الفصل 3
نظرت سلمى ببرود إلى وسام.

لقد ذاقت مرارة الخيبة بالفعل عندما تركها أمس ولم يهتم بحياتها أو موتها، بل وأيضًا خاطر بحياته لإنقاذ وعد، ولكن بالنظر إلى علاقتهما التي دامت ثلاث سنوات، كان بإمكانها الاستماع إلى شرحه، ولكن هذا لا يعني بالطبع إنها سوف تسامحه.

ولكنها في هذه اللحظة شعرت أن تفسير وسام سيكون بمثابة إهانة لنفسها.

عندما رأى وسام صمت سلمى، التفت لينظر إلى ذلك الرجل.

مظهر الرجل المتميز جعل وسام يحدق به للحظة، لكنه قد تعرف عليه على الفور، لقد كان هو رجل الإطفاء الذي هرع لإنقاذ سلمى ليلة أمس، في ذلك الوقت، كان يرتدي خوذة الإنقاذ، لذلك لم يتمكن وسام من رؤية ملامحه بوضوح، لكنه لاحظ مدى طول قامته.

"وسام، دعنا ننفصل" قالت سلمى.

الآن قد انتهت علاقتهما والتي استمرت لثلاث سنوات.

شعر وسام بألم مفاجئ في قلبه.

نظر إلى سلمى بعيون مصدومة ومستنكرة.

أشار إلى الرجل وهو في قمة غضبه، وقال بصوت عالٍ، "سلمى، من هو برأيكِ؟ إنه مجرد عامل إطفاء، والآن تريدين الانفصال عني من أجله؟!"

تحركت عيون الرجل قليلًا.

وأصبحت نظرته بها بعضًا من السخرية والبرود.

لكنه في النهاية اختار أن يلتزم الصمت.

بدا وكإنه يراقب الموقف بلا مبالاة، لكنه لم يكن لديه أي نية للمغادرة على الإطلاق.

"لا بد إنك تعرف سبب انفصالنا جيدًا؟!" قالت سلمى بصوت بارد، وبه لمحة من الغضب في نهاية الجملة، "في اللحظة التي اخترت فيها إنقاذ وعد بالأمس، ألم يتم تفسير كل شيء؟! وسام، توقف عن معاملتي كإنني حمقاء!"

تصلب وجه وسام الذي كان مندفعًا منذ لحظة، وأصبح عاجزًا عن الكلام في هذه اللحظة.

التزم الصمت لفترة طويلة.

طغى الارتباك على عينيه قليلًا، ولكن بعد لحظة، عادت نظرته المطمئنة مرة أخرى.

"ربما لم يكن علينا أن نكون معًا منذ البداية." نظر وسام إلى سلمى بنظرة تحمل الندم والحزن، "سلمى، أنتِ مستقلة وقوية جدًا، خلال علاقتي معكِ، شعرت إنه يمكنكِ الاستغناء عني، وإنكِ لستِ بحاجة لي على الإطلاق، مما جعلني أشعر بالضغط الكبير."

نظرت سلمى إلى وسام.

ثم ابتسمت فجأة.

بالرغم من الحزن الشديد داخل قلبها.

عندما التقت بوسام، كانت تقوم بالعروض الفنية في الشوارع حتى تكسب لقمة عيشها في تلك البلد الأجنبية، في ذلك الوقت، كان وسام لا يزال شابًا نظيفًا وبريئًا، وكانت ابتسامته دافئة مثل الربيع وأسلوبه لطيف ومهذب. كان يدفع المال من أجل عروضها، ثم أضحى يذهب كثيرًا لدعمها.

وبعد مرور فترة من الوقت، تحولت علاقتهم من غرباء إلى مقربين، ومن ثم وقعوا في الحب.

أخبرته أن لديها ماضي سيئ.

فلم يهتم وأخبرها أن ما يهمه هو مستقبلهم معًا.

لاحقًا، واجهت مجموعة آل ياسر أزمة كبيرة، لذلك قامت عائلة ياسر باستدعاء وسام الذي تخرج للتو من الجامعة للعودة إلى البلاد سريعًا، بينما سلمى التي كانت تشق طريقها في مجال الأعمال بالخارج اختارت العودة إلى البلاد مع وسام، وبمجرد انضمامهم إلى مجموعة آل ياسر، أصبحت سلمى ترافق وسام في كل شيء بما في ذلك العمل لوقت إضافي يوميًا وحفلات العشاء والذهاب لطلب الاستثمارات بطريقة متواضعة، وبعد عامين من الجهد الشاق عادت مجموعة آل ياسر إلى مسارها الصحيح.

كان يشكرها كثيرًا من قبل بسبب إنها لم تتخلى عنه أبدًا، بينما الآن يقول إنها جعلته يشعر بالضغط الكبير؟!

إذًا هل أصبح استقلالها وقوتها شيئًا خاطئًا؟ !

شعر وسام بالندم، لكنه بدا متحررًا بالكامل، "اعتني بنفسكِ جيدًا في المستقبل، ويمكنكِ الاتصال بي إذا واجهتِ أي مشكلة، في النهاية لا يزال بإمكاننا أن نكون أصدقاء......"

"لا داعي للطفك وشفقتك، فأنا لن أثق أبدًا برجل تخلى عني، ولم يهتم بحياتي أو موتي، أنا لست ضعيفة هكذا حتى أحتاج إلى صَدقة منك." قالت سلمى بنبرة باردة وساخرة للغاية، "وسام، تذكر إنني من طلبت الانفصال أولًا، وأتمنى لك من كل قلبي أن تحيا مع وعد في سعادة إلى الأبد، وألا تندم على اختيارها أبدًا!"

شعر وسام بالحرج من كلام سلمى.

لقد كان خطأه بالفعل إنه ترك سلمى بالأمس، ولم يكن لديه شيء ليدافع به عن نفسه.

كما إنه من المستحيل التحدث بعقلانية مع سلمى الآن، بسبب عدوانيتها الشديدة في الوقت الحالي.

نظر إليها بعمق وقال ببطء: "إذًا خذي قسطًا جيدًا من الراحة."

غادر وسام، لكنه توقف للحظة.

ثم نظر إلى جاسر.

بادله جاسر بنظرة غير مبالية.

"لقد رأيت العديد من الرجال مثله الذين ليس لديهم المال ولكنهم يعتمدون على مظهرهم، فهم يحصلون على المال والعلاقات بالاعتماد على قوامهم الجيد وكلامهم المعسول، فلا تقعي في فخه......." قال وسام بسخط شديد.

لم ترغب سلمى في سماع كلمة أخرى من وسام، "وسام، هذه هي رغبتي وأنا لا أهتم بأي شيء آخر!"

قام جاسر بمساعدة سلمى في ترتيب شعرها بطريقة مراعية، مما أوضح الموقف لوسام.

"بما إنكِ تريدين الانغماس في طريق الرذيلة والانحطاط، فافعلي كما يحلو لكِ." غادر وسام بغضب شديد.

أصبحت الغرفة هادئةً فجأة.

"شكرًا لك على إعادتي إلى السرير، وحمايتي قبل قليل." قالت سلمى، "لكنني مُتعبة جدًا الآن، لذا غادر من فضلك."

قال ببطء: "استمتعي براحة جيدة يا آنسة سلمى."

عندما كان يغادر بقوامه الطويل والمستقيم، وضع منديل الطعام بجانب سريرها، "الرجل الذي يشعر بالضغط الكبير، هذا لإنه ليس جيدًا بما فيه الكفاية، فهذه ليست مشكلتكِ."

شعرت سلمى بالذهول قليلًا.

فهذا الرجل يعطيها شعورًا مختلفًا حقًا.

بعد خروج جاسر من الغرفة، تباطأت خطواته بشكل ملحوظ.

التقط الهاتف واتصل "مرحبًا عم لطفي."

"مرحبًا يا سيدي." رد الطرف الآخر باحترام.

"عندما تقوم بإعداد وجبة مالك لاحقًا، قم بإعداد وجبة إضافية وأرسلها إلى الغرفة المجاورة لغرفة مالك."

".....حسنًا."

بمجرد أن أغلق جاسر الهاتف، صدح رنين الهاتف مرة أخرى.

نظر إلى المتصل، "دياب".

"سمعت أن فندقك قد احترق بعد عودتك مباشرةً من الخارج؟" قال الطرف الآخر بنبرة تهكّم.

"نعم." أجاب جاسر.

"لا بد إن خسارتك كانت بالملايين؟ إذًا كيف هو شعورك؟" تابع دياب حديثه بنبرته الساخرة.

"لقد كان الحريق جيدًا."

"......لا بد إنك فقدت عقلك بسبب الهجوم المبالغ؟! ما رأيك في أن نجتمع معًا لشرب القهوة والتخفيف عنك قليلًا؟"

"لا داعي. ولكن إذا كنت تريد الاحتفال معي، فيمكنني أن أجبر نفسي على ذلك." قال جاسر، "لكن ليس لدي الوقت لأضيعه."

تصلب دياب مباشرةً.

لم يلتقي بجاسر منذ سنوات عديدة، هل هذه هي الطريقة التي يتحول بها العبقري إلى أحمق؟ !

"أوه، ألن تغادروا المشفى اليوم؟" استعاد دياب رشده أخيرًا، وسأل مرة أخرى.

في اليوم الأول من عودة جاسر إلى البلاد، تم إرسال مالك إلى المشفى لإجراء عملية جراحية بسبب التهاب الزائدة الدودية، لقد كان يخطط لإقامة مأدبة ترحيب بجاسر، لكن الأمر تعطل هكذا.

"لا." أضاف جاسر، "لقد جددت إقامته في المشفى لمدة نصف شهر".

سأل دياب بتوتر، "أوه، هل هو بخير؟"

"بخير." قال جاسر بنبرة باردة، "فقط ليلهو قليلًا."

"......" يا صديقي، هل تعتقد إنه يقيم في فندق؟!

"سأتحدث معك لاحقًا."

"جاسر." ناداه دياب على عجل، "ما رأيك في أن أحضر لك طبيبًا نفسيًا لرؤيتك....."

"احتفظ به لنفسك!" أغلق جاسر الهاتف مباشرةً.

في اللحظة التي ترك فيها الهاتف، نظر إلى الغرفة المجاورة مرة أخرى.

أطبق جاسر على شفتيه بإحكام، ثم دخل غرفة ابنه.
Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP