"جاسر......""أنا آسف، لقد عدتُ متأخرًا." قال جاسر.عبست سلمى.هل هذا بسبب خداع حواسّه؟لقد شعرت دائمًا أن جاسر في هذه اللحظة كان مختلفًا تمامًا عن الرجل المتحفظ والبعيد عادةً، ويبدو إنه أصبح لديه فجأة المشاعر والرغبات الطبيعية للبشر."هل أخطأت في المنزل؟ دعني أذهب أولًا....." كانت سلمى تتلوى بجسدها.ولم تفهم ما كان يقوله على الإطلاق."من الآن فصاعدًا، سأكون معكِ." تحدث جاسر بجدية في أذنها، وهو لا يشعر بمقاومتها على الإطلاق.كأنه يعطيها وعدًا."جاسر.....آه!" صرخت سلمى.قام جاسر بعناقها وحملها من خصرها فجأة.هل هذا الشخص لديه هواية عناق الناس؟ !"لا تؤذي قدميكِ." همس جاسر في أذنها."....." لقد اعتقدت إنه ثمل للغاية، لكنه لا يزال بإمكانه الانتباه لإصابة قدمها في هذه اللحظة.إذًا، أليس ثملًا؟ !بمجرد أن اكتشفت سلمى ذلك، لم تتمكن من كبح مقاومتها المحمومة ولو لنصف ثانية.لم يكن جاسر ثملًا، ولكن بعد الشرب، أصبح جسده ضعيفًا بعض الشيء، فكان يمكنه عناق سلمى المسالمة ببساطة، ولكن كان من الصعب حقًا أن يعانق سلمى اللغير مطيعة."لا تتحركي." كان صوت جاسر يحتوي على بعض السخط والتهديد."انزلني، يمكنني
"سلمى، لماذا أنتِ هنا؟" قال وسام وهو يتخذ وضعية دفاعية لوعد التي تقف خلفه."لقد جئت لأحزم أغراضي." قالت سلمى بنبرة باردة.إنها متبلّدة الشعور حقًا.لا ينبغي أن يكون لديها أي تقلبات عاطفية لهذين الزوجين الحقيرين، فهما لا يستحقان حقًا.تجاهلت سلمى الشخصين الموجودين في المكتب ودخلت مباشرةً."هل تحبين استخدام الأشياء المستعملة كثيرًا؟" قال سلمى لوعد، "ألم يكن من الأفضل أن تنتظري حتى أقوم بحزم أغراضي، ثم تقومي باستخدام أشياء جديدة؟"جملة مزدوجة المعنى.تحول وجه وعد إلى اللون الأحمر."سلمى، لقد جاءت وعد اليوم إلى الشركة لترى عرض الملابس للموسم الجديد، ثم اصطحبتها لزيارة مكتبكِ، فلا تسيئي الفهم." أوضح وسام."إذًا متى لا أكون قد أسئت الفهم؟ عندما أراكما في سرير واحد؟" قالت سلمى بسخرية."أنا لا أتحدث عن علاقتي مع وعد." تغير تعبير وسام، "أنا أتحدث عن عملكِ، لا تكوني غريبة الأطوار هكذا.""علاوة على ذلك، لقد أخبرتكِ بالأمس إنه يمكنكِ العودة في أي وقت، أنا ما زلت احتفظ بمكانكِ في مجموعة آل ياسر، وليكون هذا كتعويضٍ لكِ." بدا وسام كريمًا جدًا.ابتسمت سلمى.فهي تفكر إنه بدونها لم تكن مجموعة آل ياسر لت
كانت وعد تشعر ببعض الحرج.في الواقع، فازت الفتاة الغامضة ومنخفضة المستوى باسم "المحبوبة"، بالبطولة ثلاث مرات متتالية، وكانت محظوظة بما يكفي لتكون ضمن المراكز الخمسة الأولى في العام الماضي، إن الفرق بينهما كبير حقًا.لكن مثل هذه الإنجازات تُعد لا مثيل لها في مجموعة النجوم، وجميع موظفي المجموعة يحبون وعد بشكل أعمى."لماذا لا تكوني مجرد رئيسة بالاسم ولا تتدخلي في العمل كثيرًا؟ بهذه الطريقة، سيكون الجميع مرتاحين." اختتم هادي بقوله هذا موجة الانتقادات.وكانت سخريته من سلمى واضحة للغاية.ضحكت وعد في سرها.هل اعتقدت سلمى حقًا إنها ستحظى بحياة جيدة إذا استعادت مجموعة النجوم!باستثناء سارة، كان جميع الموظفين تابعين لها ولأبيها، وما زالت سلمى تريد عمل انقلاب أيضًا، إن السماح لها بالعمل لمدة ثلاثة أشهر، هو بمثابة مجاملة لها."لقد كنت أعمل في مجموعة آل ياسر في السابق......" لم تكمل سلمى جملتها."إن مجموعة آل ياسر هي بالفعل رائدة في مجال الملابس الراقية في المدينة الشمالية، ولكن إذا كنت أتذكر بشكل صحيح، لقد عملتِ في قسم العلاقات العامة ولم تكوني المسؤولة عن التصاميم." تابع هادي ساخرًا، "وعمل كل قسم
