفًا من خلفه: "أوه، أليس هذا ياسر الصالح؟ أنت هذا الفاشل، كيف تجرؤ على القدوم إلى الفندق للتسلية وراء ظهر سلمى؟"

استدار ياسر الصالح نحو الصوت.

رأى امرأة ترتدي بنطال جلد أسود وجسمها طويل، كانت تقف وراءه. كان الإضاءة في الفندق خافتة قليلاً، وعندما اقترب، اكتشف أن هذه المرأة هي ليلى مهدي.

"ظننتك شخصًا آخر، هل هي ليست ابنتي التي اعترفت بها قبل يومين؟" قال ياسر الصالح مبتسمًا، "لماذا لا تناديني الآن بـ 'أبي'؟"

"اسكت!" تغيرت ملامح ليلى مهدي على الفور. كانت قد دعمت هذه الليلة لعميل كبير في الفندق، وإذا وقعت صفقة معه، فسيكون لها عمولة تصل إلى 300 ألف دولار. لم تتوقع أبدًا أن تصادف ياسر الصالح هنا.

"هل تصدق أنني سأتصل بسلمى الآن؟"

"اتصلي بها، أنا جالس في مكانة صحيحة، لم أفعل أي شيء خاطئ تجاهها، فلماذا يجب أن أخاف؟" رد ياسر الصالح ضاحكًا، ولم يهتم حتى بتهديدها.

"أنت..." كانت ليلى مهدي عاجزة عن الرد، ولم تستطع التحدث. وعندما لاحظت أنها لا تستطيع التأثير على ياسر الصالح، بدأت في السخرية: "ماذا تفعل هنا في فندق البستان ؟ هل تعتقد أنك قادر على دفع الفاتورة؟ ربما عليك أن تجعل سلمى تأتي لتدفع الفاتورة عنك؟"

"هل ستسألني إن كان لدي مال أم لا؟" رد ياسر الصالح بابتسامة، وأشار إليها قائلاً: "أريد فقط أن أعرف، متى ستنادينني بـ'أبي'؟"

في تلك اللحظة، ظهر رجل ضخم من بين الحشود واقترب من ليلى مهدي، وقال لها: "يا ليلى، هل تريدين أن أتعامل مع هذا الصغير؟"

ابتسمت ليلى مهدي وقالت: "ياسر، هل تعرف من هو هذا الرجل؟ إنه قائد أمن فندق البستان ، إذا اعتذرت، سأتركك في حالك، ما رأيك؟"

كان اسم قائد الأمن هو أنس سعيد، وهو عميل كبير لليلى مهدي. وإذا أردت أن تنطقها بشكل دقيق، يمكن القول إنه "حارس البوابة".

كان أنس سعيد طويل القامة ووجهه مليء بالتجاعيد القاسية، بدا وكأنه شخصية مرعبة، وكان معروفًا في أوساط الفنادق الليلية في مدينة صبياء.

الفنادق الليلية مليئة بمختلف أنواع البشر، وإن لم يكن هناك من يسيطر على المكان، فإن الأمور ستكون فوضوية.

"ألم تسمع كلام ليلى؟ اعتذر بسرعة!" قال أنس سعيد بنبرة تهديد.

اعتذر؟

ضحك ياسر الصالح وهز رأسه، ولم يرد بل سأل: "أين الغرفة الخاصة، لو سمحت؟"

"أوه، استمر في السير للأمام، وعندما تصل إلى النهاية سترى الغرفة!" رد أنس سعيد بدهشة، وأجاب على سؤاله دون تفكير.

"شكرًا." قال ياسر الصالح، وأومأ برأسه ثم توجه مباشرة نحو الغرفة الخاصة.

في تلك اللحظة، أدرك أنس سعيد ما يحدث، فصرخ فجأة: "يا صغير، توقف الآن!"

Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP