قصر النجوم. كانت هذه أرقى وأفخم فيلا في المنطقة، حيث تمتد على مساحة عشرين ألف متر مربع.حديقة، مسبح، ملعب غولف...... كل ما يمكن تخيله كان متوفرًا هنا. قاعة الفيلا. جلست ليلى عبد الرحمن على أريكة ناعمة، وهي تنظر إلى الفيلا التي تشبه القصور الملكية، شعرت بالذهول وعدم التصديق.كانت تعلم أن جدها اختار لها زوجًا، وكانت تعرف أن أي رجل لديه كرامة لن يقبل الزواج منها، ولن يرضى بالانتقال إلى عائلة عبد الرحمن كزوج مُدخل.لم تكن تعرف هوية هذا الزوج، لكنها توقعت أنه شخص يسعى وراء المال والمكانة، ويريد الاستفادة من عائلة عبد الرحمن لتحقيق طموحاته. لكنها لم تتوقع أبدًا أن يأخذها هذا الزوج إلى مكان يشبه الحلم. ركع عمران بن خالد على الأرض، ومد يده نحو الحجاب الذي يغطي وجهها. "لا......!" فزعت ليلى وحاولت الابتعاد بسرعة، وهي تفكر في أن مظهرها بشع، وأن جسدها مليء بالندوب؛ فكانت تخشى أن يُصاب هذا الرجل الذي أصبح زوجها بالصدمة إذا رأى وجهها. لكن عمران أصرّ وأزال الحجاب عن وجهها. شعرت ليلى بتوتر شديد، وقلبها يخفق بسرعة حيث أحست بخجل كبير وكأنها تود أن تنشق الأرض وتبلعها. رفع
غابت ليلى عبد الرحمن عن المنزل لمدة عشرة أيام، ولم يحاول أحد من عائلتها البحث عنها.في نظر عائلة عبد الرحمن، كانت ليلى عاراً على العائلة وأضحوكة مدينة السلام، فبدون وجود ليلى، اعتقدوا أن أعمال العائلة ستزدهر أكثر. بعد أن استعادت ليلى جمالها، ذهبت مع عمران بن خالد لتسجيل الزواج، ثم عادت إلى المنزل. كان يوسف عبد الرحمن لديه ثلاثة أبناء.الأكبر حازم عبد الرحمن، الأوسط مازن عبد الرحمن، والأصغر طارق عبد الرحمن.بسبب وضع ليلى، كان طارق والدها غير محبوب داخل العائلة، رغم عمله بجد وتفانيه الكبير في خدمة مصالح العائلة، إلا أن مكانته كانت متدنية للغاية ولم يكن له أي كلمة مسموعة. على الرغم من كونه مديراً في شركة العائلة، إلا أنه لم يكن يمتلك أي أسهم في الشركة. كان يتقاضى راتباً شهرياً فقط دون أي حصة من الأرباح، مما جعل وضع أسرته المالي صعباً للغاية. بالكاد تمكن من شراء منزل ولكنه كان يدفع أقساط القرض الشهري. "يا عمران، هذا هو منزلي." قالت ليلى وهي تشير إلى الباب المغلق بإحكام، ثم أضافت "لا يمكن مقارنته بقصورك الفاخرة." أمسك عمران يدها وابتسم قائلاً "طالما أنكِ معي، فأينم
بعد مغادرة منزل عائلة عبد الرحمن.كانت ليلى تبكي بحزن، وقالت "يا عمران، أنا آسفة أنا ضعيفة، حتى في شؤون زواجي لم أتمكن من اتخاذ القرار."أمسك عمران بن خالد بيدها وقال "ألم يقل جدي أنه إذا تمكنت من الحصول على طلبية من مجموعة الفجر الطبي، سيعترف بكِ كزوجتي؟""لكن، إنها مجموعة الفجر الطبي......" كانت ليلى تعبيرها مليئًا بالقلق.كونها من مدينة السلام، كيف لها ألا تعرف مجموعة الفجر الطبي؟إنها مجموعة دولية كبيرة، دخلت مدينة السلام منذ سنوات قليلة وطلبات مجموعة الفجر الطبي تقريبًا تحت سيطرة العائلات الأربع الكبرى في المدينة.ابتسم عمران بن خالد وقال "إذا لم نجرب، كيف سنعرف إن كان بإمكاننا النجاح؟"فجأة، تذكرت ليلى شيئًا وقالت "صحيح، تذكرت! لدي صديقة من أيام المدرسة الثانوية تعمل في مجموعة الفجر الطبي، وهي مسؤولة عن أحد الأقسام، سأذهب إليها وأطلب منها مساعدتي في الترتيب، ربما يمكننا لقاء كبار المسؤولين في المجموعة.""حسنًا."أمسك الاثنان يدي بعضهما البعض، واتجها نحو المنزل.كان منزل ليلى يقع في نفس المنطقة السكنية التي تقع فيها فيلا عائلة عبد الرحمن ولكن فيلا عائلة عبد الرحمن كانت ق
عائلة الصقور، أولى عائلات النخبة في مدينة السلام. اليوم هو يوم يحتفل به عائلة الصقور، أولًا لأن مجموعة الصقور الدولية التابعة لهم قد وقعت اتفاقًا مع مجموعة الفجر الطبي لتصبح شريكًا استراتيجيًا دائمًا، مما يرفع مكانة عائلة الصقور إلى مستويات جديدة. وثانيًا لأن كبير العائلة رائد الصقري، يحتفل ببلوغه الثمانين عامًا. أمام فيلا عائلة الصقور، تراصت السيارات الفاخرة وامتلأت ساحة القصر بالشخصيات البارزة من مدينة السلام، للاحتفال بعيد ميلاد رائد الصقري الثمانين ولتقديم التهاني لعائلة الصقور ولشراكتهم الجديدة مع مجموعة الفجر الطبي. "عائلة العابد أهدت لنا تمثال الزمرد الثمين بقيمة مليونيْن، متمنين لرائد الصقري حياة طويلة وسعادة دائمة." "عائلة الزهراني أهدت لنا خاتم الماس النادر بقيمة خمسة ملايين، متمنين لعائلة الصقور مزيدًا من الازدهار." "عائلة الجابر أهدت لنا عقد الياقوت الأحمر الفاخر بقيمة ثلاثة ملايين......" أمام بوابة القصر، كانت موظفة الاستقبال تحمل الميكروفون وتعلن باستمرار عن هدايا الضيوف. في قاعة القصر كان رائد الصقري يرتدي ثوبًا أخضر وعلى الرغم من بلوغه الثمانين ع
في صباح اليوم التالي، تلقى عمران بن خالد مكالمة هاتفية من ليلى عبد الرحمن."يا زوجي، لقد تواصلت مع إحدى زميلاتي من المدرسة الثانوية وقد وافقت على مساعدتي، بل ورتبت لنا لقاءً مع رئيس مجلس إدارة مجموعة الفجر الطبي ياسين الياسمين؛ أين أنت الآن؟ لنذهب معًا إلى المجموعة ونحصل على الصفقة وحينها سيعترف جدي بك رسميًا،" جاءت كلمات ليلى عبر الهاتف بصوت مليء بالحماس."انتظري في المنزل، سأكون عندك حالًا."أنهى عمران المكالمة بسرعة ونهض من سريره، ثم استعد وخرج من المنزل."سيدي عمران، إلى أين الوجهة؟" سأله الصقر الصغير الذي كان ينتظره بجانب السيارة."إلى منزل ليلى.""تفضل بالصعود يا سيدي."ركب عمران السيارة السوداء غير المسجلة وانطلق الصقر الصغير بها متجهًا بسرعة نحو منزل ليلى.عند وصولهم، انتظر عمران خارج المجمع السكني الخاص بها ولم يمضِ وقت طويل حتى خرجت ليلى.كانت قد اهتمت بمظهرها بعناية اليوم، فقد ارتدت فستانًا أنيقًا ومثيرًا يعكس جمالها، بينما انسدلت خصلات شعرها الأسود الطويل على كتفيها، ما أضفى عليها لمسة من الحيوية والجاذبية."زوجي!"رأت ليلى عمران واقفًا بجانب السيارة السوداء، فهر