اليوم الرابع في العمل.لم يسير كل شيء بسلاسة كما كان متوقعًا، لكن الأمر لم يكن سيئًا للغاية، بل وتمكنت سلمى من التعامل مع الأمر.قدم مديرو كل قسم تقريرًا عن عملهم في اليوم الثاني، لكنهم عملوا ذلك بغير اهتمام، ربما كان شاكر من طلب منهم القيام بذلك.لحسن الحظ، كانت على اتصال مع سارة منذ وقت طويل، وكانت تتعرف باستمرار على المعلومات ذات الصلة بالشركة، والسبب وراء عقدها للاجتماعات هو لفهم هؤلاء الأشخاص أكثر، وحتى يكون من السهل التعامل معهم.بدا وجه سلمى قبيحًا بعض الشيء في الوقت الحالي، لأنها تلقت مكالمة هاتفية تكرهها بشدة.وفي اللحظة الأخيرة عندما رن الهاتف، قامت بتلقي تلك المكالمة.صاح الشخص على الجانب الآخر، "سلمى، أنتِ عديمة التربية حقًا، كيف لا يمكنكِ الرد على مكالماتي حتى!""إذًا هل أتلقى مكالمة من كلب الآن؟" سخرت سلمى."سلمى أيتها المتمردة! كيف تجرؤين على وصفي بالكلب، ألا تخافين من العقاب الشديد بسبب وقاحتكِ هذه." أصبح صوت بهيرة أكثر حدة."هل تقصدين أن أبتعد عنكِ، وإلا بريئة مثلي سوف تتأذى بسببكِ؟!""أنتِ، أنتِ، أنتِ!" كانت بهيرة في قمة غضبها لدرجة إنها لم تستطع التحدث."يكفي يا سلمى
لم تدحض سلمى وجه وعد أمام أقاربها.وجلست في زاوية الأريكة، وبدت كإنها خارج الموضوع تمامًا."سلمى، إنه عيد ميلاد جدتكِ، ولم تحضري لها هدية عيد ميلاد حتى؟" سألت شادية الأخت الصغرى لشاكر بنبرة شريرة.تعمل جميع أفراد عائلة شادية في عائلة شعبان، ويعتمدوا بالكامل على شاكر، وعلاقتها جيدة جدًا مع سلوى أيضًا، وتمكنت سلوى من إغواء شاكر في ذلك الوقت، بسبب علاقتها الوثيقة مع أخت زوجها.ابتسمت سلمى ببرود.وتذكرت فجأة أيضًا أن حقيقة وجود وعد ووسام معًا، بسبب مجهودات ميرا أيضًا.لقد ورثت وعد جينات "جيدة جدًا" حقًا!"من يهتم بهداياها؟" قالت بهيرة بازدراء، "مع ثروتها الصغيرة، كيف يمكنها شراء هدية ثمينة؟ إنها مجرد فقيرة!""جدتي، لا تقولي ذلك على أختي، لقد ورثت أختي مجموعة النجوم. وقد تطورت المجموعة بشكل جيد خلال هذه السنوات. وفي ذلك اليوم، رأيت أختي تدعو صديقها في مطعم "ألف ليلة وليلة" لتناول العشاء، إن الوجبة هناك تكلف عشرات الآلاف. حتى أنا لم أتمكن من الذهاب بمفردي، وإذا لم تدعوني ميرا....." بعد أن قالت وعد الكثير، غطت فمها فجأة.كان الأمر كما لو إنها أدركت إنها قالت شيئًا خاطئًا فجأة."سلمى، أنتِ تعر
بينما كان شاكر يظن أن أقاربه اندهشوا من الفيديو الخاص به، وشعر بالرضا عن النفس، وجد أن وجه والدته تحول إلى اللون الأسود بالكامل.ركضت وعد بسرعة إلى المنصة، وأشارت إلى الشاشة بقلق لتذكيره، "أبي، أبي....."استدار شاكر.عندما التفت إلى الوراء، ورأى الصورة بوضوح على الشاشة الكبيرة، كاد أن يفقد أنفاسه.هذه كلها مشاهد لعلاقته مع فريدة، وهي ليست مجرد صور ومقاطع الفيديو فحسب، بل وأيضًا سجلات الدردشة المثيرة للاشمئزاز بينهما، لا يوجد طريقة لتبرير هذا الأمر الفاضح على الإطلاق!استغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى استعاد شاكر رشده، ووبخ الموظف بغضب، "أغلقه! أغلقه!"كان الموظف خائف للغاية لدرجة إنه أغلق الفيديو بسرعة.ومع ذلك، فقد رأى الجميع كل شيء بوضوح...."من فعل ذلك، من فعل ذلك!" انتابت شاكر ثورة من الغضب على المنصة.هربت الدماء من وجه بهيرة من شدة الغضب.لقد جعلها تفقد ماء وجهها في حفل عيد ميلادها الرائع وأمام العديد من الأقارب!كانت سلوى تجلس بجوار بهيرة في هذه اللحظة، ولم تجرؤ على التنفيس عن مثل هذا المشهد المهين، لذلك لم يكن بإمكانها سوى البكاء من الظلم الواقع عليها."أبي..." سحبته وعد محاولة تهد
كانت وعد عاجزة عن الرد بعد كلمات سلمى."سلمى، وعد تهتم بكِ، لماذا تتصرفين ببرود إلى هذا الحد، وتهاجمين بشدة؟ حتى وإن كنتِ غير مرتاحة لأنني انفصلت عنكِ، إلا أننا في النهاية أقارب ....""وسام، قلتُ لكِ أكثر من مرة، لا تغتر بنفسك كثيرًا، فأنت الآن ليس لك أي تأثير عليّ. أنا أكره وعد، وهذا ليس له علاقة بك. بالطبع، هناك علاقة بسيطة." توقفت سلمى قليلاً وقالت، مكافأة "فقط أزاد من كراهيتي لها قليلاً"."سلمى، يمكنكِ أن تقولي ما تشائين عني، لكن لا يمكنكِ أن تقولي هذا عن وسام...."وقبل أن تكمل وعد حديثها، التفتت سلمى وغادرت.كان مشهدًا مزعجاً.نظرت وعد إلى سلمى وهي غاضبة لدرجة أنها كادت تصرخ.وكان وسام أيضاً في حالة سيئة.سلمى أصبحت تتجاهله بشكل متزايد!"سلمى!" صرخ شاكر باسمها.عقدت سلمى شفتيها..كانت تشعر غير صبور شديد، ومع ذلك التفتت.كانت تعرف تمامًا أنه لا يمكنها أن تترك بسهولة بدون مواجهة عائلة شعبان.تعالي معي." قال شاكر ببرود، ثم انصرف. " تابعته سلمى وهي تحاول أن تتماسك.وكانت متوقعة بالفعل، أن عائلة شعبان التي أعادتها إلى المنزل بحسن نية، لم تكن الأمر بالتأكيد مجرد سخرية منها فقط، إ
نظرت سلمى للرجل الذي أمامها. كان بديناً بعض الشئ، وكان عاديًا جدًا، لم يكن لديه ما يترك انطباعًا عميقًا. نظرت بعيداً، وقالت بلامبالاة، "طالما هكذا، إذاً لا دلعي ان أزعج أستاذ رامي." "أنتِ تعرفين ما هي مكانتي في مجموعة اّل قحطان؟! أنا من القيادة العليا في المجموعة، وراتبي فوق المليون سنويًا." قال رامي بغضب، وفي صوته أيضًا نوع من التباهي. "ها...." سلمى غير مبالية، وغادرت. ظل رامي يراقب سلمى وهي تغادر، ولم يستطع استيعاب ما حدث. كان يظن أن شخصًا بمواصفاته، يجب أن تعجب سلمى به، لكن هي كانت تتجاهله بشكل صارخ؟! رامي كان غير مهتم بسلمى كثيراً، لكنه كان يحترم عائلة شعبان، ولهذا لم يرفض، لكن بعدما قابل سلمى على الحقيقة، اكتشف إنها أحلى من الصور، وقرر إنه حتى إن لم يتزوجها، ممكن أن يلهو بها. ابتسم رامي ابتسامة خبيثة للغاية. في هذه اللحظة، لم تكن سلمى مهتمة بما يفكر فيه رامي، كانت فقط تريد أن تغادر منزل فؤاد. "أختي" سمعت سلمى صوت وعد من خلفها. أصبح وجه سلمى شاحباً. لماذا لا تترك وعد أخوها وسام وحده، وتظل أمام استفزازها في كل مكان؟!"رغم إن رامي شكله عادي، إلا إنه في النهاية إنس