كريم الحسن كان واثقًا تمامًا من نفسه وهو ينظر إلى ليلى عبد الرحمن. فمن خلال منصبه كمدير مسؤول عن العلاقات مع الشركات الأخرى، استغل هذا الدور لابتزاز العديد من النساء للحصول على طلبات عقود؛ في البداية، كن يرفضن ولكن بعد فترة، معظمهن كُنّ يقدمن أنفسهن بأنفسهن.جميلة عارف كانت تسعى جاهدة لدفع ليلى للقبول،. ففي حال وافقت ليلى، سيحصل كريم على مراده، مما سيعود عليها بفوائد لا حصر لها.اقتربت جميلة من ليلى وسحبتها جانبًا وقالت بنبرة نصح: "يا ليلى، أنا أفهم أنكِ مررتِ بالكثير من المعاناة خلال السنوات الماضية، الآن، بعد أن استعدتِ جمالكِ وأصبحتِ بهذا الجمال عليكِ استغلال هذه الفرصة، فشباب المرأة لا يدوم طويلًا وإذا ضاعت هذه الفرصة، فلن تعود."ردت ليلى بحزم: "أنا متزوجة ولن أفعل ذلك أبدًا."تغيرت ملامح جميلة إلى الغضب وقالت بازدراء: "يا ليلى لا تكوني غبية، كريم الحسن يمنحك هذه الفرصة ويعتبركِ محظوظة؛ إذا أغضبته، فلن تحصل عائلتكِ عبد الرحمن على أي صفقة مع مجموعة الفجر الطبي مرة أخرى."توجهت ليلى نحو عمران بن خالد وقالت بتوتر: "عمران......"لكن عمران تجاهل ما قيل وأشار إلى مدخل مجموعة الفج
هز عمران بن خالد كتفيه وقال: "ما علاقة هذا بي؟ أنا مجرد يتيم، كيف لي أن أعرف شخصية كبيرة مثل ياسين الياسمين؟" ردت ليلى عبد الرحمن بتهكم: "لا تحاول التظاهر! ماذا عن قصر النجوم؟" أجاب عمران بابتسامة: "أنا لا أستطيع تحمل تكاليف العيش في قصر النجوم، القصر يخص أحد أصدقائي من دار الأيتام الذي سافر إلى الخارج وعندما علم أنني بلا مكان للإقامة سمح لي بالعيش هناك لرعاية المنزل." "هل هذا صحيح؟" قالت ليلى وهي تنظر إليه بريبة. "بالطبع صحيح، لماذا؟ هل إذا لم يكن قصر النجوم ملكي ستطلبين الطلاق؟ هل أنتِ بهذه المادية؟" "بالطبع لا!" قالت ليلى وهي ترفع شفتيها بحركة طفولية، ثم أضافت: "لقد أنقذتني وجعلتني أستعيد حياتي، أنا زوجتك الآن وإذا كنت فقيرًا فلا بأس، سأعتني بك بنفسي!" ضحك عمران وقال: "زوجتي الغالية، لقد أخطأت بحقك." في تلك اللحظة، اقتربت امرأة من نافذة السيارة بسرعة وبدت وكأنها تركض هاربة. شعرها كان مبعثرًا، ووجهها يحمل علامات كدمات واضحة. كانت جميلة عارف. لم تمض لحظات حتى ظهر كريم الحسن خلفها وأمسك بشعرها بقوة ودفع رأسها نحو زجاج السيارة. ارتطم رأسها بالزجاج بقوة، مما
هي شقيقة سامر عبد الرحمن، اسمها مريم عبد الرحمن، وهي ابنة حازم عبد الرحمن، الابن الأكبر ليوسف عبد الرحمن.عندما دخلت المنزل، رأت ليلى عمران وزوجها عمران بن خالد وألقت عليهما نظرة فاحصة. ثم اقتربت من يوسف عبد الرحمن،وأخرجت هاتفها لتريه خبراً.عندما قرأ يوسف الخبر الذي يظهر فيه ياسين الياسمين وهو ينحني ويستقبل ليلى عبد الرحمن في مبنى مجموعة الفجر الطبي، بدت عليه علامات الصدمة. ياسين الياسمين! رئيس مجلس إدارة مجموعة الفجر الطبي، الشخصية التي تخشى منها جميع عائلات مدينة السلام، حتى العائلات الأربعة الكبرى. أمسك يوسف بعقد الصفقة على الطاولة،وتأكد أنه حقيقي بقيمة عشرة ملايين. انفجر ضاحكاً بفرح: "هاهاها، ليلى! لقد قمتِ بعملٍ رائع، أنتِ حقاً من عائلة عبد الرحمن، أخيراً يمكننا أن نرفع رأسنا في مدينة السلام!" "جدي وماذا عن عمران؟" "ماذا؟ سيد عائلة الصقور هنا؟" دخلت امرأة في منتصف العمر إلى الغرفة. كانت هدى الجبوري، والدة ليلى عبد الرحمن. ما إن دخلت حتى رأت عمر الصقري، فاقتربت منه بابتسامة متملقة: "يا سيد عمر، طالما سمعت عن شهرتك، ماذا تعتقد عن ابنتي ليلى؟ إذ